رئيس الرابطة الفلسطينية في ألمانيا علي معروف في حوار مع “موطني 48”:

* لا علاقة لنا بالسلطة الفلسطينية ونرفض مواقفها
* الموقف السياسي لألمانيا تغيّر للأسوأ بعد 7 أكتوبر
* نُحيي الشيخ رائد صلاح وكافة القيادات الوطنية في الداخل الفلسطيني
أحمد حازم
يعتبر المواطن الألماني الفلسطيني الأصل علي معروف (أبو حسن) أحد أبرز الوجوه السياسية والاجتماعية الفلسطينية في العاصمة الألمانية برلين. وكما يقول المثل الشعبي” في كل عرس له قرص” فهو موجود دائما في كافة المناسبات السياسية والاجتماعية المتعلقة بالفلسطينيين.
وعلاوة على ذلك فقد تم انتخابه ليقود الرابطة الفلسطينية بعد توقف الجالية الفلسطينية عن العمل سنوات عديدة، حيث جاء “أبا حسن” لينقذها من خلال الرابطة وليعيد لها هيبتها التي فقدتها نتيجة خلافات فصائلية. أبو حسن معروف، يقولها بصوت عال أن الرابطة لا علاقة لها بسلطة رام الله ولا بأي نظام عربي أو غير عربي.
في هذه المقابلة مع موقع “موطني 48” والتي تعتبر الأولى له في إعلام فلسطينيي ألـ 48 يتحدث “أبو حسن” عن كيفية تعامل الأحزاب الحاكمة في ألمانيا مع الفلسطينيين وعن نظرة الحكومة الألمانية الى الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر.
موطني 48: دور الرابطة الفلسطينية من أجل لم شمل الفلسطينيين؟
معروف: الرابطة الفلسطينية في ألمانيا تأسست عام 2007 لأجل هذا الهدف ولأخذ دورها في الحفاظ على وحدة شعبنا في برلين وعلى مصالحه. ومنذ تأسيس الرابطة تعمل على التوعية وإقامة الندوات وإصدار البيانات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية ولا سيّما حق العودة. والرابطة تشارك الكثير من المؤسسات الفلسطينية والعربية في العديد من الفعاليات التي تقام في برلين وخاصة في هذه الأيام حيث تشارك الرابطة في معظم الفعاليات المناصرة للقضية الفلسطينية ولا سيما في الحرب على غزة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني هناك لحملة إبادة جماعية.
موطني 48: هل تأثر فلسطينيو ألمانيا بالانقسام الفلسطيني الحاصل؟
معروف: نعم، الانقسام والحلافات الفلسطينية انعكست تماما على تواجد شعبنا الفلسطيني في الخارج ولا سيما المانيا التي يوجد فيها عدد كبير من الفلسطينيين حيث تتحدث الاحصائيات عن وجود 400 ألف فلسطيني في المانيا. وفي برلين وحدها يوجد حوالي 90 ألف فلسطيني.
ومن المعروف ان معظم أبناء شعبنا الفلسطيني لديهم انتماءات سياسية وتنظيمية، ولذلك فإن الانقسام الفلسطيني في الداخل انعكس سلبًا على توجهات أبناء شعبنا في برلين. لذلك توجد خلافات كبيرة في الطرح السياسي والتوجهات السياسية وهذا جعلنا نعاني من الحد الأدنى للاتفاق على أمور سياسية وحتى اجتماعية وثقافية في هذا البلد.
ومن الطبيعي أن يكون للانشقاق تأثير على الوضع الفلسطيني في برلين. ولذلك نحن في الرابطة الفلسطينية في ألمانيا نحاول تقريب وجهات النظر ونناشد شعبنا الفلسطيني في ألمانيا الابتعاد عن هذه الخلافات وندعو دائما الى وحدة الصف الفلسطيني ووحدة الرؤية الفلسطينية حتى في الحالات الدنيا. يعني نتفق في أضعف الايمان لأن وحدة الكلمة الفلسطينية هي مقومات طاقة شعبنا في الاستمرار في حمل رايته الوطنية.
موطني 48: هل تغيرت نظرة الحكومة الألمانية الى الفلسطيني بعد أحداث السابع من أكتوبر؟
معروف: نعم تغيرت الى الأسوأ. موقف ألمانيا منحاز دائما لإسرائيل وداعم لها لاعتبارات تاريخية في الحقبة النازية وما تعرض له اليهود ولا سيما المحرقة، ما يعني أنّ هناك التزامات من ألمانيا تجاه إسرائيل بما يعني أن ألمانيا منحازة دائما لإسرائيل وبعد 7 أكتوبر ازداد هذا الانحياز، وزادت تصريحات المسؤولين الألمان لتأييد إسرائيل تحت مقولة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وما زال موقف المانيا مستمرا في دعم إسرائيل ماديا ومعنويًا وعسكريا، وهذا الدعم والتأييد الكامل لإسرائيل لم يتوقف، ولذلك موقف المانيا هو موقف سيء تجاه القضية الفلسطينية رغم إيمان المانيا بالحل السياسي لقضية فلسطين حيث ان حكومة ألمانيا تؤيد حل الدولتين، وهذا ما يصرّح به المستشار الألماني. ولكن للأسف لا نشعر بأي ضغط ألماني على إسرائيل. لكن هناك مواقف جريئة لسياسيين وأحزاب سياسية لإيقاف الحرب على غزة.
موطني 48: وماذا عن الصعيد الشعبي الألماني؟
معروف: الشعب الألماني مطلع على القضية الفلسطينية وعلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهو يعرف أن للفلسطيني الحق في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية. ولذلك في بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر اتخذت الشرطة إجراءات لمنع أي فعالية لنصرة وتأييد الشعب الفلسطيني وعندما سمح لنا بالخروج في مظاهرات شارك عدد كبير من الألمان في إقامة هذه الفعاليات التي ضمت عشرات الآلاف من العرب والألمان الذين أدانوا الحرب على غزة وممارسات القتل. الموقف الشعبي الألماني مؤيد للقضية الفلسطينية. وبالمناسبة هناك استطلاع أوروبي ذكر أن 68 % يرون ان إسرائيل خطر على السلام العالمي. وفي ألمانيا بالذات هناك نسبة 58 %. الشعب الألماني متفهم للقضية الفلسطينية بعكس الأحزاب الحاكمة.
موطني 48: كيف تتعامل الأحزاب الحاكمة وغير الحاكمة مع القضية الفلسطينية؟
معروف: الأحزاب الحاكمة في ألمانيا مؤيدة بشكل دائم لإسرائيل. أما الأحزاب خارج الحكومة فهي تؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتدعم نضاله، وعلى سبيل المثال: حزب “لينكه” اليساري المعارض، هو مؤيد بشكل دائم للقضية الفلسطينية وهناك حزب جديد اسمه Bündnis Sahra Wagenknecht BSW أي “تحالف زاره فاجنريشت” وهو حزب له مستقبل في ألمانيا تأسس منذ سنتين وله مواقف مميزة ويطالب دائما بوقف الحرب على غزة ويشارك معنا في جميع الفعاليات. وهناك أيضا حزب معارض آخر اسمه “العدالة Die Gerichtigkeit” يخرج دائما إلى التظاهر معنا وله مواقف واضحة في نصرة الشعب الفلسطيني.
موطني 48: الأتراك لهم نواب في العديد من البلديات والمجالس المحلية. أين الفلسطيني من هذا التطور؟
معروف: الوجود التركي في ألمانيا له تاريخ منذ بداية ستينيات القرن الماضي. بمعنى يوجد جيل تركي أول وثاني وثالث وحتى رابع. وانخرط الاتراك في الاعمال الاقتصادية ولهم شركات ومؤسسات اقتصادية متعددة وهذا شجعهم على دخول الحياة السياسية. وبالفعل هناك تمثيل تركي في الأحزاب الحاكمة وغير الحاكمة وهناك 12 نائبا من أصول تركية داخل البرلمان الاتحادي. وللأسف بالنسبة للفلسطينيين فإنهم لم يهتموا سوى بالعمل الفلسطيني رغم وجود ممثلين في بعض مجالس برلين وهناك شاب فلسطيني اسمه رائد صالح ينتمي للحزب الألماني الاشتراكي أس بي دي وهو رئيس كتلة الحزب في برلمان برلين وهو الفلسطيني والعربي الوحيد الذي وصل الى هذا المنصب. الشباب من الجيل الثاني والثالث لم تتح لهم الفرصة للتقدم بسبب سيطرة الحرس القديم على النشاط الفلسطيني رغم وجود كفاءات فلسطينية عالية ومتعددة أصحاب رؤية سياسية وطنية.
موطني 48: هل أنتم رابطة مستقلة أم تسيرون حسب توجيهات من سلطة رم الله؟
معروف: ما يميز الرابطة الفلسطينية في ألمانيا هي استقلاليتها ولا يوجد للرابطة الفلسطينية اية علاقات مع سلطة رام الله او غيرها، وهي مستقلة في توجهاتها وقراراتها ونشاطاتها. ومصداقية الرابطة هي استقلاليتها، ونسعى دائما الى توحيد الرؤى الفلسطينية. الرابطة الفلسطينية تؤكد دعمها لإعادة هيكلة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وأن يكون تمثيل حقيقي لأبناء شعبنا الفلسطيني.
موطني 48: أهم المشاكل التي تواجهكم في العمل السياسي؟
معروف: لدينا مشاكل كثيرة وكبيرة واهم هذه المشاكل ولا سيما في الفترة الأخيرة، الإجراءات القانونية التي اتخذتها وزارة الداخلية الألمانية في برلين وفي معظم الولايات طبعا من خلال المضايقات وأحيانا ممارسة العنف ضد المتظاهرين في الشوارع والساحات. هناك سلوك عدواني من الشرطة تجاه من يخرج للمظاهرات. والمشاكل الحقيقية هي المشاكل الداخلية لدى أبناء الجالية الفلسطينية إذ لا يوجد إطار أو كيان يجمع أبناء شعبنا الفلسطيني. نحن نعيش في برلين وفي المانيا في حالة تشرذم.
موطني 48: وما هو دوركم في هذه الحالة؟
معروف: نحن في الرابطة الفلسطينية نحث دائما القوى والفصائل الفلسطينية على توحيد الجهود من أجل تشكيل مؤسسة فلسطينية تمثل مصالح أبناء شعبنا الفلسطيني. وهذه المشكلة هي مشكلة تاريخية نعاني منها. نحن نطمح بوجود إطار فلسطيني يجمع الكل الفلسطيني لأن الحكومة الألمانية تريد التعامل مع حالة فلسطينية قوية أي مع عنوان له مصداقية. وهذا التشرذم هو حالة ضعف. نحن نسعى ونتمنى أن يأتي اليوم الذي نوحد فيه جميع قدرات وإمكانيات شعبنا الفلسطيني في إطار جالية فلسطينية موحدة.
موطني 48: كلمة أخيرة تريد توجيهها لفلسطينيّي الداخل؟
معروف: أريد باسمي وباسم الرابطة الفلسطينية في ألمانيا توجيه تحية إكبار واحترام لفضيلة الشيخ رائد صلاح لما يفعله وما فعله للمسجد الأقصى وللمجتمع العربي في الداخل الفلسطيني والتحية موصولة أيضا لكافة القيادات الوطنية لفلسطينيي ألـ 48.