أخبار رئيسيةعرب ودوليمقالات

أليس من العار؟!

الشيخ كمال خطيب

سمعنا وقرأنا عمّن يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على خبر اعتقال الأمـن السوري لطلال ناجي نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كان يرأسها أحمد جبريل.

أتمنى أن لا تكون يديّ طلال ناجي غارقة في دماء السوريين وأن ينال محاكمة عادلة.

لكن أليس من حقّ الإدارة الجديدة التي أطاحت بحكم بشار الأسد الطاغية المجرم أن تحاسب من ولغوا بدماء السوريين حتى لو كانوا فلسطينيين؟!

نعم، لقد سمعنا وقرأنا كيف أصبحت الجبهة الشعبية القيادة العامة عـصابة من عصابات التشـبيح، ليس فقط ضدّ السوريين الذين ساروا على نظام بشار بل ضدّ الفلسطيـنيين الذين رفضوا أن يكونوا من شبيـحة بشار، فقتلوهم وهجّـروهم وما مخيم اليرموك إلا شاهدًا على جرائمهم حيث لا يشبهه اليوم إلا مشهد غزة وجباليا ورفح ومخيماتها وقد دمّرها الاحتلال الإسـرائيلي.

كان يتوجب على شبيـحة القـيادة العامة أن يتذكّروا أن من استقبل أجدادهم الذين هجّـروا في نكـبة فلسـطين التي تمرّ ذكراها 77 هذه الأيام هم أبناء الشعب السوري قبل أن يكون حافظ وبشار، بل وقبل أن يصل حزب البعث إلى الحكم سنة 1963.

نعم، من حقّ الإدارة السورية الجديدة أن تنتـصر وأن تحاسب كل من كان سببًا في قـتل مليون سوري وفلسـطيني في سوريا ومن هـجّر 13 مليون منهم، وهل أصبحت قضية فلسطين بقرة مقدّسة وباسمها يتم قـتل السوريين؟ وكيف يتحول المظلوم إلى ظـالم، وكيف يتحول حفيد المقتول إلى قـاتل؟ وكيف لابن المهـجّر واللاجئ أن يهـجّر من آووا أجداده وقاسموهم لقمة الخبز وشربة الماء بل وغرفة البيت؟

ليس أسوأ من جماعة أحمد جبريل وطلال ناجي ممن أصبحوا شبيحة مرتـزقة في جيـش بشار إلا جماعة أبو مازن ممن أصبحوا مرتـزقة لجـيش الاحتلال الإسرائيلي.

الدم الفلسطيني ليس أغلى ولا أعزّ من الدم السوري.

طريق العـودة إلى فلسطين لا تمرّ عبر تهجير السوريين.

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى