نواف سلام يتسلّم مهامه رئيسًا لحكومة لبنان: لست من أهل الإقصاء ويداي ممدودتان للجميع

أكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف نواف سلام، في أول تصريح له بعد تولّيه مهامه رسميًا، اليوم الثلاثاء، أنه “ليس من أهل الإقصاء والاستبعاد، بل من أهل الوحدة والتفاهم والشراكة الوطنية”، قائلًا: “يداي ممدودتان للجميع للانطلاق معًا في مهمة الإصلاح”.
وجاء تصريح سلام من قصر بعبدا الجمهوري بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال سلام: “نتطلع للتغيير وبناء دولة مدنية عادلة قائمة على احترام القانون والمؤسسات”، مشددًا على أنه “حان الوقت لبدء فصل جديد بعد الحرب الإسرائيلية، والتصدي لتحدي تأثيرات العدوان، وإعادة القرى المهدمة، وعودة كريمة لأهلها”.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف أن “لا أمن واستقرار بدون تنفيذ كامل للقرار 1701 وانسحاب العدو الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية”، مشيرًا إلى أن “التجربة علمتنا أن الرهان الصحيح ليس على الخارج، بل على تعاوننا ووحدتنا”.
وكُلّف نواف سلام تشكيل حكومة العهد الأولى أمس الاثنين، بعد حصوله في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس عون، على غالبية الأصوات النيابية التي بلغت 84 صوتًا (من أصل 128)، ليتم تكليفه بالتالي تشكيل الحكومة الجديدة، مقابل نيل رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي نجيب ميقاتي على 9 أصوات، بينما لم يسمِّ 35 نائبًا أحدًا، على رأسهم نواب حزب الله وحركة أمل.
وحال وجود سلام خارج لبنان دون حضوره أمس إلى قصر بعبدا لتكليفه رسميًا، فيما حضر رئيس مجلس النواب نبيه بري وتبلّغ من الرئيس عون حصيلة الاستشارات. وفي ختام النهار الاستشاري، قال الرئيس عون في دردشة مع الصحافيين، إنّ “التكليف هو قرار النواب، وإنه يحترم هذا القرار”.
وأضاف “انتهينا من الخطوة الأولى، والخطوة الثانية هي التأليف”، متمنيًا أن يكون التأليف سلسًا وفي أسرع وقت، “لأننا نملك فرصًا كبيرة جدًا، من خلال مساعدة الخارج لنا”.
وردًا على سؤال، أعرب الرئيس اللبناني عن أمله في أن يكون التشكيل سريعًا، طالبًا ترك الحديث عن عقبات وغيرها إلى حينه.
وعقد عون، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، اجتماعًا مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، على رأس وفد من المفتين وقضاة الشرع.
وقال الخطيب بعد اللقاء “نأمل في أن يحمل الانتخاب مواصفات الإرادة لتطبيق خطاب القسم، وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية لحماية لبنان وسيادته، وتحريره من العدو، والبناء والإعمار للمناطق التي تعرضت للتهديد والتخريب”.
وأضاف: “نحن بعهد جديد مع الرئيس جوزاف عون لمرحلة جديدة من تاريخ لبنان يجب أن نخرج فيها من العصبيات الطائفية، وعلينا أن نتعلّم أن لبنان لا يبنى بالعداوات التي تخلق بين الطوائف، ونأمل في ألا تخرب القوى السياسية على العهد مساره”.
واكتفى بالقول حول الميثاقية وعدم تسمية المكون الشيعي للرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، بأنّ “موضوع الحكومة سياسي”.