أخبار رئيسيةعرب ودوليومضات

مؤرخ يهودي: مزاعم معاداة السامية بجامعات بريطانيا ليست حقيقية

قال المؤرخ اليهودي آفي شلايم، إن احتجاجات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين التي امتدت إلى جامعات بريطانيا منظمة، ومزاعم معاداة السامية لا أساس لها من الصحة.

جاء ذلك في مقابلة صحفية مع شلايم وهو أستاذ في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة أكسفورد البريطانية، على ضوء توسع حراك التضامن مع الفلسطينيين في الجامعات الغربية، ووصول صداه إلى بريطانيا.

إسرائيل لا تمثل اليهود

وأشار شلايم إلى أن المشهد في جامعة أكسفورد يذكره باحتجاجات الطلاب ضد الحرب في فيتنام حين كان طالبا، و”كانت الحركة الطلابية آنذاك مهمة وأثرت على سياسة الانسحاب الأمريكية من فيتنام”.

وعن الحراك في جامعته، قال شلايم: “ذهبت لزيارة مخيم الطلاب (في جامعة أوكسفورد)، وأعجبت كثيرا حينما رأيت الطلاب منظمين جيدا”.

وأكد على مشاركة الطلاب اليهود في الاحتجاجات، وأن “إسرائيل لا تمثل اليهود”.

وأوضح أن 305 من موظفي جامعة أكسفورد وقعوا على الرسالة التي تدعم مطالب الطلاب.

وشدد شلايم على أن ادعاء رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن هناك زيادة غير مقبولة في معاداة السامية في الجامعات لا يعكس الحقيقة.

وقال: “أنا لا أتفق مع ما قاله ريشي سوناك، أعتقد أن الحكومة البريطانية غير مبالية بحقوق الفلسطينيين”.

وأوضح أن “الإسلاموفوبيا (معاداة المسلمين) مشكلة أكبر في المملكة المتحدة من معاداة السامية”.

والخميس، أعرب سوناك خلال اجتماع مع مساعدي رؤساء الجامعات المرموقة في بريطانيا. عن استيائه من الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع الفلسطينيين، زاعما أن “مجموعة من الأقليات في الجامعات تؤثر على تعليم وحياة الطلاب الآخرين”.

وأوضح بيان صادر عن مكتبه أن الاجتماع تناول مكافحة معاداة السامية وحماية الطلاب اليهود في الجامعات البريطانية.

ومنذ أبريل/ نيسان الماضي، تشهد جامعات أمريكية وكندية وبريطانية وفرنسية وهندية احتجاجات ترفض الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطالب إدارة الجامعات بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.

كما يطالب المحتجون، وهم طلاب وطالبات وأساتذة، بسحب استثمارات جامعاتهم في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية وتسلح الجيش الإسرائيلي.

وتتواصل هذه الاحتجاجات رغم استعانة بعض الجامعات بقوات الأمن واعتقال محتجين.

نتنياهو هو المسؤول الوحيد

شلايم وفي معرض حديثه عن دور بريطانيا قال إن “الحكومة تدعم إسرائيل بشكل أعمى، وتبالغ بشكل كبير في حجم معاداة السامية لأغراض سياسية”.

وعن الوضع في إسرائيل وغزة، أكد شلايم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يريد حربا طويلة في غزة لمصلحته الشخصية وأنانيته التي تجعله لا يقبل مقترحات وقف إطلاق النار”.

وأضاف أن “نتنياهو يحاكم بـ3 تهم خطيرة للغاية تتعلق بالفساد، وهو يعلم أن نهاية الحرب على غزة تعني نهاية فترة ولايته”.

وأشار إلى أن “80 بالمئة من الإسرائيليين يريدون رحيله، لذلك ستكون هناك انتخابات وسيخسرها “.

وأوضح أن هناك حركة احتجاجية قوية ضد الحكومة في إسرائيل وأن المتظاهرين يريدون إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، ونتنياهو هو “المسؤول الوحيد عن عدم وقف إطلاق النار في غزة”.

وأظهرت عدة استطلاعات رأي أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون استقالة نتنياهو “فورا” وإجراء انتخابات مبكرة، بينما تستمر مظاهرات لعائلات محتجزين إسرائيليين في القطاع للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى “فورية” مع حركة “حماس”.

حماس مكون فلسطيني

وبشأن التطورات في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أفاد شلايم بأن جميع حلفاء إسرائيل، بما في ذلك أمريكا، حذروا من شن عملية برية في رفح، لأن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية على نطاق أوسع بكثير من الوضع الحالي”.

وشدد على أن نتنياهو لن ينجح في هذه الحرب، لأن هدفه هزيمة حماس والقضاء عليها بشكل كامل.

وأكد المؤرخ اليهودي أن “هذا هدف بعيد المنال لأن حماس ليست مجرد جناح عسكري، بل هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني، لذلك، لا يمكن القضاء عليها”.

وختم حديثه بالقول إن “التهجير القسري للمدنيين هو جريمة حرب، ولذلك يمكن القول إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب كل يوم”.

والسبت، قدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن 300 ألف فلسطيني في رفح تأثروا جراء توسيع الجيش الإسرائيلي عمليات التهجير القسري تزامنا مع توسيع عمليته العسكرية في المدينة.

ورغم التحذيرات الدولية المتصاعدة تجاه توسيع العمليات العسكرية في رفح، طلب الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، من سكان أحياء بقلب المدينة “المغادرة بشكل فوري”، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت الاثنين، في شرقي المدينة، في خطوة تهجيرية جديدة لسكان رفح.

ويدفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع نازحي رفح بمنطقة المواصي الواقعة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبا، وحتى بدايات رفح أقصى جنوب القطاع.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 113 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.

وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

المصدر: وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى