تقرير: حركة فتح والسلطة الفلسطينية في طريقها إلى النهاية
طه اغبارية
تقترب حركة “فتح” من نهايتها وكذلك زعيمها الحالي محمود عباس، الذي يشكل الفرصة الأخيرة للحركة للوصول إلى تسوية مع المؤسسة الإسرائيلية.
هذه الرؤية وغيرها من التوقعات فيما ستؤول إليه حركة فتح والسلطة الفلسطينية، جاءت في تقرير موسّع نشرته مجلة “نيويوركر” الأمريكية، وأعده الباحثان حسين آغا وأحمد الخالدي، وكانا منخرطان في المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية والإسرائيليين على مدار 3 عقود. كما يعتبر آغا (لبناني) احد المقربين من محمود عباس وعمل على خط التواصل بين إدارة أوباما والسلطة الفلسطينية.
ويرى الباحثان، بحسب التقرير، أن محمود عباس هو الزعيم الفلسطيني المتبقي القادر على توقيع تسوية مع الإسرائيليين، رغم تنويههما إلى تراجع شعبيته وتدهورها في أوساط الفلسطينيين، ويعتقدان أنه برحيل عباس، لن تقوم هناك قيادة فلسطينية “شرعية” قادرة بحسب الباحثين على توقيع اتفاق سلام مع الطرف الإسرائيلي.
وتطرق التقرير إلى تراجع حركة فتح وضمور مؤسساتها، وذكر الباحثان أن غياب قيادة بديلة في فتح وغياب نجاحات على الصعيد السياسي ودون تقدم في المفاوضات ومع وجود خصوم للحركة داخليا وخارجيا، فإن حركة فتح تقترب من نهايتها كقوة ذات نفوذ سياسي في أوساط الشعب الفلسطيني.
وأشار التقرير إلى أن وضعية محمود عباس تضررت للغاية بسبب انخراطه في عملية السلام، ورفضه الدائم للكفاح المسلح كبديل للمفاوضات، وكذلك بسبب التزامه المطلق بالتنسيق الأمني مع الإسرائيليين. ووصل الباحثات إلى نتيجة مفادها أن “فقدان الثقة لدى الفلسطينية بالمفاوضات كرافعة للتسوية، يعكس فقدان الثقة بالمؤسسات التي تولت عملية المفاوضات ومنها حركة فتح وانخراطها الكلي في هذه العملية”.
وتطرق الباحثان إلى حال المنظومة الفلسطينية التابعة للسلطة وحركة فتح وتحولها إلى نظام رئاسي تابع لشخص واحد، يسعى للسيطرة والاستحواذ على كافة مؤسسات حركة فتح، بالإضافة إلى قمع السلطة باسم فتح لكافة الاصوات المعارضة لمحمود عباس داخليا، الأمر الذي خلق نفورا لدى الأنصار والمؤيدين للحركة ولا مبالاتهم إزاء ما يحدث في مؤسسات الحركة.
وبحسب التقرير، فإن تبعية القرار الفلسطيني لفتح والسلطة وارتهانه للخارج وتحديدا الولايات المتحدة وأوروبا، أدى إلى انفضاض الجماهير عن فتح ومؤسساتها التي تنحصر نشاطاتها بالمؤتمرات التي يتم عقدها في مدينة رام الله بين الحين والآخر، وأن الحركة باتت تفتقد للقاعدة الشعبية التي تمكنها من تمثيل جموع الشعب الفلسطيني واتخاذ القرارات السياسية التي تؤثر بشكل مباشر في مصالح الفلسطينيين.
المصير المجهول ينتظر حركة فتح وربما النهاية بعد رحيل محمود عباس، هكذا يعتقد الباحثان اغا والخالدي بحسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أن اتفاقيات أوسلو التي تم توقيعها في العام 1993 كانت تُمثِل بالنسبة لحركة فتح قمة الإنجاز السياسي، كما أن الحركة بدأت ومنذ ذلك الحين مرحلة من التدهور باتت واضحة للعيان على مر السنين.
ونوه الباحثان إلى أن وفاة ياسر عرفات كانت بمثابة نقطة تحول في تاريخ حركة فتح، فمن حينها تخلّت الحركة عن الكفاح المسلح كما انها افتقدت القائد الذي يستطيع لم شمل أعضاء الحركة، كما أن الحركة فشلت في التحول إلى حزب سياسي بسبب عدم قيام الدولة الفلسطينية من الأساس.
ومع فشل الحركة في إعداد جيل جديد من القيادات، ومع الإخفاقات المتتالية على المستوى السياسي، وكذا الفشل في تحقيق السلام، والنزاعات الداخلية التي تعاني منها الحركة، فقد باتت حركة فتح غير موجودة بالفعل على أرض الواقع، ولم يتبق منها سوى تاريخها والمؤتمرات التي تقوم بعقدها بين الحين والآخر. بحسب التقرير.