حفل دعائي للسيسي يتحول إلى تظاهرات ضده في مطروح بعد ساعات من ترشحه للرئاسة
لم يكد رئيس سلطات الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي ينهي خطابه للترشح للرئاسة لفترة ثالثة، “نزولا على رغبة الجماهير”، كما قال مناصروه، حتى اندلعت تظاهرات في مدينة مرسى مطروح، شمال غربي مصر، وشهدت “هتافات ضده وتمزيق صورته ودهسها”، بحسب شهود عيان.
وتسود المحافظة حالة من الهدوء الحذر عقب تظاهرات لأبناء مدينة مرسى مطروح عاصمة المحافظة، شهدت تكسير وحرق لافتات دعائية تخص السيسي لانتخابات الرئاسة المقبلة، بحسب شهود عيان وفيديوهات تداولها رواد التواصل الاجتماعي.
وده حال كل محافظة فيكي يامصر
ودي بداية لنهاية الطاغية بأمر الله#شريط_الترامادول#ارحل_يا_فاشل#ارحل_يا_سيسي#مرسى_مطروح pic.twitter.com/bciEhhlvUv— أبوكرتونة (@abo_kartona5h) October 2, 2023
واعتقلت قوات الأمن عدداً من الشبان المتظاهرين، وفق مغردين، فيما يتداول أبناء المدينة تحذيرات من المبيت بالبيوت “خشية مداهمة قوات الأمن لها للقبض على المشاركين”، ما دفع ببعضهم للبقاء في الشوارع حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، كما قال لوكلات الأنباء العالمية أحد أبناء المحافظة، متحفّظًا على ذكر اسمه.
وتداول مغردون أنباء لم يتسن التأكد منها، تفيد باشتباك عدد من المتظاهرين مع أفراد من قوات الأمن واحتجاز ضابط من قوات مكافحة الشغب تصدى للمتظاهرين، ثم إخلاء سبيله، والاستيلاء على عربات للشرطة، التي سيطرت على الموقف وانتشرت بكثافة بالمدينة عقب ساعات من الاشتباكات.
ووقعت التظاهرات في شارع الإسكندرية بالمدينة، عقب مناوشات عبر فيها عدد من المشايخ عن استيائهم وغضبهم من الخديعة التي تعرضوا لها، حيث حشدوا أبناء القبائل للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر/تشرين الأول، كما جاء في دعوة وجهها لهم حزب “مستقبل وطن” المنظم للاحتفالية، فيما وجد المشايخ أنفسهم، مساء أمس الاثنين، وسط احتفالية دعائية انتخابية، ينظمها الحزب للدعاية لانتخاب السيسي، وتنتشر فيها لافتات وصور السيسي ودعاياته الانتخابية دون ذكر لحرب أكتوبر.
بعد ما أخذوا اللافتات واللوحات المطبوع عليها صور #السيسي من أعضاء "مستهبل وطن"،
قام الأهالي بتقطيعها وإحراقها 😍😍
فتحولت الاحتفالية التي أراد بها الحزب إظهار تأييد المحافظة للنظام …إلى مظاهرة ضده 😍
*شعبية جارفة 😍😍
أهالينا في #مرسى_مطروح .. كل التحية لكم👏 pic.twitter.com/DZDrhVY6Bc— شيرين عرفة (@shirinarafah) October 2, 2023
وغادر عدد من رموز المحافظة الاحتفال، فيما نشبت مناوشات بين شبان غاضبين ومنظمي الاحتفالية، عقب صعود عدد من الشبان لمنصة الاحتفال ومنع فرقة المطربين من الاستمرار، وأعقب ذلك إنزال صور ودعايات السيسي، ثم تحول الأمر لتظاهرة اتسع نطاقها وشملت أنحاء عدة من المدينة، حيث طاردت قوات الأمن المتظاهرين في الشوارع، بينما قذف بعض الشبان هذه القوات بالحجارة.
في المقابل، ذكر بيان لوزارة الداخلية المصرية أن ما جرى كان مجرد “نشوب مشاجرة بين بعض الشباب بمدينة مطروح بسبب التنافس على التقاط صور مع شعراء ليبيين، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مرتكبي الواقعة”، وهو ما أثار سخرية معلقين على البيان المنشور على حساب الوزارة على موقع “أكس”.
نشبت مشاجرة بين بعض الشباب بمدينة #مطروح بسبب التنافس على إلتقاط صور مع شعراء ليبيين وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مرتكبى الواقعة#وزارة_الداخلية pic.twitter.com/Ab0Q103y5h
— وزارة الداخلية (@moiegy) October 2, 2023
وتعالت خلال التظاهرات هتافات تطالب بإسقاط النظام، فيما ردد بعض أنصار المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي اسمه في هتافاتهم مع شعاره “يحيا الأمل”، كما جاء فى فيديوهات لم يتسن التأكد من صحة مضمونها.
وقال حازم، وهو رجل أعمال شاب في مرسى مطروح، إن أهالي مطروح بلغ بهم التعب مبلغه من الأوضاع الاقتصادية و”غلق” منافذ الكسب المعتادة لأهالي المحافظة، وهي التي تتميز بكونها محافظة حدودية تحاذي ليبيا الجارة الغربية لمصر، كما أصاب الإنهاك مختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وهو ما جعل كثيراً من أبناء المحافظة من بين معارضي السلطة الحالية.
وربط متابعون بين إسقاط صورة السيسي وتمزيقها أمس في مطروح، وبين ما جرى مع الرئيس الراحل المخلوع حسني مبارك بإسقاط صورته وتمزيقها في مدينة المحلة شمالا عام 2008، والتي اعتبرها مراقبون شرارة مبكرة لثورة يناير/كانون الثاني 2011، فيما قال مراقبون إن الشرارة المماثلة لشرارة المحلة وقعت بالفعل عام 2019 حينما مزق متظاهرون في القاهرة والمنصورة صورا للسيسي في الشوارع.
اصطدمت رغبة #عبدالفتاح_السيسي بإرادة المصريين في #مطروح، اذ كان يتطلع لحشد الفقراء لاستغلالهم في الترويج لنفسه واكتساب شرعية مزيفة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث ثاروا ضده ومزقوا صوره ونادوا بسقوطه ونظامه والسبب سياساته في افقار واذلال المصريين.!
— Ahmad Alsalami (@ah_alsalami) October 2, 2023
وتداول مغردون وسوماً تطالب المصريين في مختلف المحافظات بالاقتداء بشعب مطروح، ولا سيما أن حزب مستقبل وطن “يمارس نفس اللعبة في مختلف الميادين والمحافظات بمصر”.
وأقام الحزب، بالتعاون مع أحزاب أخرى منها حماة الوطن، سرادقات بشاشات عملاقة تحيطها أعلام مصر وصور السيسي، مع دعوة الجمهور للاحتفال، الأمر الذي قد يدفع قيادات الحزب لإعادة النظر في تلك السياسة التي ربما تقلب الطاولة عليهم ليتكرر ما جرى في مطروح في مختلف تلك المناطق، وتسبب حرجاً لهم وللنظام، وتؤدي لنتيجة عكسية، يأمل معارضو السيسي أن تتحول لاحتجاجات واسعة تطيح بالنظام.
ويتداول مغردون مقاطع مصورة تظهر حصول محتشدين على كراتين مواد غذائية، وظهرت إحدى الريفيات في فيديو لتشكو من عدم إعادة بطاقة تكافل وكرامة لها، وهي بطاقة لصرف دعم لمحدودي الدخل، بينما شكا مواطنون من استيقافهم وأخذ هوياتهم الشخصية لفترة، يتردد أنه يتم خلالها أخذ بياناتها لعمل توكيل للسيسي.

