هكذا يستعد الجيش الإسرائيلي لمواجهة محتملة مع حزب الله
ادّعى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، استعداد الجيش لكل المستجدات في منطقة الشرق الأوسط ومنها مواجهة عسكرية مع حزب الله اللبناني.
جاءت تصريحات الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، لإذاعة الجيش، وذلك في اعقاب نشر وسائل إعلام إسرائيلية حول الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية على الحدود الشمالية في ظل حالة التوتر التي تسود في الأسابيع الأخيرة بين المؤسسة الإسرائيلية وحزب الله اللبناني.
وعلّق الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على ما نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” بخصوص سيناريو الحرب المقبلة، زاعما “نحن جاهزون لكل حدث في منطقة الشرق الأوسط. لا أريد أن يشعر الجمهور بالقلق والضغط. نحن نقوم بكل جهد للحفاظ على الأمن على الحدود الشمالية”.
ونشرت الصحيفة سيناريو للحرب المحتملة “خطيراً ومعقولاً (من حيث احتمالات وشكل حدوثه)”، بحسب جهات أمنية إسرائيلية.
ويشير السيناريو إلى أضرار كبيرة بالمنازل وآلاف المصابين، واستهداف المنشآت الاستراتيجية كالبنى التحتية، ونظام الكهرباء، والاتصالات، والطاقة، وسلسلة الإمداد الغذائي، وعدم القدرة على تقديم الخدمات للمواطنين بسبب عدم التوجه إلى أماكن العمل، ما سيؤثر على الدور الوظيفي للمؤسسة الإسرائيلية وأدائها، وقد يتطلب إصلاحه ما بين 24 – 72 ساعة.
كما يفيد السيناريو بأن ضرب محطات توليد الكهرباء بدقة سيمسّ بالقدرة الإسرائيلية على إنتاج الكهرباء، وهذا سيعني تشويشاً كبيراً في الاتصالات، وحتى المسّ بقدرة ردع الصواريخ، ما يتطلب تعزيز الحماية لهذه المنشآت، ومن ضمنها نشر المزيد من منظومة “القبة الحديدية”.
6 آلاف صاروخ في اليوم
تُطلق باتجاه البلاد 6 آلاف قذيفة صاروخية في الأيام الأولى للحرب، قبل أن ينخفض عددها ليتراوح بين 1500 و2000 صاروخ يومياً، بحسب السيناريو. وتلحق نحو 1500 منها أضراراً بأهداف إسرائيلية، ولا يشمل هذا العدد الصواريخ التي تسقط في مناطق مفتوحة، والاعتراضات الناجحة لمنظومة “القبة الحديدية”، “والتي ستكون فرصها ضئيلة في أن تكون قادرة على تقديم معدّلات اعتراض عالية، مثل تلك التي اعتدنا عليها في جولات القتال الأخيرة، بسبب العدد الكبير للصواريخ”. بحسب السيناريو.
500 قتيل وآلاف الجرحى
وستتسبب الحرب متعددة الجبهات التي يقودها “حزب الله”، بمقتل 500 إسرائيلي، عدا عن الجنود القتلى، وإصابة الآلاف، وفقاً لتقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لكن أكثر ما يقلقها هو “القدرات الدقيقة التي تزداد قوة من حولنا”. وذكر مسؤولون أمنيون للصحيفة أن أحد “الدروس المهمة في الحرب الدائرة في أوكرانيا، هو فاعلية الطائرات المسيّرة الإيرانية”.
كما تخشى إسرائيل الساحة الداخلية، واضطرارها للتعامل مع “عشرات أعمال الإخلال بالنظام في الداخل”، في إشارة إلى احتجاجات وأحداث محتملة تتعلق بفلسطينيي 48، يكون التعامل معها من خلال 16 كتيبة في قوات الاحتياط في الجيش الاسرائيلي.
ويخشى المستوى الأمني تسبب الحرب بإغلاق الموانئ في البلاد، وتوقّف الطيران الأجنبي وإغلاق العديد من محاور الطرق.
كما يخشى من عدم توجه فلسطينيي الداخل إلى أعمالهم، وبعضها في قطاعات حيوية، مثل سائقي الشاحنات، ما سيقطع سلسلة التوريد الإسرائيلية ويتسبب بضرر كبير. وتشير التقديرات إلى أن نحو 50 بالمائة من المواطنين سيتغيّبون عن عملهم، جزء كبير منهم يعملون في مجالات تُعتبر حيوية.
ومن السيناريوهات المحتملة التي سيكون على تل أبيب التعامل معها، لجوء عشرات آلاف المواطنين للاحتماء في أماكن تحت الأرض، من ضمنها الأنفاق التي تشكل طرقات تحت الجبال، مثل الأنفاق تحت جبال الكرمل في حيفا. ولا تستبعد السيناريوهات أيضاً اندلاع آلاف الحرائق، وأحداثاً تُستخدم فيها مواد خطيرة، وهجمات إلكترونية سيبرانية وغيرها.
وتقول صحيفة “يسرائيل هيوم” إنه على ضوء هذا السيناريو “المرعب”، الذي تعتبره المؤسسة الأمنية الإسرائيلية معقولاً للغاية، “ربما يكون من الممكن فهم الإحجام الواضح عن الانجرار إلى الحرب، وسياسة رد الفعل المعتدلة، التي قد يقول البعض إنها معتدلة للغاية، في ضوء استفزازات حزب الله المتكررة على طول الحدود”.
وترى الصحيفة أن الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله “يفهم الوضع جيداً، وحقيقة أن الشرعية الإسرائيلية تواجه تحدياً كبيراً بسبب الانقسام والشرخ الداخلي، ويختار بموافقة إيرانية زيادة مستوى الرهان”. وتضيف أن “إسرائيل قوية جداً، لكن لا شك أن صورة الوضع المرعبة تردعها، وتحاول القيادة فعل كل شيء لتفادي المواجهة، على الرغم من التقديرات بأن احتمالية الحرب، أو على الأقل أياماً قليلة من المعارك، قد زادت بشكل كبير”.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أنه “من الناحية العملية، فإن التردد الإسرائيلي والوضع الداخلي المعقّد يجعلان نصر الله يكتسب المزيد من الثقة بالنفس، ويمهّد الطريق لمزيد من التحركات التي يمكن أن تجر الأطراف بسهولة إلى الحرب”.
وتلفت “يسرائيل هيوم” إلى أنه على الرغم من آلاف التوجهات التي تلقّاها الجيش الإسرائيلي من جنود في الاحتياط، في الأسابيع الأخيرة، بشأن عدم امتثالهم للخدمة العسكرية احتجاجاً على خطة التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة لإضعاف القضاء، “فإن الجيش الاسرائيلي ما زال يتمتع بكفاءة عالية جداً للحرب”.

