أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودولي

مذبحة سربرنيتسا في البوسنة والهرسك.. ضحايا لم يدفنوا بعد

* رئيس معهد المفقودين في البوسنة والهرسك، موجو هادزيوميروفيتش:
– حتى الآن، تم دفن رفات لـ6 آلاف و721 ضحية من ضحايا الإبادة الجماعية ممن تم تحديد هوياتهم، في مقبرة بوتوتشاري التذكارية.
– وفقا للسجلات الرسمية، قُتل ما لا يقل عن 8 آلاف و372 شخصا في سربرنيتسا.
– تم العثور على 81 مقبرة جماعية لضحايا سربرنيتسا، أكبر مقبرة جماعية كانت في كامينيكا (جنوب صربيا).
– يوجد 34 ألف بلاغ حول أشخاص في عداد المفقودين جراء حرب 1992-1995 في البوسنة والهرسك، تم تأكيد 29 ألفا و704 حالات.
رغم مرور 28 عامًا على مجزرة سربرنيتسا التي نفذتها القوات الصربية في البوسنة والهرسك عام 1995، إلا أن جهود البحث عن رفات مئات الضحايا لم تتكلل بالنجاح حتى الآن، حتى بعد استخراج رفات الآلاف منهم من 81 مقبرة جماعية.

وكجزء من مراسم إحياء الذكرى الـ 28 للإبادة الجماعية التي وقعت في منطقة سربرنيتسا المُحاذية لنهر درينا شمال شرق البوسنة والهرسك، سيجري في 11 يوليو/ تموز الجاري، دفن رفات لـ 30 من ضحايا الإبادة الجماعية، ممن تم الوصول إليها مؤخرًا.

وفي مقابلة مع الأناضول حول أحداث مجزرة سربرنيتسا، قال موجو هادزيوميروفيتش، رئيس معهد المفقودين في البوسنة والهرسك، إن “جهود البحث عن رفات المفقودين تمكنت حتى الآن من تأكد رفات 7 آلاف و757 من المفقودين”.

 

آلاف القتلى بينهم أطفال ونساء

وفق هادزيوميروفيتش، “بعد الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، تم استخراج رفات 12 ألفا و469 شخصا ممن قضوا ودفنوا في المقابر الجماعية”.

ولفت إلى أنه “حتى الآن، تم دفن رفات لـ 6 آلاف و721 ضحية من ضحايا الإبادة الجماعية ممن تم تحديد هوياتهم، في مقبرة بوتوتشاري التذكارية”.

وأوضح هادزيوميروفيتش أن “أعمال تحديد الهوية وتحليل الحمض النووي والتحقيقات لا تزال متواصلة، نحاول الوصول إلى بقايا عظام 797 شخصًا قتلوا في سربرنيتسا”.

وبالنسبة لأعداد الضحايا، ذكر هادزيوميروفيتش أنه “وفقًا للسجلات الرسمية، قُتل ما لا يقل عن 8 آلاف و372 شخصا في سربرنيتسا”.

هادزيوميروفيتش أكد أن مئات الأطفال والنساء الذين حاولوا الوصول إلى مناطق آمنة في سربرنيتسا، لقوا مصرعهم على يد القوات الصربية.

وقال: “حسب المعطيات المتوفرة لدينا، قتل 563 طفلا و60 امرأة في سربرنيتسا، حتى الآن، أي بعد 28 عامًا على وقوع المجزرة، لا تزال أعمال البحث عن رفات في المقابر الجماعية مستمرة”.

 

مقابر جماعية في البلدين

وتابع: تم العثور على 81 مقبرة جماعية لضحايا سربرنيتسا، أكبر مقبرة جماعية كانت في كامينيكا (جنوب صربيا)، حيث تم العثور على رفات ألف و153 شخصًا”.

وبحسب هادزيوميروفيتش، “تم العثور أيضًا على أبعد مقبرة جماعية في كالينوفيك (وسط البوسنة والهرسك)، على بعد 200 كيلومتر من سربرنيتسا، تم هنا الوصول إلى 6 أشخاص شباب ممن قتلوا في المجزرة”.

وأشار إلى أنه “من خلال تحليلات الحمض النووي تم العثور على رفات ألف و600 شخص في 12 ثلاجة لحفظ الجثث في مناطق مختلفة من البوسنة والهرسك، جميعهم “مجهولو الهوية” بسبب عدم وجود تطابق في الحمض النووي”.

 

جهود البحث والتعرف على الضحايا

وحتى بعد مرور كل هذه السنوات، يقول هادزيوميروفيتش إن “جهود الوصول إلى مقابر جماعية لا تزال جارية على قدم وساق من خلال استخدام الكلاب المدربة، ونخطط لشراء أجهزة كشف يمكنها الوصول إلى الرفات الموجود على عمق 10 أمتار تحت سطح الأرض”.

وتابع “نقوم أيضًا بتقييم شهادات الشهود في المحاكم وفحص المناطق الواردة في السجلات والتحقيقات”، مشيرًا إلى ورود “34 ألف بلاغ حول أشخاص في عداد المفقودين جراء حرب 1992-1995 في البوسنة والهرسك”.

وفق هادزيوميروفيتش، “تم تأكيد وجود 29 ألفا و704 حالات من أصل 34 ألف بلاغ، ولا يزال هناك 7 آلاف و500 شخص في عداد المفقودين في البوسنة والهرسك. تم العثور على 80 في المئة من الأشخاص المفقودين”.

ويقول مؤكداً: “لا يوجد مكان آخر في العالم فيه هذا العدد الكبير من المفقودين نتيجة الصراعات المسلحة، نحن بدورنا نعمل على مشاركة خبراتنا مع أوكرانيا وليبيا وأذربيجان”.

وذكر هادزيوميروفيتش أيضًا أنه “عُثر على رفات 55 شخصًا تم التعرف عليهم في ثلاجات حفظ جثث الموتى”، وقال: “يتردد أقارب هؤلاء الضحايا في دفن أحبائهم في مقبرة بوتوتشاري التذكارية على أمل العثور على أجزاء أخرى من رفاتهم”.

الأسوأ بعد الحرب العالمية الثانية

تعد مجزرة سربرنيتسا الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قتلت القوات الصربية أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان الذين تراوح أعمارهم بين 12 و72 عامًا من أبناء سربرنيتسا من المُسلمين البوشناق.

لكن الجريمة لم تقتصر على الرجال والفتيان، فقد قتلت قوات صربية مئات الأطفال والنساء بعدما سمحت لهم بالخروج من المنطقة وهم في طريقهم للبحث عن مكان آمن.

ودفن الصرب القتلى البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم.

ودأبت السلطات البوسنية في 11 يوليو/تموز من كل عام، على إعادة دفن مجموعة من الضحايا الذين تم تحديد هوياتهم، في مقبرة “بوتوتشاري” التذكارية.

 

المصدر: الأناضول

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى