أخبار رئيسية إضافيةمقالات

عاشق البيارة (5)

عبد القادر سطل- يافا

 

أزفّ إليكم بشرى صدور روايتي الأولى وكتابي الثاني “عاشق البيارة”. إصدار دار الناشر- رام الله، والأهلية عمان. يقع الكتاب في 112 صفحة من الحجم المتوسط. رواية عاشق البيارة ولدت من رحم البيارة وهي مستوحاة من الواقع المر الذي عاشه أهلنا خلال فترة الانتداب البريطاني وحتى اندلاع الحرب على شعبنا الفلسطيني وتشريد أهلنا من وطنهم إلى الشتات، ضمن مخطط التطهير العرقي الذي فتك بالمئات من أبناء شعبنا من شيوخ وأطفال ورجال ونساء ومقاومين نالوا الشهادة على أرض الوطن، ومنهم من قضى نحبه في طريق الآلام نحو المجهول، ومنهم من سقط غريقًا في البحر وألقى كل ما يملك خلفه واحتفظ بالكوشان والمفتاح، علّه يعود ليفتح بوابة بيته الواسعة في المدينة أو في البيارة. ولكن ليت الرياح تسير بما تشتهي السفن.

يعود علينا فصل الربيع، أزهاره وعبير زهر حمضياته ومعه ذكريات الهجرة القصرية والمجازر التي لحقت بشعبنا في القرى والمدن الفلسطينية التي تتابعت قبل وبعد الاحتلال. من هنا نكرر ما نقول، إن نكبة شعبنا الفلسطيني ليست حدثًا يحمل تاريخًا محددًا، بل سلسلة أحداث بدأت قبل النكبة بكثير وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. وأحداث المحرقة والانفلات العنصري ضد أهلنا في حوارة، ما هو إلا مشهد من مشاهد النكبة وما آلت إليه الأوضاع في فلسطين عامة ويافا خاصة، من خلال رواية عشق بين الإنسان والأرض، بينه وبين الوطن، ومع فتاة أحبها وهي ابنة البياري الذي كان يرعى أمور البيارة وهو ابن صاحب البيارة. ودون الدخول في تفاصيل الرواية التي شرعت بكتابتها وأنا على فراش المرض. وكان ينتابني الشعور من حين لآخر هل سأستطيع كتابة نهاية الرواية أم لا. ولكن بحمد الله وشكره تحقق الهدف وتمت الرواية بالشكل الذي اخترته وهي نهاية تعايش الواقع بتفاصيله. الدكتورة وجيهة السطل هي شاعرة وأديبة من جمهورية مصر العربية، حاصلة على الدكتوراه في اللغة العربية، كانت أول من قرأ الرواية فكتبت ما يلي: قصة رائعة أرهقتني نهايتها نفسيًا، أسلوبك في السرد جميل منساب واستطعت أن تحافظ على سمات الشخصيات الرئيسة وبجميع تفاصيلها الدقيقة، معلومات تاريخية جديدة وموثقة، حفلت بها الرواية وقدمت يافا والبيارة وشعب فلسطين بأنصع صورة.

أمّا الأستاذ المحامي علي حيدر فقد كتب عن الرواية: نص جميل ومتقن ومليء بالمعلومات والوصف الجميل بالإضافة الى الحوارات والرسائل والقضايا الإنسانية التي تحدث في ظل الانتداب البريطاني واحتلال غاشم وتآمر على يافا وأهلها. ويضيف أن الرواية تندرج في إطار الرواية التاريخية الفلسطينية وتهدف إلى حفظ الذاكرة وتوثيقها. في النهاية يشير إلى أعجابه بالدمج بين اللغة الفصحى والمحكية الذي يُعتبر بدون شك جزءًا من إرثنا الثقافي والحضاري.

قبل أيام وبالتحديد يوم قبل ظهور هلال شهر رمضان المبارك، أقمنا في المركز الثقافي العربي في يافا حفل إشهار الرواية بحضور لفيف من أهلنا في يافا وبمشاركة وفد من اتحاد الكتاب العرب في البلاد وعلى رأسهم الأستاذ سعيد نفاع ومعه الضيوف فهيم أبو ركن والدكتور عبد الرحيم شيخ يوسف وهو أستاذي باللغة العربية قبل نحو خمسة عقود. وسنقوم بعد رمضان مباشرة بجولة إشهار للكتاب في القرى والمدن الفلسطينية على أن تكون إحدى المحطات في أم الفحم. ونستهل هذه المناسبة بحلول شهر رمضان المبارك لنبارك لأهلنا أينما كانوا بحلول شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار. شهر الخير والبركات والتزاور وصلة الرحم. شهر العبادة والرباط في المسجد الأقصى المبارك. شهر نشاهد فيه مسيرة البيارق تنطلق من مدننا وقرانا نحو المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر والتراويح في أولى القبلتين وثالث المسجدين.

ويافا في رمضان أجمل بالرغم من الأوضاع القاسية التي يعيشها أهلنا في يافا والمدن الساحلية، وهناك من يحاول تشويه معاني شهر رمضان لشيء ما في نفس يعقوب. ما أجمل أن ترى مساجد يافا غصة بالمصلين، وبيوت يافا مزيَنة بالأنوار استقبالًا للشهر الفضيل والافطارات الجماعية في يافا والتي يميزها التآخي بين الأديان، حيث نرى المسلم إلى جانب المسيحي على مائدة الرحمن. وفي هذا العام يتزامن شهر رمضان مع صيام المسيحيين (صيام الأربعين) قبل عيد الفصح المجيد، أعاد الله علينا شهر الصيام والقرآن، شهر نزل فيه كتاب الله في ليلة هي خير من ألف شهر. صومًا مقبولًا وإفطارًا شهيًا للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى