أخبار رئيسية إضافيةمقالات

إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنّة

المربية عطاف جبارين

 

الحمد لله الذي جمعنا في هذا البيت الواحد الطيب الكريم المعطاء، ألا وهو مجمع الأمة الواحدة، بيت الأمة الواحدة، بيت الأمة الإسلامية. ونسأل الله عز وجل أن يجمعنا في آخرتنا في الجنة التي أعدت للمؤمنين المتقين. فإنه من الواجب والملزم لأهل المعرفة، أن يهيئوا النفوس لهذا الشهر العظيم، تلك النفوس الشاردة وتلك القلوب الغافلة، عن استقبال الشهر العظيم.

نستقبل هذا الشهر كما يُستقبل الشخص الغائب عنا كالمسافر وطالب العلم، فعندما يعود يكون له استقبال عظيم. كذلك شهر رمضان يغيب عنا عامًا فنستقبله بلهفة وحب. كيف لا؟! وهو شهر المكرمات والمغفرة والتوبة وإعادة تصحيح مسار حياتنا.

 

من يفرح لقدوم رمضان؟

الأخ والأخت المؤمنان، يفرحان ويسعدان لاستقبال رمضان، أمّا المنافق فيتمنى ألا يكون في الحياة شهر اسمه رمضان، فأي مؤمن يفرح لقدوم الطاعات وينتظرها بشغف وشوق وبقوة عزيمة فيستعد استعدادًا عظيمًا للدخول فيه، فإن المؤمن كما الترمومتر، ويستطيع كل مسلم أن يقيس مدى حبه وفرحته لاستقبال الشهر الكريم.

لقد اصطفى الله هذا الشهر وأنزل فيه القرآن، وفرض على الأمة الصيام فيه، وكلف نبيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن يسنُّ للأمة قيامها، بسُنُة قيام الليل وصلاة التراويح.

إنَّ الفرح بفضل الله تعالى ليس بالمال ولا بالجاه أو الوظيفة، إنما الفرح الشديد في فضل الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. قال الله تعالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”. لنتخيل لو غاب عنا عزيز، أو سافر ولدك للدراسة وغاب فترة كغياب رمضان شهورًا طويلة، عامًا إلا قليل، ثم يتصل بك ويخبرك بأنه قادم، فكم تكون فرحتك؟ ولم لا وهو ربيع الأمة وموسم خيراتها. إنه شهر البركات والطاعات والصلوات الحاشدة للناس، الجامعة للمحبة والألفة خلال هذا الشهر الفضيل. إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، إذا جاء رمضان فتحت أبواب الخير، إذا جاء رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار. وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة حتى ينقضي رمضان. محروم من يفتح الله له أبواب الجنة ثم لا يقبل على هذا الشهر بكل قوة.

لو كانت مسابقة غناء أو رقص أو أي عرض مادي دنيوي، يبذل الجاهل جهده في كسب مادي لا يغني عن كسب الآخرة التي لا مثيل لها في دنيانا. بربك متى ستدخل الأبواب إن لم تدخلها الآن؟ فأبواب الجنة مفتحة وما أدراك ما الجنة، وأبواب الرحمة مفتحة وما أدراك ما أبواب الرحمة، وأبواب الخير مفتحة وما أدراك ما أبواب الخير.

من أعظم نعم الله على الإنسان كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”.

أخيتي ماذا أنت فاعلة في وقت فراغك؟ اعملي برنامجًا لك كي لا تضيع فضائل رمضان الكريم منك ثم تبكين متحسرة لوامة لنفسك التي لم تحسن تقدير هذا الشهر الكريم.

هلّ علينا هلاله ونحن على استعداد لاستقباله بروح خاضعه ونفس مطمئنة؟ هلَّ عليك وأنت مستعدة له كل الاستعداد النفسي والجسدي والروحي؟ أعاننا الله ومتعنا بأيام عامرة بالإيمان والطاعات وكل الأمنيات الجميلة، وكل عام ورمضان في قلوبنا يعمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى