أخبار رئيسيةمحلياتومضات

“والصلح خير”.. عقد راية الصلح في ابطن بين الـ عمرية والـ خوالد

طه اغبارية

في أجواء محبة وتغافر وتعاهد على طي صفحة الماضي، عقدت أمس السبت راية الصلح بين الـ عمرية والـ خوالد في قرية ابطن، بحضور العديد من القيادات والوجهاء من مختلف البلدات العربية.

برز من بين الحضور: السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة، والشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن المتابعة، والشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات، والدكتور منصور عباس رئيس القائمة الموحدة، والشيخ هاشم عبد الرحمن رئيس هيئة التنسيق بين لجان الإصلاح في المجتمع العربي، وعضو الكنيست الدكتور ياسر حجيرات، إلى جانب حضور وفد كبير من الوجهاء في منطقة النقب.

وشهد اللقاء، توقيع اتفاقية الصلح بين العائلتين وتسليم الديّة.

استهل اللقاء، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ عرسان حجيرات، فيما تولى إدارة منصة مراسم الصلح الشيخ عثمان غريفات، الذي رحّب بالحضور، مثنيا على تجاوب العائلتين مع توجهات جاهة الصلح وتعاهدهم على طي صفحة النزاع. هذا وقرأ الحضور الفاتحة على أرواح الذين قضوا خلال الأحداث المؤسفة وهم: المرحوم سمير عمرية، والمرحوم محمد خوالد والمرحوم أحمد عمرية.

ثمّ توالت كلمات الثناء على إبرام الصلح بين العائلتين، لعدد من الشخصيات القيادية، فكانت الكلمة الأولى لرئيس لجنة المتابعة العليا السيد محمد بركة، حيّا العائلتين وترحم على الأموات، مثمّنا جهود لجنة الصلح على عملها في الليل والنهار من أجل الوصول إلى هذا اليوم، وشدد بركة على ضرورة الاحتكام دائما إلى أوامر الله تعالى ورسوله صلى لله عليه وسلم وإلى أعراف وأخلاق مجتمعنا التي تحض على المحبة.

وختم بركة بالقول: “أرجو أن يكون هذا اليوم وما بعده، يوما تعود فيه المياه إلى مجاريها في واحدة من أبهى وأجمل بقع هذا الوطن”.

ثم تحدّث عضو الكنيست د. منصور عباس، وتوجه بالتحية للعائلتين على تعاطيهما المبارك مع جاهة الصلح، راجيا أن تعود العائلتان كما كانت عائلة واحدة، ودعا لجان الصلح إلى مواصلة عملها في إتمام المزيد من عقد رايات الصلح في المنطقة والمجتمع العربي.

الشيخ باسم غريفات رئيس لجنة الصلح المحلية، رحّب بالحضور وخص أبناء عائلتي عمرية وخوالد، وقال “ما أعظمها من ساعة مباركة في يوم عظيم من أيام شعبان الخير على أبواب رمضان، نحتفل فيها بهذا الجمع الطيب والصفح الجميل”.

توجه غريفات بالامتنان للعائلتين على “الأخلاق الجميلة والخلق الحسن والمعاملة الطيبة في تسامحكم وصبركم وتمثلكم قول الله تعالى “… وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، سائلا المولى عز وجل أن يطهر القلوب وأن يعوض العائلتين خيرا في مصابهم.

وشكر غريفات، الشيخ رائد صلاح باعتباره- كما قال- سببا مباشرا في إرساء مراسم الصلح، ثمَّ شكر جاهة الصلح وذكر منهم السادة والمشايخ: زيدان كعبية، وعاهد رحال، ورائد زبيدات، وعاطف غريفات، وعيسى مهجة، وعثمان غريفات، وحمزة غريفات، وزكريا الفار، وبلال حشمة، وسعيد غريفات، موجها التقدير لكل من ساهم بالإصلاح وعلى رأسهم الشيخ هاشم عبد الرحمن.

في الختام، دعا الشيخ باسم غريفات، رجال الإصلاح في المنطقة إلى إقامة لجان صلح محلية في كل بلدة والتعاون فيما بينها لما فيه الخير والصلح وتعظيم قيم المحبة والتغافر بين أبناء المجتمع الواحد.

ثمّ كانت كلمة السيد زيدان كعبية الرئيس السابق لمجلس “الكعبية- طباش- حجاجرة”، متحدثا باسم رؤساء السلطات المحلية في المنطقة، وشكر بدوره العائلتين على الاستجابة لجاهة الصلح، وشكر كل من ساهم بقول أو فعل للإصلاح بين العائلتين، وتطرق إلى مواقف مشرفة من أبناء العائلتين ساهمت في وأد الفتنة والوصول إلى عقد راية الصلح.

ثم قرأ مدير منصة الاحتفال، بنود اتفاقية الصلح بين العائلتين وفيها التعاهد على طي صفحة الخلاف.

كلمة الـ عمرية ألقاها الشيخ مهران عمرية، بارك فيها الصلح وطي الصفحة السوداء، وشكر كل من أخرج الصلح إلى النور، وخصَّ بالشكر الشيخ رائد صلاح ولجنة الصلح، وختم بالتأكيد على “فتح القلوب والمحافظة على حسن الجيرة ورفع شعار الصلح والعفو والتعاون على البر والتقوى”.

ثمَّ كانت كلمة الدكتور احمد خوالد ممثلا عن العائلة، وشكر بدوره كل من ساهموا بإرساء الصلح العظيم، وخص الشيخ باسم غريفات الذي كان دائم المتابعة لجهود الإصلاح، مشددا على البراءة من كل عمل يؤدي إلى إحداث مشاكل.

الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات، بارك الصلح بين العائلتين، مثنيا على كلمات المتحدثين وقال إن “هذا يوم التغافر والمحبة”، سائلا الله تعالى أن يرحم الموتى ويتقبلهم في جنان النعيم.

ثم كانت كلمة عضو الكنيست الدكتور ياسر حجيرات، وثمن بدوره جهود جاهة الصلح واستجابة أبناء العائلتين وتعاهدهم على طي صفحة الماضي.

بين يدي الكلمة الأخيرة في اللقاء للشيخ رائد صلاح، أثنى عريف اللقاء على دوره واتصاله يوم وقعت الاحداث بالشيخ باسم غريفات وتحميله أمانة القيام بكل ما يلزم من اجل الإصلاح بين العائلتين واستعداده لتلبية أي أمر في هذا الخصوص.

في مستهل كلمته، ترحَّم الشيخ رائد صلاح على أموات المسلمين بعامة وأموات ألـ عمرية والـ خوالد بخاصة، وأن ينزل الله السكينة والطمأنينة عليهم وعلى انسالهم حتى قيام الساعة وعلى جميع بلداتنا العربية.

وقال إن هذا “يوم فرح ويوم تغافر ويوم صلح، والصلح خير”، ناصحا بتعاون الجميع على إفشاء السلام من خلال إقامة تشكيلات للجان إفشاء سلام محلية، رجالية ونسائية في كل بلدة ولجان طلابية في كل مدرسة، وتجديد العهد مع قيمنا واعتبار كل مجتمعنا العربي وممتلكاته أمانة في اعناقنا.

وجدّد التأكيد أن مشروع إفشاء السلام ليس ملكا لأحد وإنما هو يعمل تحت سقف لجنة المتابعة، وأكد دعم مسيرة لجان الإصلاح القائمة على الصعيد المحلي والصعيد القطري.

وأضاف الشيخ رائد “نحن بحاجة إلى إشاعة ثقافة رفض العنف في مجتمعنا، ونحتاج إلى عمل ومشاريع وتوعية بدأنا بالكثير منها على صعيدنا المحلي والقطري”، مؤكدا أن هذا العمل بحاجة إلى نفس طويل والتوكل على الله وعدم التعجل بقطف الثمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى