أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

إسرائيل مرتاحة لخليفة عباس وتتمنى بقاء نصر الله

الإعلامي أحمد حازم

 

العرب بشكل عام يعتقدون أنَّ إسرائيل وبالتحديد جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) يعرف كل صغيرة وكبيرة في العالم العربي، ويعرف كافة التحركات في المنطقة العربية، لدرجة أن هذا الجهاز أصبح عقدة العرب شعوبًا وأنظمة. وبما أنَّ الفلسطينيين هم أكثر شعوب المنطقة تعرضا للخطر الإسرائيلي نتيجة الاحتلال والاستيطان، فلذلك هم أكثر الشعوب أيضا معرفة بهذا الجهاز سيء الصيت، بعكس السلطة الفلسطينية الرسمية، التي تقيم مع هذا الجهاز علاقات رسمية لصالح إسرائيل التي يسميها الوطنيون العرب “العدو الصهيوني”. والدليل على ذلك اتفاق التنسيق الأمني الذي كثيرًا ما وصفه الرئيس الفلسطيني بأنه “مقدس”.

على الصعيد الرسمي داخل السلطة، إسرائيل تعرف كافة تحركات الكبار فيها، حتى الزيارات الرسمية لكبار مسؤولي السلطة تعرف بها إسرائيل قبل الإعلان عنها رسميًا، ومثال على ذلك تحركات حسين الشيخ الذي أصبح الرجل الثاني بعد عباس بسبب الدعم المطلق له من قبل الرئيس الفلسطيني، لدرجة أن زيارة حسين الشيخ لأمريكا تحدثت عنها الصحافة الإسرائيلية قبل الإعلام الفلسطيني. مثال آخر، خلافة محمود عباس، والتي يتابعها الأمن الإسرائيلي من ألفها إلى يائها، وباتت إسرائيل على علم بكل حركة في هذا الاتجاه، بمعنى أن سفينة خلافة عباس تسير كما تشتهي رياح إسرائيل، بمعنى أن الرئيس المقبل سيكون حسب الإرادة الإسرائيلية. وهذا الأمر ليس صعبا على إسرائيل التي تعمل وتخطط بهدوء والجانب الفلسطيني ينفذ.

لكن هناك مشكلة أخرى لدى إسرائيل فيما يتعلق بخلافة حسن نصر الله، الذي يتحدث الاعلام الإسرائيلي عن تدهور في صحته، وبغض النظر عما إذا كان الإعلام العبري صادقًا أم كاذبا، فإن نصر الله لن يبقى إلى الأبد، وأنه لا بد أن يكون هناك تصورات منذ الآن حول اسم “الشيخ” الذي سيخلفه.

موضوع مرض وخلافة نصر الله هو حديث الساعة الآن في الوسط الأمني الإسرائيلي. الجنرال موشيه العاد، المحاضر في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، والذي شغل مناصب عليا في جيش الاحتلال، ذكر في مقال له نشره موقع القناة 14 العبرية: “من المنطقي بالنسبة إلى الدوائر الأمنية لدى الجيش الإسرائيلي، التفكير في خليفة نصر الله الذي تعتبر حالته الصحية محط اهتمام كبير لجهاز “الموساد”.

واعترف العاد في مقاله، بأن “رجال المخابرات الإسرائيلية يصلّون من أجل بقائه على صورته الحالية، رغم أنه أحد القادة الذين كان لهم التأثير الأكبر على السياسة العالمية والشرق أوسطية خلال ثلاثة عقود”. يعني بتوضيح أكثر، إسرائيل معنية ببقاء نصر الله في رئاسة الحزب، لكن في حال حدوث أي طارئ لحسن نصر الله، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وحسب الجنرال العاد، تعتقد بأن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، سيكون أمينًا عامًا جديدًا للحزب، وإن كانت تتمنى بقاء نصر الله، على ذمة الجنرال.

هاشم صفي الدين يتمتع بثلاث ميزات تجعله على الأرجح أن يكون الأوفر حظًا في خلافة نصر الله. أولها: انه ابن خال نصر الله وأحد مؤسسي الحزب في عام 1982، وثانيها، دراسته في قم وعلاقته الوطيدة مع القيادة الإيرانية والحرس الثوري، خصوصا أن ايران هي التي طلبت منه العودة الى لبنان ليرأس المجلس التنفيذي للحزب؛ وثالثها، صلات عائلية مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتالته أمريكا حيث تزوج نجله من ابنة سليماني في يونيو 2020.

وأخيرًا، سياسات الأنظمة ليست التي نلمسها ونراها ونسمع عنها، بل هي التي تمارس خلف الكواليس والتي من خلالها تُبرم الصفقات، والأمثلة على ذلك كثيرة.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى