أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

لماذا تخشى واشنطن من “شراكة دفاعية كاملة” بين روسيا وإيران؟

رجح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”- إمكانية حلحلة الملف النووي الإيراني من أجل دق الأسافين بين موسكو وطهران على ضوء التقارب الحاصل بينهما.

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) أعربت عن مخاوفها من قيام شراكة دفاعية كاملة بين روسيا وإيران، واعتبرتها تهديدا لجيران إيران، خصوصا إسرائيل.

وقال مدير الوكالة وليام بيرنز إن لدى بلاده مخاوف من إمكانية تقديم موسكو دعما تقنيا وعسكريا لطهران، في مقابل تزويد إيران روسيا بطائرات مسيّرة في حربها على أوكرانيا.

وقال بيرنز إن الولايات المتحدة الأميركية تتحمل مسؤولية التقارب الحاصل بين إيران وروسيا، وعليها أن تلوم نفسها لأنها ساهمت بشكل أو بآخر في التحول الحاصل في العلاقات بين طهران وموسكو، لتجميدها الملف النووي الإيراني ولفرضها العزلة على روسيا على خلفية الحرب الجارية في أوكرانيا.

ورأى بيرنز أن العلاقة بين موسكو وطهران تحولت من شراكة إستراتيجية إلى تحالف إستراتيجي أملته الظروف الدولية، وهو تحالف يثير مخاوف الأميركيين الذين يخشون من تحول إيران إلى قوة إقليمية مؤثرة بفضل الدعم العسكري، أولا على مصالحهم وعلى مصالح حلفائهم في المنطقة، خاصة إسرائيل.

ومن وجهة نظر العناني -وهو أيضا باحث في المركز العربي بواشنطن- فقد كانت حسابات الأميركيين خاطئة عندما مدوا كييف بأسلحة متطورة ظنا منهم أن روسيا ستتراجع عن الساحة الأوكرانية، لكن الذي حصل هو أن الروس استعانوا بالمسيّرات الإيرانية التي أحدثت الفارق خلال الأشهر الأخيرة في حرب أوكرانيا.

 

إسرائيل ومحاولة إبعاد روسيا عن إيران

بدورها، استبعدت الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات والخبيرة في الشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي وصول العلاقة بين موسكو وطهران إلى مستوى “الشراكة الإستراتيجية الكاملة”، واعتبرتها مجرد تحول في شكل وطبيعة هذه العلاقة، والتقاء في الفكر السياسي بين زعماء الطرفين باعتبار أنهما يدعوان إلى تغيير طريقة إدارة العالم.

وعللت الصمادي كلامها ببعض المعطيات، منها: إدراك إيران أن شراكتها مع روسيا غير كافية لإنهاء العقوبات الغربية المفروضة عليها، ولإخراجها من أزمتها الاقتصادية، بالإضافة إلى أن الضربات التي تقوم بها إسرائيل من حين إلى آخر ضد سوريا تتم تحت أنظار الروس، كما أن موسكو لن توازن علاقتها مع طهران وعلاقتها مع إسرائيل، ولن تضحي بمصالحها من أجل الإيرانيين.

وتوقعت ضيفة برنامج “ما وراء الخبر” أن تتخلى طهران عما سمته الصبر الإستراتيجي في حال فشلت العملية التفاوضية بشأن برنامجها النووي، وستكون هذه المرحلة قاسية على دول المنطقة، حسب قولها.

وبشأن حديث وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عن تحول في سياسة تل أبيب تجاه موسكو أشارت الصمادي إلى أن الإيرانيين لديهم خشية من هذا الأمر الذي يهدف إلى جذب روسيا بعيدا عنهم، وتوقعت استمرار ما سمتها حرب الظل بين تل أبيب وطهران.

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن إسرائيل تسعى إلى تهدئة مخاوف روسيا بسبب دعم تل أبيب لكييف، ولكن الخطوة تهدف أيضا إلى محاولة إبعاد موسكو عن طهران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى