أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

“المشتركة” تكسر الثوابت و”الموحدة” تدخل الائتلاف.. قراءة في مقابلة الشيخ رائد صلاح

الإعلامي أحمد حازم 

فضيلة الشيخ رائد صلاح، رئيس لجنة افشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، كان ضيف برنامج “مواجهة” الذي يبث من تلفزيون العرب Arab TV. الحلقة لم تكن مميزة فقط، بل كانت من أجمل وأقوى الحلقات إن لم تكن أقواها على الإطلاق. لقد تطرق الشيخ رائد في الأسئلة الموجهة اليه بإسهاب عن العنف المتفشي في المجتمع العربي، كما أجاب بكل صراحة وبكل موضوعية عن أمور سياسية أخرى بما فيها انتخابات الكنيست. شيخ الأقصى مقاطع كليًا وبقناعة تامة لانتخابات الكنيست، إلا أن هذا الموقف لا يمنعه من أن يقول رأيه بوضوح وبكل جرأة عن أحزاب الكنيست من جماعة حرف الضاد.

بعد انفصال منصور عباس عن “القائمة المشتركة” بسبب تباين المواقف مع بقية مكونات المشتركة، فيما يتعلق بالنهج الجديد الذي طرحه عباس والمتمثل (كما يقول) بوجوب التأثير من خلال المشاركة في الحكومة، لم يرض شركاؤه “الجبهة والعربية للتغيير والتجمع” وغرَّد عباس خارج السرب.

لم يبرئ الشيخ المشتركة مما جرى لدرجة انه وجه اليها أصابع الاتهام بأنها كانت “أول من كسر الثوابت بالتوصية على لابيد وغانتس ما مهد الطريق أمام منصور عباس لدخول الائتلاف”. لكن الشيخ أكد من جهة ثانية “أن منصور عباس بالغ في أبعد من التوصية ودخل الائتلاف الحكومي، والخط الذي انتهجه صادم ثوابتنا 100 بالمائة”. بمعنى: إذا كانت “المشتركة” قد ارتكبت خطيئة التوصية، فإن عباس ارتكب خطيئة أكبر بكثير منها، من خلال المشاركة في الائتلاف الحاكم. وليس فقط المشاركة، فهو الذي أوقف الائتلاف على رجليه.

الشيخ على حق بقوله في المقابلة: “كل الاحزاب العربية تتحمل تبعات ما قامت به وأنا لا اساوي بين دخول الائتلاف وبين التوصية، لكن تبعية الدخول في الائتلاف أشد وأشد وأشد من التوصية”. ولكن هل حدث أي تغيير في نهج أحزاب الكنيست العرب؟ الشيخ له رأي صريح في هذا الشأن إذ يرى: “قوائمنا التي تخوض الانتخابات وتدخل الكنيست تنتهج نفس الخطاب منذ 73 عاما، وهذا الخطاب مبني على صناعة الخوف وما ميز المشهد الانتخابي الاخير كان صناعة الفزعة والتأثير على نفسيات جماهيرنا بأنها انتخابات يا حياة يا موت”. نعم شيخنا الفاضل لقد أصبت الحقيقة بوصفك الدقيق. وما ذكره الشيخ تطرقت إليه في مقال سابق بعنوان “التخويف من البعبع نتنياهو” نشر آخر الشهر الماضي، كما تطرقت أيضا في مقال سابق إلى أسلوب الاستجداء وطلب الإغاثة للتصويت.

السؤال المطروح: هل هناك بديل لدى شيخ الأقصى كونه يقاطع انتخابات الكنيست؟ نعم عنده بديل إذ يقول في المقابلة: “والبديل الذي اطرحه لجنة متابعة قوية ومنتخبة”. هذا يعني تفعيل لجنة المتابعة والعمل على إحيائها وتقويتها، وليست إهمالها كما نشاهد الآن. لكن الكرة هي في ملعب الأحزاب العربية بشكل عام التي لا تقوم بواجبها بشكل قوي وملموس تجاه لجنة المتابعة.

وفيما يتعلق بالعنف في مجتمعنا العربي، فقد كان الشيخ في منتهى الصراحة، لأنه لم يحمل إسرائيل فقط المسؤولية، بل قالها بصوت عال: “نحن نتهم المؤسسة الرسمية الاسرائيلية في كل ما يحصل من عنف في مجتمعنا لكن هناك مسؤولية تقع على عاتقنا نحن أيضا”.

وما العمل شيخنا الفاضل؟ يقول فضيلته “نحن بصدد اعداد وثيقة مليونية فيما يتعلق بالعنف، أي تحمل مليون توقيع وتنظيم مسيرة تنطلق من مكاتب اللجنة القطرية والمتابعة وتسليمها للمؤسسة الرسمية الإسرائيلية واذا لم تستجب المؤسسة الرسمية لمطالبنا بمكافحة العنف والجريمة سنطالب بحماية دولية”. وفي المقابلة وجَّه شيخ الأقصى رسالة الى من يهمهم الأمر حول حظر الحركة الإسلامية في العام 2015 أفهمهم فيها أن “من حظر الحركة الاسلامية عليه ان يعلم انه لو تمَّ مليون حظر لا يستطيع حظر القرآن الكريم ولا واجب الصلاة ولا ثوابتنا الاسلامية العروبية الفلسطينية”.

الجهات المعنية يا فضيلة الشيخ لا تسمع صوت الشرفاء والعقلاء وأصحاب الضمير، بل تفتح آذانها لسماع الواشين والمنافقين والكذابين، وما أكثرهم في مجتمعنا-للأسف-.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى