أخبار رئيسية إضافيةمقالاتومضات

قراءة في ديوان “الربيع النبوي” للشاعر الشيخ رائد صلاح

توفيق محمد

 

في المستهل لا بد من التأكيد على أن ما أكتبه في هذه الصفحات لا يرقى أن يكون نقدا أدبيا، فالنقد الأدبي له أدواته ووسائله ورجالاته من الأدباء وأهل الاختصاص في علوم اللغة وآدابها، وأنا أعترف أنني لست واحدا منهم، إنما أنا متذوق لما ينتجون ويكتبون، وأحيانا إلى حد الثمالة طربا من إبداعاتهم، وما أكتبه هنا حول ديوان الربيع النبوي الذي أنهيت قراءته الإثنين الأخير للشاعر رائد صلاح، ما أكتبه هنا ليس سوى بعض ملاحظات وتفاعلات مع ما بثه لنا شاعرنا من هموم ومشاعر ومبادئ ومواقف وانفعالات وتفاعلات مع واقع السجن الذي عاشه لمَّا نظم كل مكنون هذا الديوان، ولم يكن فيه مُنبتَّا عن الهم الذي يحياه شعبه وبنو جلدته.

والشيخ رائد صلاح المعروف بأنه إنسان واقعي -يمقت التنظير غير المجدي- في نهج حياته يتعاطى مع الواقع المُعاش إن خيرا فخيرا وإن مريرا فيسعى إلى إحداث التغيير فيه باذلا أقصى ما يمكنه في سبيل ذلك متمثلا قول الله تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فهو يؤمن بالأخذ بأسباب النصر لتحقيقه وليس “الرباط” عند قدر الهزيمة بانتظار الفرج الإلهي الذي هو يقين ، ولكن يجب الأخذ بأسبابه، وإن واقعية الشيخ رائد صلاح تنعكس على كل أشعار الشاعر رائد صلاح في كل دواوينه حتى أنها، أي الواقعية، غلبت استحضار الصور الفنية في دواوينه السابقة، لكنه في ديوان “الربيع النبوي” وإذ لم يغفل واقعيته لكنه أسهب في استحضار الصور الفنية والتمثيل للفكرة بالخيالات الجميلة ، مستقطعا من الصور البلاغية أجملها لوصف الحال الذي عاشه بين جدران السجون المختلفة التي تنقل بين فكيها في هذه الفترة من سجنه ، وقد اختار لكلماته بحورا من الشعر ذات وقع موسيقي جميل ذكرها الأستاذ د.رائد ناجي جزاه الله خيرا في تصديره، وقد كان الحاضرون معه في “خلوته” كما أحب أن يطلق على سجنه في إشارة إلى قول ابن تيمية يرحمه الله تعالى وهو يخاطب طلابه  :”ما يفعل أعدائي بي؟ إن جنتي وبستاني في صدري.. إن قتلي شهادة، وسجني خلوة، ونفيي سياحة “وكأني بالشيخ رائد وهو يودع محبيه ومريديه وطلابه وأهله قبل إغلاق أبواب السجن خلفه وهو يصفه بـ”الخلوة” بالثبات في كل وضع وآن ، كان الحاضرون معه في هذه الخلوة:

  1. الأسرى ، وهو أحدهم ، وهو يصف حالهم في العيد وينقل إليهم حواكير بيوتهم ورائحة ترابها ووردها وبرتقالها وليمونها وشذا طينها وما أنبتت من أعشاب وأشواك ، بل وينقل إليهم وإلى نفسه جَمْعَةَ الأهل في العيد ويتمثل صبرهم على ألم الفراق ومعاناته في لوحة فنية غاية في الجمال فيقول في قصيدة “يا عيد” المنظومة في سجن “ريمونيم” يوم 4\9\2017 ص 12 :

العيد عاد وكيف عاد على الأسير      أمُبشراٌ أم حاملا هما كبيرْ

امُعَطراٌ بشذا الحواكير التي             حملت بكفيها له البيت الصبور

ولكنه مع هذا الألم الشديد الذي ينقله لنا في قصائد قادمات عبر شوقه للأهل ينقل معه روح التحدي والثبات والصمود التي ترفرف من جنباته وتُظلُّ السجناء فيقول في نفس القصيدة :

يا عيد عُدْ أيَّان عدت وكيفما         إنا بعيد دائم أبد الدهور

ويتذكر – وهو لا ينسى ذلك في كل شأنه – أنه داعية الى الله وكأني به يستحضر قول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ” اليوم لنا عيد، وغدا لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد  عندما يقول :
في كل يوم فيه نعبدُ ربنا        له مخلصين ولو لنا كره الكفور

هذي حكاية خلوتي يا فرحتي       في سجن قارون المحاط بألف سور

  1.  وكانت العائلة ، الأم والزوجة والأولاد والأحفاد والأصهار الأكثر حضورا في هذا الديوان يبثهم أشواقه وحبه وشكره الجزيل لصبرهم معه كل فترات سجنه سواء التي مرت أو التي كان يحياها وهو ينظم هذا الديوان ، بل إنك لتشعر الكلمات تقطر دمعا وهو يناجي أهله من بعيد من هناك من سجن “هشقمة” في عسقلان ويكتبها شاعرنا بحرف القاف “هشقمة” وليس بحرف الكاف “هشكما” فالقاف أثقل في اللفظ وأبين في الدلالة على المعاناة من الكاف الخفيفة ، إذا هو يبث كثيرا من أشواقه للأهل ، بل إنه يعود ويكرر المعنى ذاته والشكر ذاته ويستذكر الأم والزوجة وأسماء جنى فؤاده (الأبناء) جميعهم ذكورا وإناثا والأصهار والأحفاد في العديد من القصائد إسما إسما ، وكأنه يدين لهم ألم الفراق والغياب وانشغاله في فترة مبكرة من حياته بهموم الدعوة إلى الله وهموم شعبه الذي فرض عليه غيابا كثيرا عن البيت قبل سجنه ناهيك عن الغياب القسري في غياهب السجون ، الأمر الذي آلمه ألما شديدا عبر عنه في عشرات القصائد في هذا الديوان ، بل إنك لتشعر دمعته تنهمر فوق قرطاسه وهو يبث هذه الأشواق بالضبط كما بكى عندما سأله الصحفي بلال شلاعطة في مقابلة تلفزيونية قبل شهر عن الأهل وهل يشعر بأنه قصر في حقهم فكان الجواب ما انهمر من عينيه من دموع حاول إخفاءها وليس ما قالت شفتاه ، ولذلك تجده يقول  في قصيدة “أمي يا حياتي” المنظومة في سجن “هشقمة” يوم 11\12\2020 :

حرموني أن أنادي طِبتِ أمي    طبتِ يا روحي ويا قلبي ودمي

ويحهم كم أمعنوا في خنق عيشي     كالضواري أفحشوا في نهش لحمي

وفي القصيدة ذاتها يستذكر أن سجانه فرض عليه ثلاث عتمات هي بعده عن المسجد الأقصى وما وصفه العتم الاول

وحصاري مبعدا عن روض بيتي     طال عتما ثانيا أزعج حلمي

ثم منعي أن أحاكيك ثوان    هو عتم ثالث حطم عظمي

وهذا بعد أن منع السجانُ الشيخَ من استعمال الهاتف لمهاتفة أهله .

ويقول في قصيدة “أحن لبيتي” :

أحنُّ لبيتي أحنُّ لأمي       أحنُّ لزوجي المصون القويم

أحنُّ لعجتها في الصباح     تجدد عزمي لردع الظلوم

أحنُّ لكل بناتي حياتي     وأزواجهن غياث اليتيم

أحنُّ لأبنائنا يا إلهي       هداةٍ أباةٍ كأهل الرقيم

إلى أن يقول :

فيا رب أنت الخليفة فيهم    وهم كلهم في حماك العظيم

أحنُّ لأهل كرام رعوني    ولم يخذلوني بليل بهيم

إلهي أعني لأحفظ وُدَّاٌ      لهذي النفوس كبار الفهوم

وهو عندما يخاطب الزوجة يستعمل دوما لفظ الزوجة وهي لغةً تدلل على التوافق الفكري والعقدي والعاطفي بين الزوجين خلافا للفظ المرأة التي تدلل على التوافق العاطفي فقط

 

وفي قصيدة “يا إله العالمينا” المنظومة في سجن “رامون” يوم 2\10\2021  يبث ألمه وندمه واعتذاره وكأنه كان المقصر في جنب أمه وزوجه ، وهو ما علمناه ما كان يشغله عنهم إلا هم دعوة وهم شعب وأمة ، وليس نزوة أو طيش شباب ، في هذه القصيدة لا يكتب شاعرنا الكلمات حبرا أزرق إنما يبكيها بكاء بألم الندم فيقول

…. وعقوق كان مني    هفوة أبقت أنينا

طالبا عفوا صفيا    منك أماه الحنونا

استرن يا رب بيتي    واحفظن زوجي المصونا

ليتها تعلم أني    بتُّ في السجن مدينا

باكيا عما أضعتُ   من حقوق للبنينا

ووداد كان حقا    لك زوجاه حنينا

فاعذريني إن غفلت    برهة عنكم رهينا

لكنه يؤكد أن سبب هذه الغفلة كان :

لهموم وكلوم    أبكت القدس الحزينا

  1. العنف في الداخل الفلسطيني : وكان للهم الأكبر الذي شغل أهل الداخل الفلسطيني وهو العنف وجرائم القتل التي فاقت في ذاك العام 120 جريمة قتل جزء من هذا الديوان المنظوم بين جدران السجون ، فكتب في قصيدة “حيوا الحراك” المنظومة في سجن “أوهلي قيدار” يوم 23\3\2021 قاصدا السلطة الحاكمة وأدواتها :

أنتم بفتنتكم ونار سطوتكم    غذّيتم العنف حتى شب ملتهبا

زرعتم الحقد بعد الحقد يعركنا      عرك الرحاةِ تفت الحَب والحطبا

ظنا بأنا سَنَهْوِي في مصائدكم     ونستبيح دمانا غيلة غَضَبَا

ثم يؤكد سعيه لإحلال السلم بين الناس وكأنه يشير إلى المشروع الذي سيكرس له جهده كله بعد خروجه من السجن ، وهو مشروع إفشاء السلام فيقول في قصيدة “أنا عبد الله” المنظومة في سجن “رامون” يوم 14\8\2021

همي دوما نشر السلم    بين الناس ووصل الرحم

بالعدل القامع للظلم     وبيان العزة في الكرب

هدفي إنقاذ الحيران    من كل فخاخ الشيطان

إلى أن يقول

أتمنى للأرض الخيرا    وسرورا يملأها بِشرا….

  1. وسطية النهج : ويؤكد شاعرنا في هذا الديوان وسطية الراية التي يرفعها فيقول في قصيدة “أنا في حماك” المنظومة في سجن “هشقمة” يوم 23\10\2021

ماض وأرفع رايةٌ وسطية     تدعو الشعوب لتوبة وطهارة

وعدالة لا ظلم فيها أو أذى    وتكافل وتراحم وبصيرة

لا فضل للأنساب فيها والثرى    الفضل للتقوى وحسن السيرة

 

  1. الروحانيات : ولا ينفك شاعرنا عن اللجوء إلى نزعته الصوفية ، فهو كثير القراءة المتفحصة الواعية والتدريس من كتاب “الفتح الرباني والفيض الرحمن” للشيخ عبد القادر الجيلاني ، شيخ الطريقة القادرية ، إستمعت إليه شارحا هذا الكتاب في مطلع الثمانينيات بعد صلوات الفجر ، وفي الأعوام 2017 وبعد سجنه الأخير ، وكأني به يعتبر نفسه أحد مريدي وطلاب الشيخ عبد القادر الجيلاني يرحمه الله تعالى ولذلك نجد ديوان “الربيع النبوي” غنيا بالروحانيات الشعرية فنجده يكتب في مطلع قصيدة “رباه بعفوك أدركني” المنظومة في سجن “هشقمة” يوم 27\10\2020

رباه سترت فلا تفضح    ولأنك غفار فاصفح

قد جئتك راج فارحمني   وذنوبي في صدري تطفح

ويقول في قصيدة “موال الفقر إلى الله تعالى” المنظومة في سجن “هشقمة” يوم 8\10\2020 ص 91:

كيف أشقى وحياتي في حماك    يا إلهي وأنيسي ومعيني

قد ملأتُ القلب من حبك حبا   زاد من إيمان قلبي ويقيني

ويقول في قصيدة “بِحُبِّكَ ربي” المنظومة في سجن “هشقمة” يوم 21\9\2020

بحبك ربي طلبت رضاك    وشوقي يتوق ليوم لقاك

فأكرم فقيرا بعفوٍ هناك     عساني أراك ويفرح قلبي

أحبٌ إليك أحبٌ إليَّ     وما شئت كان وكنت رضيا

وفي هذه الأبيات قمة العبودية لله والرضا بما قدَّر الله ، بل أكثر من ذلك إنه الحب لقدر الله وإن رأت فيه النفس البشرية مصيبة ، لكنها نفس المؤمن التي تحلق في فضاء المحبة الالهية التي تجعل من النفس تحب قدر الله مهما كان وتتيقن أن الخير فيه.

  1. القضية الفلسطينية والقدس والأقصى والثوابت : كيف لا وهو شيخ الاقصى وحبيب القدس ، وقد أفنى من عمره سنين ذات العدد خلف القضبان دفاعا عنها ، وبذل زهرة شبابه مناصرا ومدافعا ومنافحا يعلي شأن القضية في كل ساح ، ولذلك نجده ، يتعامل مع القضية الفلسطينية بأبعادها الثلاثة فلطالما انتقد حصرها في الشعب الفلسطيني وإخراجها من بعديها الآخرين الإسلامي والعروبي ، وهو يعتبر هذا الأمر إضعافا للقضية ، ولذلك فإنه يؤكد هذه الأبعاد الثلاثة للقضية الفلسطينية ، البعد الإسلامي ، والبعد العروبي ، والبعد الفلسطيني ، فيقول في قصيدة معركة الثوابت المنظومة في سجن ريمونيم يوم 15\9\2017 ص 22 :

إنا بنو الإسلام لسنا سلعة             لسنا نُباع ونُشترى لسنا مكوس

فينا العقيدة والشريعة ثابت            فينا العبادة توأم الخلق النفيس

ولنا العروبة نخوة في دربنا         تدعو لدحر الظلم والغزو الخسيس

ولنا الأخوة رابط مع شعبنا         القدس تجمع شملنا وهي العروس

والمسجد الأقصى ذؤابة مجدنا     نفديه حبَّاً باذلين له النفوس

ولنا الصمود مرابطين بأرضنا     لا نرتضي للبغي فيها أن يجوس

  1. مناجاة الطيور والقمر : وكغيره من الشعراء العرب قديما وحديثا ممن ناجوْا القمر والحمام والدوري وبثوا أحزانهم وأشواقهم وآلامهم عبرها كان لشاعرنا عدد لا بأس به من القصائد بث فيها أشواقه وآلامه لها بلغت في العدد أربعا هي “وصية حمامة” و”حوار مع القمر” و غردي” و “جوقة الدوري” فيقول في قصيدة وصية حمامة المنظومة في سجن “ريمونيم” يوم 11\9\2017 ص 19 :

هل تعلمون حكايتي     معها الحمامة جارتي

كانت برغم همومها    في السجن حارس حارتي

وكأنها بطل الوغى     سكنت تناصر حجرتي

تحنو على فرخ لها     وتعود تفحص نظرتي

كي تطمئن بانني       لا لن أبوح بِعَبْرَتي ….

إلى أن يقول :

كم أذهلتني ليلة             فحماء لون السترة

لما حكت بفصاحة        وطلاقة في النبرة

قالت تصبر واصطبر    واحذر دبيب الحسرة

ما حل فيك طهارة         لك من عيوب الإمرة

 

ويسائل القمر ويحادثه ويستفسر منه حال الأهل ، الأم والزوجة والأولاد بنين وبنات والأصهار في قصيدة “حوار مع القمر” المنظومة في سجن رامون الصحراوي يوم 11\10\2017 ص 27 فيناجي القمر في مطلعها :

في ليلة ليلاء قد طل القمر            من فوق شباكي بهيَّاً للنظر

فصرخت فيه مناديا يا صاحبي     ألديك عن بلدي وعن بيتي خبر

وكأنه يخشى أن يغادره سريعا لذلك استعمل مصطلح “صرختُ” كأنه يستعجل الجواب منه عن حال الأهل والأحباب قبل أن يغادره

ويخاطب عصفور الدوري في قصيدة “جوقة الدوري” المنظومة في سجن رامون الصحراوي أيضا يوم 7\9\2017 ص 161 فيقول :

يا جوقة الدوري هيا أنشدي           من أعذب الألحان لا تتردي

لا ترهبي الأسلاك مهما قد علت    وتزينت بالشوك يلعق من يدي

هي إن تكن سجني وقيد كرامتي      وحبال مشنقةٍ لأمسي والغد

لكنها لك منبرٌ يا حرة                  فتوسديها في الصباح وغردي

 

  1. الربيع النبوي : وهي أربع قصائد نظمها في الشهر الأخير من سجنه الأخير أي قبل شهر من إطلاق سراحه وهي تمثل سنام الديوان ورسالته لأبناء الصحوة الإسلامية العالمية ، كأني بها متممة إحداها للأخرى في منهج ومخطط واضح نحو الربيع الإسلامي الذي وصفه شاعرنا بـ”الربيع النبوي” بدأه بوصف عذابات الأنبياء التي عانوها من أقوامهم فمنهم من قُتل نشرا بالمنشار ومنهم من ذُبح ومنهم من اتُهم في عرضه وعقله ومنهم من نُفي الى أن يقول في قصيدة الربيع النبوي (1) المنظومة في سجن “هشقمة” يوم 20\11\2021

لكن الراية لم تكسر      والباطل أقعى في رعب

ثم في الأبيات التالية يستذكر مصائر من عذب الأنبياء كالنمرود وفرعون وأبي جهل وكيف هُزموا جميعا ، وظهرت عليهم رايات الإسلام ، ويعود ليخاطب الحاضر العربي والربيع العربي ليأخذ العبرة من ماضي عذابات الأنبياء ثم انتصارهم على البغاة فيقول في نفس القصيدة :

لا تحني رأسا للباغي          لو راموا نفيك للقطب

الارض تئنُّ من الظلم        والجوْر وقطعان النهب

فاصدع بالعدل وبالقسط      وستنمو بركات الخصب

 

وفي قصيدة “الربيع النبوي 2” المنظومة في سجن “هشقمة” يوم 1\12

2021  يخاطب شاعرُنا الشيخُ أبناء الصحوة الإسلامية في الأرض قاطبة بأن الدرب طال وهذا صحيح ، ولكنه يقول لهم إن البديل هو الإنبطاح ، ويحثهم على الصبر في هذا الطريق كما صبر الأنبياء في “الربيع النبوي 1” وينتقد بحدة هذه المرة اصحاب فكر التجديد الذين داسوا الثوابت والمبادئ مقابل فتات مال وكسرة خبز فيقول :

لو لم تكونوا كان بيع جذورنا         والقدس والأقصى علانية مباح

ولتاه كالطاووس فخرا كاذبا          من صاح بالتجديد نحو الإنفتاح

ولصال محفوف الشوارب خادعا    في مسرح التهريج مزبلة النطاح

ولأُقصِيَت قِيَمُ الفضيلة والوفا         وتبجحت بالفحش تجار السفاح

وفي قصيدة “الربيع النبوي 3” المنظومة في سجن “هشقمة” يوم 8\12\2021 قبل عشرة أيام من إطلاق سراحه  بعد أن استذكر في الأولى عذابات الأنبياء وفي الثانية أبناء الصحوة الإسلامية العالمية ، وتثبيتهم على طريقهم يؤكد شاعرُنا الشيخُ :

لكن لنا في الصبر درب نحو نصر        هو ربح من ساروا بإصرار وصدق

إلى أن يقول :

وستسعد الدنيا بُعَيْدَ دم ودمع         بربيع خير للنبوة كالدمشق

هيا فقوموا شامخين ورددوها       هلَّ الربيع مبشرا في كل أفق

ويختتم الديوان وقصائد الربيع النبوي بقصيدة “الربيع النبوي 4” المنظومة في سجن هشقمة يوم 11\12\2021 ، والتي بعد أن أكد على رسائله الثلاث الماضية في قصائد “الربيع النبوي 1و2و3” بالتذكير باللجوء إلى الله سبحانه عبر التمسك بدينه فبدونه لا نصر ولا فوز فيقول :

إن لنا ربا يحمينا          إن لنا ربا يكفينا

عدوان ظلوم يؤذينا       وحسودا شرا يبغينا

فليمكر حزب الشيطان        مولانا الله يزكينا

ويختتم القصيدة والديوان بهذه الأبيات المبشرة :

 

إذبح دوري الأفراح     وحمائم فجر تشجينا

لن يهجر بلبلنا روضي   وسيشدو شوقا محزونا

لربيع نبوي آتٍ      كالجسد الواحد يحيينا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى