أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

اليمن.. 70 قتيلاً في غارة على سجن بصعدة والتحالف ينفي علاقته بذلك

قُتل سبعون شخصاً على الأقلّ في غارة على سجن في صعدة شمال اليمن، واتّهم الحوثيون طيران التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذه، غير أنّ التحالف نفى ذلك.

وندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان الجمعة بـ”الضربات الجوّية للتحالف الذي تقوده السعودية والتي استهدفت سجناً في صعدة” و”أسفرت على الأقلّ عن ستّين قتيلاً وأكثر من مئة جريح” في صفوف السجناء.

وأشار إلى أنّ “ضربات جوية أخرى سجّلت في أماكن أخرى في اليمن وكذلك مع سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيّين بينهم أطفال”، مطالباً بـ”تحقيقات سريعة وفاعلة وشفافة” في هذه الأحداث بهدف محاسبة منفذيها.

وتسبّبت غارات للتحالف على الحديدة في غرب اليمن بمقتل ثلاثة أطفال، وفق منظّمة “سايف ذي تشيلدرن”. وقال الحوثيّون إنّها استهدفت مبنى اتّصالات. والإنترنت مقطوع عن معظم أنحاء اليمن منذ صباح الجمعة.

واتّهم الحوثيون طيران التحالف بارتكاب “جريمة” في صعدة التي تُعتبر معقلاً لهم. ووزّعوا صوَر فيديو ملتقطة من الجو للمكان المستهدف الذي قالوا إنّه مقرّ “السجن الاحتياطي” في المدينة، بدا فيها مدمّراً تماماً.

كما أظهرت صور أخرى جثثاً وبقع دماء بين الأنقاض، بينما كان أشخاص يساعدون على رفع الركام. ويمكن رؤية جرافة وآليات تنظّف المكان، وسيارات إسعاف، وجثث أخرى ممدّدة على الطريق.

وأفادت منظمة “أطباء بلا حدود” بأنّ حصيلة الغارة على السجن بلغت 70 قتيلاً و138 جريحاً.

وفي سلسلة تغريدات على تويتر قال المتحدث باسم “أطباء بلا حدود” إنّ حصيلة السبعين قتيلاً و138 جريحاً هي من مستشفى “الجمهورية” فقط، مضيفاً أنّ أفراد طاقم المستشفى “يعملون فوق طاقتهم وليس بإمكانهم استقبال مزيد من الجرحى”.

وكتب: “تستحيل معرفة عدد القتلى. يبدو أنّها عمليّة مريعة”.

وذكرت سبع منظمات غير حكومية تنشط في المجال الإنساني في اليمن في بيان أنّ بين الضحايا العديد من المهاجرين، مشيرةً الى أنّ السجن كان معداً لنقل مهاجرين إليه.

ونفى التحالف الذي تقوده السعوديّة تقارير حول استهدافه مركز احتجاز بمحافظة صعدة، مشدّداً على أنّ هذه التقارير “عارية من الصحّة”.

وقال المتحدّث باسم قوّات التحالف تركي المالكي في بيان نقلته وكالة الأنباء السعوديّة الرسميّة (واس) إنّ “قيادة القوّات المشتركة للتحالف تابعت ما تناقلته بعض الوكالات الإعلاميّة بعد إعلان المليشيا الحوثيّة الإرهابيّة المدعومة من إيران عن استهداف التحالف لمركز احتجاز بمحافظة صعدة فجر يوم الجمعة (21 يناير/كانون الثاني) وادّعاء وقوع ضحايا من المحتجزين بداخله”، مشدّداً على أنّ “هذه الادّعاءات التي تبنّتها المليشيا الحوثيّة غير صحيحة”.

وأضاف المالكي: “قيادة القوات المشتركة للتحالف تأخذ مثل هذه التقارير على محمل الجدّ وقد جرى عمل مراجعة شاملة لإجراءات ما بعد العمل حسب الآلية الداخلية لقيادة القوات المشتركة للتحالف، وتبيَّن عدم صحّة هذه الادّعاءات”.

وأردف: “ما سوّقت له المليشيا الحوثيّة الإرهابيّة المدعومة من إيران يُعبّر عن نهجها التضليلي المعتاد، وإنّ الهدف محلّ الادّعاء لم يُدرج على قوائم عدم الاستهداف حسب الآلية المعتمدة مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن ولم يبلغ عنه من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولا تنطبق عليه المعايير الواردة بأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفيّة المتعلّقة بمراكز الاحتجاز الواردة بالمادّة (23) من اتفاقيّة جنيف الثالثة لأسرى الحرب وما نصّت عليه من إجراءات وقائيّة وعلامات تمييز”.

وأكّد المالكي أنّ “قيادة القوات المشتركة للتحالف سوف تُطلع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحقائق والتفاصيل وكذلك التضليل الإعلامي الذي مارسته المليشيا الحوثية الإرهابية”.

وكثّف التحالف الذي يدعم القوّات الموالية للحكومة اليمنيّة في نزاعها مع الحوثيّين غاراته الجوّية على مناطق سيطرة الحوثيّين منذ الاثنين، بعد الهجوم الذي تبنّاه الحوثيون على أبو ظبي في الإمارات العضو في التحالف.

 

إدانات دولية

وأدان مجلس الأمن الدولي الجمعة بالإجماع بعد اجتماع عُقد بناء على طلب الإمارات، “الاعتداءات الإرهابيّة” التي ارتكبها الحوثيّون في الإمارات، بينما اعتبرت النرويج التي تتولّى الرئاسة الدوريّة لمجلس الأمن في يناير/كانون الثاني أنّ الضربة الجوّية التي استهدفت السجن في صعدة “غير مقبولة”.

ودعت الولايات المتحدة الجمعة إلى “وقف التصعيد” في اليمن، متحدّثةً عن سقوط “أكثر من 100 قتيل في الأيّام الأخيرة” بينهم ما لا يقلّ عن 70 قتيلاً في غارة جوّية على سجن في صعدة، حسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية.

ونقل البيان عن وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن قوله إنّ “الولايات المتحدة قلقة جداً (…) من التصعيد في اليمن”، داعياً “جميع أطراف النزاع إلى وقف التصعيد والامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والمشاركة الكاملة في عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة”.

وقال وزير الخارجيّة الأمريكي إنّ “الغارة الجوّية تأتي بعد أيّام فقط من هجوم الحوثيّين المتعمّد على مدنيّين في أبو ظبي”.

وقالت مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة من جهتها إنّ التحالف العسكري في اليمن يعتمد “رداً متكافئاً في كلّ عمليّاته العسكريّة”، وذلك ردًا على سؤال عن الضربة التي استهدفت السجن.

واستهدف الحوثيّون بصواريخ وطائرات مُسيّرة أبو ظبي الاثنين، ما تسبّب بسقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة صهاريج محروقات واندلاع حريق قرب المطار. وتعهدت الإمارات والتحالف بالردّ.

وكان ذلك الاعتداء الأوّل من نوعه الذي يُنفّذه الحوثيّون المدعومون من إيران على الإمارات.

وكان الحوثيّون صادروا في الثالث من يناير/كانون الثاني باخرة في البحر الأحمر ترفع علم الإمارات وتنقل، وفق التحالف، تجهيزات إلى مستشفى. وقال الحوثيّون إنّها تنقل أسلحة.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى