أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

في الحلقة الثانية من شهادته على انطلاقة العمل الإسلامي..الشيخ هاشم عبد الرحمن يتحدث عن مأسسة العمل الإسلامي وبروز دور الشيخ رائد صلاح في هذا الجانب

أسرة الجهاد والتباين في وجهات النظر.. أم الفحم وريادتها للعمل الإسلامي المنظّم

أسرة الجهاد والتباين في وجهات النظر.. أم الفحم وريادتها للعمل الإسلامي المنظّم

طه اغبارية

واصل الشيخ هاشم عبد الرحمن، رئيس بلدية أم الفحم الأسبق، الإدلاء بشهادته على انطلاقة مسيرة العمل الإسلامي في مدينة أم الفحم والداخل الفلسطيني، وذلك في الجزء الثاني من المقابلة المتلفزة التي أجراها معه الإعلامي عبد الإله وليد معلواني في استوديوهات موقع “موطني 48” وجرى بثّها عبر صفحة الموقع على “فيسبوك”.

وتطرق الشيخ هاشم في مستهل حديثه، إلى معلمه ومعلم الشيخ رائد صلاح في المرحلة الابتدائية الأستاذ ماجد السعد، والذي ورد ذكره أكثر من مرة في الحلقة الأولى، فقال: “الأستاذ ماجد كان له تأثير في نفوسنا وأخلاقنا وقد علّمنا اللغة العربية والحساب ثم التربية الدينية. غرس فينا حب الدين، علّمنا الصلاة والأذان، جزاه الله خيرا. وإلى جانبه الأستاذ فالح من الطيرة، في المرحلة الابتدائية، والأستاذ درويش في المرحلة الثانوية وكذلك الأستاذ جميل السالم رحمه الله، فقد كان له بعد الله، الفضل علينا في توجهنا الديني ودراستنا في كلية الشريعة في الخليل. وقد طلب من والدي ومن عمي بسام أن آتيه بشهاداتي وأنا في السنة الثالثة في جامعة الخليل وكان ذلك بهدف أن أدرّس في الثانوية. ذهبت بعلاماتي إليه واهتم بمتابعة الموضوع مع المرحوم “أبو ماجد” وكان رئيسا لمجلس أم الفحم وبالفعل بدأت بعدها أدرّس في المدرسة الثانوية وكنت لا أزال في السنة الرابعة في الجامعة وقد التحقت بالسنة الرابعة منتسبا”.

مستدركا على شهادته في الجزء الأول، قال الشيخ هاشم: “بعد بثّ الحلقة الأولى كتب لي أحد الأخوة وطلب مني أن لا أحابي أحدا. أنا قلت إن هذه شهادتي، قصدت من كلامي أن يكون كلامي واضحا أن هذه هي شهادتي ولا أحابي أحدا ولا أجامل أحدا ولا أبغي حاجة من أحد. في نفس الوقت أحب إخواني جميعا وكلهم أفضل منّي. وقد بدأت أكتب شهادتي حينما استقرت نيتي وأرجو أن تكون خالصة لله. لذلك أقول لهذا الأخ ولغيره، أنا لا أجامل أحدا، وأسجّل شهادتي دون مجاملة لأحد”.

وتابع “كما قلت في الحلقة الأولى فقد تعرفنا على الشيخ عبد الله نمر درويش ونحن على مشارف انهاء المرحلة الثانوية، وبعد أن أسسنا حزب “الإصلاح” بميوله الإسلامية. وبعد فترة وجيزة من بداية دراستنا الجامعية ألقى الشيخ رائد صلاح خطبة في مسجد الشيكون لأول مرة، كما قدّم الشيخ خالد مهنا درسا في المسجد. في هذه الفترة بدأنا نتحدث عن مسيرة عملنا الدعوي كشباب يدرسون الشريعة علما أنه كان قد سبقنا في الانخراط بالصحوة حينها عدد من الأخوة من الجيل الكبير، مثل: الشيخ سليمان والشيخ راشد والشيخ أبو سامي وغيرهم من الأخوة”.

عن التباين في وجهات النظر بين الجيل الكبير والجيل الأصغر الذي درس في كلية الشريعة، أردف الشيخ هاشم: “مع صغرنا فقد أكرمنا الله عز وجل بالحكمة وسعة الرؤية وقد ميز هذا الأمر الشيخ رائد صلاح أكثر من غيره. تعاملنا مع بعضنا بالحب والإيثار والإخلاص وتعاملنا بحكمة مع الناس بعيدا عن التشدد الذي كان وبدافع الحرص وحب الدين عند بعض الأخوة من الجيل الدعوي الأكبر منّا. لكننا كنا نؤكد أننا نريد أن نتعامل مع الناس بالحكمة والموعظة الحسنة. ولهذا التشدد عند البعض كانت انعكاسات برزت في موضوع أسرة الجهاد. لذلك قمنا بمبايعة الشيخ رائد صلاح أميرا من أجل أن نضبط الأمور وليس بحثا عن منصب. وهذا كان بعد فترة قصيرة من بداية دراستنا في الخليل”.

وأضاف “أثناء دراستنا في الخليل وبعدها قمنا بمأسسة الزكاة في أم الفحم، ومأسسة العمل التطوعي من خلال معسكرات العمل الإسلامي وتم انتدابي لأكون أول رئيس للمعسكر الإسلامي. كذلك كان دور كبير لابن مدينة أم الفحم الشيخ أحمد خليفة والشيخ كامل ريان من كفر برا في النقب وتأسيس الصحوة الإسلامية هناك. يمكن القول إن أم الفحم كانت رائدة بقيادة الشيخ رائد صلاح. أسجّل أيضا أن أول عرس أقيم في أم الفحم للأخ أحمد خليفة وكنت عريف الحفل. وتحدث في حفل الزفاف الشيخ عبد الله والشيخ أحمد ياسين والشيخ رائد صلاح”.

وتطرق إلى مرحلة انتقال النشاط الدعوي من أم الفحم إلى سائر البلدات العربية وحتى الضفة الغربية حيث أحيت فرقة النور للنشيد الأعراس الإسلامية في الضفة الغربية.

وتحدث عن شخصية الشيخ رائد وقوته في الحق مستذكرا كيف واجه أثناء دراسته في الخليل مندوبي الحكم العسكري الإسرائيلي هناك حين قال لهم “كيف تدّعون حرصكم على التعليم وأنتم تحتلون المسجد الأقصى المبارك”.

وتابع الشيخ هاشم “بعد تأسيس الدعوة في أم الفحم كان هناك نوع من التباين في الرؤية والأسلوب بين جيلنا والجيل الأكبر، وهنا أقول إن الشيخ عبد الله كان من الذين يناصرون الجيل الكبير، لكن الخلاف في وجهات النّظر لم يصل حدّ التصادم لأننا كنا نتحمل لوجه الله تعالى رغم أن بعض الكلمات التي كانت تصدر عن الأخوة كانت مؤذية. خيارنا كان دائما هو مصلحة دعوتنا فوق أشخاصنا وعلاقتنا مع الشيخ عبد الله”.

وفي سؤال حول معرفة الشيخ هاشم عمّا ذكره الشيخ رائد صلاح في كتابه “إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية” حول اجتماع عقد في منزل السيد عادل مصاروة من باقة الغربية حضره عدة مسؤولين محليين من عدة بلدات، وجرت فيه أول انتخابات سرية حصلت للصحوة الإسلامية، وانتُخب فيه الشيخ عبد الله رئيسا؟! قال الشيخ هاشم: “نعم أتذكر ذلك ويمكن القول إنه انطلاقا من هذا اللقاء بدأت عملية البناء الجماعي والجمعي للدعوة الإسلامية المباركة في هذه البلاد، مع الإشارة إلى أن مدينة أم الفحم كانت مستقلة في بنائها رغم التدخلات أحيانا من الخارج ولكن كنّا نتجاوزها بحكمة وبشيء من الصبر والتحمل من اجل مصلحة دعوتنا. غافل ومتنكر للحقيقة من ينكر دور الشيخ عبد الله على بدايات هذه الدعوة المباركة”.

وحول إن كان الشيخ عبد الله-رحمه الله- قد مارس التسلط في قراراته، أضاف الشيخ هاشم “كان الشيخ عبد الله صاحب شخصية قوة وكان أحيانا يشتد ويحتد في كلامه، ولكننا كنا نملك القدرة على النقاش والحوار بحكمة، وأحيانا كان يحتدم النقاش”.

واستطرد: “في الحديث عن تأسيس العمل الإسلامي، لا يمكن أن انسب التأسيس لنفسي في مدينة أم الفحم، ولكن استطيع أن أقول إنني كنت شريكا في تأسيس العمل المنظم، ولكن بدايات الدعوة سبقتنا. غير أن التأسيس للعمل المنظم بادر إليه الشيخ رائد صلاح وإخوانه. في تقديري أنّ الشيخ رائد كان له السهم بذلك مع إخوانه طبعا. حتى أن تأسيس مكتب الصراط كان عن طريق فكرة رائدة من رائد واخوانه وتم تأسيسه في مدينة أم الفحم، ويمكن بالرجوع إلى الأرشيف قراءة من هم المؤسسون وفي نفس الوقت تمّ دفع الرواتب لنا من خلال هذه المؤسسة التي أٌقيمت في مدينة أم الفحم، فأم الفحم كانت رائدة في البدايات. الشيخ رائد من أوائل المؤسسين وله السبق في إقامة مؤسسات العمل الإسلامي المؤسساتي. وهذا الأمر كان في البدايات وقبل أسرة الجهاد. كنا نعمل في أم الفحم على بناء مؤسسات وتحولت إلى مثال وقدوة. فاتني أن أذكر أنه في اللقاء بمنزل الأخ عادل مصاروة جرى انتخاب الشيخ عبد الله رئيسا وجرى انتخاب الشيخ رائد نائبا له”.

وأضاف: “المؤسسات في أم الفحم أخذت دورها بكل قوة، لذلك كان العرس الإسلامي الأول في أم الفحم. وفي تقديري أن بدايات العمل الإسلامي المنظم، الإعلامي التطوعي الرياضي حتى فكرة إقامة الكلية، كل ذلك بدأ في أم الفحم، وأقولها بكل صراحة إن صاحب الأفكار السّبّاقة في كل هذه المشاريع وبمشاركة اخوانه، كان الشيخ رائد صلاح، فقد كان الشيخ رائد صاحب عقلية مستنيرة خلّاقة في بناء المؤسسات، فمثلا هو وإخوانه أسسوا لجنة الإصلاح في أم الفحم وهو من قدّمني للانخراط في العمل الإصلاحي”.

وكشف الشيخ هاشم “في مرحلة من المراحل كنا نعيش في أزمة بسبب خطاب الشيخ عبد الله. كان يأتي الشيخ عبد الله إلى أم الفحم بحراسة، وكان هذا مستهجنا. بعد مرحلة فوجئنا بحملة اعتقالات ليتضح أن الحديث يدور عما عُرف بـ “أسرة الجهاد”. لم أكن أدري ما الذي يحدث، لم يتم اعتقالي على خلفية الملف. الشيخ رائد اعتقل لستة أشهر مع العلم أنه لم يكن يعرف شيئا عن أسرة الجهاد. كذلك جرى اعتقال عدد من الأخوة من أم الفحم واعتقال مجموعات أخرى من باقة ومن كفر قاسم وغيرها. في تلك الفترة دخل الخوف قلوب الشباب وتوليت المسؤولية في تلك المرحلة. جرى استدعائي للتحقيق وكان تحقيقا بذيئا من قبل المخابرات، وشتمني المحقق لأنني واصلت العمل الدعوي بعد “أسرة الجهاد” وقد قلت له نحن ندعو إلى الله ولا نريد أن نخالف القانون”.

وأضاف: “بعد أسرة الجهاد بدأنا ببناء مرحلة جديدة، وكانت تلك فترة مفصلية في الدعوة تعلمنا من أخطائنا. بعد خروج الشيخ رائد من السجن، وضعت بين يديه ما وصلنا إليه في البناء الدعوي. وقمنا من خلال الاعراس الإسلامية والمعسكرات الإسلامية بإعادة بناء العمل الدعوي. ومن هنا كانت الانطلاقة الجديدة للدعوة وكان الشيخ كمال خطيب حاضرا في تلك المرحلة. يمكن القول إن فترة العام 1985 بمثابة فترة ذهبية في مسيرة العمل الإسلامي، ونذكر فيها أخوة سبقونا مثل: المرحوم خالد الزكي، المرحوم الحاج مفضي، الأخ حسن القاسم، العم أبو عمر، والعم صبيح والعم حسين أبو علو وغيرهم. هذه المرحلة الذهبية كانت مرحلة الذروة في نشاطات الدعوة الإسلامية حتى عام 89، ففيها جرى تأسيس العديد من المؤسسات المحلية والقطرية. أذكر انني تنقلت لإلقاء الدروس والخطب والمساهمة في بناء الصحوة في العديد من البلدات العربية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى