أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أهلا وسهلا بشيخ الاقصى

توفيق محمد

انتهت يوم السبت الأخير أيام الاستقبال والمباركة لفضيلة الشيخ رائد صلاح بعد تحرره من قيد السجان الظالم، وفي الحقيقة كانت أياما مشهودة اكتظت بها قاعة الاستقبال بالمهنئين من كل أنحاء بلادنا، وفودا وجماعات وأفرادا، شارك فيها سياسيون وأحزاب ومؤسسات وأكاديميون وجماهير عريضة غفيرة، وأطفال وشباب ورجال ونساء، من كل مجتمعنا على اختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية، عبر فيها الجميع عن سرورهم وفرحهم بتحرر الشيخ وعودته الى مجتمعه وأهله، قائدا ومصلحا وأخا، واكتظت منصة المباركة بالمتحدثين الذي عبر جميعهم عن سعادتهم بعودة الشيخ الى أحضان شعبه ليأخذ دوره المستحق في قيادة شعبه الى بر الأمان في مواجهة آفة العنف التي تضرب المجتمع العربي في الداخل في السنوات الأخيرة، وعلق الجميع الآمال العريضة على الدور الذي من الممكن ان يقوم به الشيخ في إفشاء السلام والأمن والأمان في مجتمعه، وغني عن التبيان أن الشيخ والمضيفين ممتنون كامل الامتنان لكل من قدم التهنئة له سواء بالحضور الى قاعة الاستقبال أو من قدمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر الرسائل والبيانات المرحبة بالشيخ من كل أصقاع المعمورة، وبنفس المقدار لكل من قدمها عبر منصة القاعة أمام الحشود الكبيرة التي ملأت القاعة، ولكل من كان من المفروض أن يقدمها عبر تلك المنصة لكن كثرة المتحدثين حالت دون ذلك، فلهم التحية والمعذرة في نفس الوقت.

يعوّل مجتمعنا على الشيخ في علاج آفة العنف أو علاج بعضها، وهو عقد آمال عريضة بمقدار الثقة الكبيرة التي يحملون في صدورهم بالشيخ ونهجه، وقد لاحظنا منذ خطاب الشيخ الأول وتوجهه لأهله أنه قد وضع في رأس سلم أولوياته هذه المسألة وقد بدأ منذ اليوم الأول الذي أنهى فيه أيام الاستقبال يصب جهده في هذا الاتجاه، لكن علينا أن ندرك كامل الإدراك أن الشيخ لا يملك عصا سحرية ما لم يجد تعاونا صادقا من الأهل ومن الأطراف المعنية، ثم تعاون شخصي من كلٍّ منا يقوم على مبدأ الإصلاح الذاتي للأفراد حتى تنصلح معهم الجماعة كلها، وهذا أول المطلوب حتى نبدأ المسير نحو مجتمع سليم معافى. اللهَ نسأل أن يوفق مجتمعنا، وأن يوفق الشيخ في كل الآمال التي يعقدها أهله وشعبنا عليه.

 

المجدد!!

قال منصور عباس في مقابلة مع رافي ريشيف أنه مقتنع كامل القناعة بكل ما صرح ويصرح به، وأنه غير مقتنع بالتبريرات التي كان يقدمها هو أو من ينوب عنه أحيانا بعد التصريحات المثيرة للجدل، وهذا إن دل فإنما يدل على نهج وقناعة لديه أنه يسعى كي يعيش شعبنا في هذه الدولة رعايا في الدولة اليهودية التي قال عنها يوم الثلاثاء الأخير في مقابلة مع الصحفي محمد مجادلة لصالح صحيفة غلوبس أن هذه الدولة ولدت كدولة يهودية وستبقى كذلك، وكان قبلذاك قد قال في حديث مع الصحفيين سعيد حسنين وفايز شتيوي أن من يريد أن يخوض مع إسرائيل معركة وجودية في هوية الدولة (اليهودية حسب رأيه) يتفضل ويقول بدي أتنازل عن مواطنتي في إسرائيل.

كانت فلسفة منصور عباس ومن خلفه القائمة الموحدة الذراع السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية التي أقر مجلس شوراها المشاركة في الائتلاف الحكومي الحالي أنهم فعلوا ذلك لتحقيق المصالح المطلبية المدنية وحقوق المواطنة لأهل الداخل الفلسطيني من خلال هذه المشاركة في الائتلاف الحكومي، وكانت تلك الخطوة غير المسبوقة مستنكرة فلسطينيا ووطنيا لكن الذي حصل بعدها هو مزيد من التغول والتنكر للحقوق الجماعية لشعبنا ومزيد من التنكر لمجمل القضايا الحارقة عبر التماهي مع الرواية اليهودية كتسمية المسجد الأقصى بالمسمى الاحتلالي المزعوم (هار هبايت) وتسمية حائط البراق بالمسمى الاحتلالي المزعوم (هكوتل) وما يزال تغول “المجدد” في الرواية الفلسطينية ودحرها لصالح الرواية الصهيونية على قدم وساق، وكل ما يفعله “المجدد” خطير جدا، وقد سهل لبعض القوى الصهيونية التي كانت تتحفظ على سياسات اليمين في التغول في الرواية الفلسطينية، كميرتس وحزب العمل وبعض القوى اليسارية في المجتمع اليهودي أن تزيل تحفظاتها تلك حتى يتم دوس الرواية الفلسطينية نهائيا، وليتيح المجال لسيادة الرواية الصهيونية، ومن أجل ذلك فإنه يستحق التصفيق الحار من حضور مؤتمر صحيفة “غلوبس” بل أكثر من ذلك فإن الحكومة الإسرائيلية وعبر رئيسة الائتلاف الحكومي “عيديت سيلمان” من حزب “يمينا” تقترح عليه من أجل حل الأزمة الائتلافية بينه وبين الحكومة بسبب عدم إيفاء الأخيرة بوعودها له بأن يوظف ممثلا من حزبه في كل وزارة من الوزارات المعنية لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات بين حزبه وبين الحكومة، وهذا يعيدنا الى التاريخ يوم كان المحتلون يستخدمون من أبناء الوطن من يُسَيِّر قضايا “رعيتهم”، ليتفرغوا هم لمزيد من التغول.

لقد اختصر المجدد الكثير من المسافات على اليمين المتطرف الإسرائيلي عبر تفهمه “للنيرتيف” الصهيوني أي الرواية الصهيونية، وأصبح شخص مثل ايتمار بن غفير الذي ينظر إليه بكثير من الازدراء ليس بحاجة الى اقناع أحد بروايته وخطه السياسي ما دام المجدد يمهد الطريق لذلك عبر سعيه لتحصيل حقوق المواطنة على حساب الدوس على الوطن وروايته.

صحيح أن من بدأ هذا النهج هو من صرح في العام 2015 أنه لن يجلس على دكة الاحتياط في الكنيست من قادة القائمة المشتركة ومن قدم التوصية على غانتس لتشكيل الحكومة وهي القائمة المشتركة، لكن يبدو أن “المجدد” وهو يسابق الزمن ويسابق من بدأوا هذا النهج فإنه ذهب بعيدا جدا لدرجة أنه بدأ يتماهى مع الرواية الصهيونية نحت حجة تحصيل الميزانيات والحقوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى