أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أسرانا الوجه المشرق للوطن

أميّة سليمان جبارين (أم البراء)

إنّهم الوجه المشرق للوطن، كيف لا وهم يشكّلون ألوانه الزاهية التي ُترْسَم بها لوحة التضحية والوفاء لهذا الوطن، كيف لا وهم مصدر الضياء والنور لعشاق الوطن، إنهم من ضحّوا في أعمارهم وأحلامهم وجعلوا منها وقودا يشعل قناديل الحرية التي تزين سماء الوطن، كيف لا وهم عمالقة الصبر والثّبات وأساسات بنيان هذا الوطن، إنهم أشرف من أنجبت الأرحام والحرائر في وطني إنهم أسرى الحرية.

رأس حربتنا لن يكسر بعون الله

قبل أيام قليلة، تنسّم فضيلة الشيخ رائد صلاح، نسيم الحرية من جديد بعد عزلٍ استمر 17 شهرًا في السجون الإسرائيلية، وقد كان استقباله المهيب بأجواء احتفالية بمثابة صفعة قوية بوجه المؤسسة الإسرائيلية، التي طالما عملت ولا تزال تعمل على تغييب الشيخ رائد صلاح عن الساحة الوطنية بشتى الوسائل والطرق، لما يتمتع به من حضور وقبول لدى جميع أطياف ومشارب مجتمعنا الفلسطيني، لذلك فإن الاحتلال بكافة مؤسساته ورموزه ينظر للشيخ رائد صلاح على أنه يشكل الخطر الإستراتيجي الأكبر على كيانه، لأنه يتميّز بصلابة وقوة في الحق كبيرة، وثباته على الثوابت الدينية والعقدية والوطنية، فلا أنصاف حلول في قاموسه، بل اختار أن يمشي في طريق الحق وأن يدفع ثمن تمسكه بتلك الثوابت الدينية والوطنية، لا أن يقبض الثمن عن تنازله عن تلك الثوابت الوطنية والدينية، لذلك وبعد فشل السلطة الإسرائيلية في تغييب الشيخ رائد وتحييده عن طريقه ووقوفه كالسد المنيع والصخرة الصلدة التي تتكسر عليها كل مخططات ومؤامرات المؤسسة الإسرائيلية في السيطرة على مقدساتنا وأوقافنا الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى المبارك، وبعد أن فشل السجن في تأديب الشيخ رائد صلاح على حد قولهم وإعادته إلى المسار الصحيح من وجهة نظرهم، وبما أن المؤسسة الإسرائيلية مشهود لها بالتفنن والابتكار في أساليب التنكيل والقمع والتعذيب، فقد اختارت هذه المؤسسة الظالمة أن تجرّب مع الشيخ رائد صلاح إحدى وسائله الخبيثة والقذرة لثني الشيخ رائد عن طريقه، وذلك من خلال سجنه في عزل انفرادي لمدة 17 شهرًا متتاليا وما أدراك ما العزل الانفرادي، بل كما قال الشيخ رائد صلاح في المؤتمر الصحفي: لقد كنت في عزل عن العزل الانفرادي أي تحت أشد وأقسى الظروف والهدف بات واضحا وجليا وهو تحطيم نفسية ومعنوية شيخنا، لا بل وأكثر من ذلك العمل على أن يخرج شيخنا من سجنه إمّا مجنونا والعياذ بالله كما حصل مع العديد من الأسرى أو فاقدا للأهلية في قيادة الجماهير وتحريكها، بحيث يخرج لنا إنسانا مضطربا نفسيا- والعياذ بالله- ولكن كما قال الله عز وجل في محكم تنزيله: (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين)، فتبارك الله إذ حفظ لنا شيخنا معافى من كل أذى وسوء، لا بل وخرج لنا وفي جعبته أحد عشر مؤلفا جديدا، وديوان شعر جديد جادت به قريحته، وبعض اللوحات الفنية، وهنا لا يحضرني إلا قول الله تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، فمن كان الله حسبه وحفيظه فلا خوف عليه. ومن هنا وعبر هذا المنبر أقول لكل قادة المؤسسة الإسرائيلية الذين يطالبون بسجن فضيلة الشيخ رائد صلاح لمدة أطول، أو سجنه إداريا وعلى رأسهم وزير الأمن السابق ورئيس جهاز الشاباك الأسبق وعضو الكنيست الحالي آفي ديختر، الذي يهذي ويتمنى سجن الشيخ رائد صلاح لمدة أطول حتى يبلغ عمره ال 90 عاما لأنه وحسب هذيان ديختر سيكون الشيخ رائد بحكم جيله أقل ضررا. ولكني أقول لك أيها الجاهل راجع تاريخ أبطالنا وقدواتنا من جديد وأعلم أن قول الحق والسير في طريق تحقيقه لا يمنعه الكِبَر ولك في سيدي عمر المختار أروع مثال، فذلك البطل المجاهد حارب الاستعمار الإيطالي حتى آخر رمق من حياته حتى أعدمه الاستعمار الإيطالي وكان يبلغ من العمر 83 عاما، لذلك أقول لك ولكل من يتوهم النيل من عزيمة شيخنا القائد، أن موتوا بغيظكم ولتعلموا أن سيوف الله وحرابه ستبقى مشهرة حتى قيام الساعة فإن أغمد سيف بإرادة الله أُشهِر آخر وإن تحديكم هذا إنما تحد لله.

براءة اختراع سفراء الحرية

استكمالا للوحة العزّة والشّرف التي يرسم معالمها أسرانا البواسل بصمودهم وثباتهم أمام ظلم السجان وقهره، وإصرارهم على الحياة رغم كيد السجان وجبروته يصر أسرانا البواسل على كسر الظروف وتحطيمها والتغلب على قسوة الحياة داخل المعتقلات والانتصار على السجن والسجان، في معركة جديدة وحصرية يديرها الفلسطينيون، إنها معركة تهريب النطف من غياهب السجون لتجد طريقها إلى الحياة والنور وتهدف فكرة النّطف المهربة، لبثّ روح الأمل بالحياة وتحقيق حلم الأسير الفلسطيني في الإنجاب واستمرار ذريته ونسله في هذه الحياة، لا سيّما الأسرى أصحاب الأحكام المؤبد والعالية الذين قد لا يسعفهم الوقت في الإنجاب، إذ كما هو معلوم فإنّ سنّ الإنجاب عند الزوجة حتى الـ 40 وقد يخرج الأسير من سجنه وقد تخطت زوجته سن الأربعين وعندها لا يمكنها الإنجاب، فكان هذا الحل الأمثل لهذه المشكلة الخاصة بالأسرى من خلال تهريب النطف وإنجاب الأطفال عبر تقنية أطفال الأنابيب، وقد سجّل براءة اختراع هذه الفكرة الأسير البطل عباس السيد في العام 2003 حيث كان أول أسير له السبق في تهريب النطف إلى خارج السجن بعد أخذ الفتوى والاستشارة الطبية اللازمة والإشهار عن تهريب النطف وقبل كل ذلك تجهيز زوجته لاستقبال النطف في أحد مراكز التلقيح، ولكن لم يشأ الله لذلك التلقيح أن ينجح، ولكن النجاح كان حليف الأسير عمار الزبن وزوجته في العام 2012 حيث رزقا بمولود ذكر أطلق عليه (مهند سفير الحرية) ومن هنا جاء لقب سفراء الحرية على جميع أطفال النطف المهربة البالغ عددهم 102 سفيرا حتى الآن، والذين تمّ التأكد من نسبهم من خلال فحص الـ DNA، لكن وللأسف الشديد فقد قبل بعض أبناء جلدتنا من المطبعين والمنبطحين أن يكونوا الخنجر المسموم الذي سيغرس في خاصرة أسرانا البواسل من خلال الفيلم الأردني(أميرة) الذي عُرض في مهرجان (كرامة لأفلام حقوق الإنسان) مع أن هدف الفيلم تشويه كرامة وشرف الأسير الفلسطيني وغبن حقوقه الإنسانية في الحياة الطبيعية والإنجاب. هذا ومن الجدير ذكره أن الفيلم إنتاج أردني، فلسطيني، مصري، وبتمويل إماراتي، فيكفينا هذه المعطيات لنتعرف على هدف الفيلم المفبرك لتشويه صورة الانتصار للأسرى في هذه القضية العادلة وتزييف وعي الجماهير من خلال قلب الحقائق والتي تتلخص بأن النطف تمّ التلاعب بها داخل المعتقلات، فيا للعار، يريدون تحويل الانتصار إلى نكسة وهزيمة وانكسار، لكن الحق أبلج وقد أثبت التاريخ والواقع أنّ الكذب والتدليس حبله قصير وأن العاقبة للمتقين والجبر يأتي بعد الصبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى