أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

مقال بنيويورك تايمز: هناك أمل في عودة الحكم المدني في السودان

نشرت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية مقالا يرى كاتباه أن الدافع وراء الانقلاب الذي حدث في السودان هو عدم استعداد اللواء عبد الفتاح البرهان للتخلي عن السلطة.
وأشار كيليان كلارك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومي حسن، أستاذة العلوم السياسية بجامعة ميتشغان الأميركية، في مقالهما المشترك بالصحيفة إلى أن البرهان برر الانقلاب بالصراع والأزمة داخل الحكومة الانتقالية التي تراجعت شعبيتها مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
لكن السبب الحقيقي للانقلاب على الحكومة الانتقالية أوضح كما يقول الكاتبان، فقد كان من المقرر أن يسلم اللواء البرهان رئاسة مجلس السيادة في وقت مبكر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ومن الواضح أنه لم يكن مستعدًا للتخلي عن السلطة.
ويوضح المقال أن الإدانات الدولية للانقلاب لم تفلح في ثني القادة العسكريين الذين يرفضون بشدة التراجع، والذين ردوا بقسوة على المدنيين الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على استيلاء العسكر على السلطة.

هناك أمل
ويقول الكاتبان إن شبح عودة الحكم العسكري بكل ما فيه من قمع وعنف واستبداد يخيم الآن على السودان، لكن الوقت لم يفت بعد لإيقافه، إذ يمكن من خلال الاحتجاجات الشعبية الواسعة والضغط الدولي المنسق إجبار الجنرالات على التراجع وعكس الثورة المضادة.
ورغم أن تجارب بعض دول المنطقة العديدة المماثلة في هذا المجال لم تكن واعدة، والكلام للكاتبين، كما هو الحال في مصر عندما أوقف انقلاب عسكري التحول الديمقراطي الذي حدث بعد ثورة 2011، فإن ثورتي تونس عام 2011 وبوركينا فاسو عام 2014 تمكنتا من النجاح في الحيلولة دون عودة حكم العسكر.
ورغم كون الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد مثيرة للقلق، فإنه نفذها دون مساعدة من الجيش وفق الصحيفة.

عامل حاسم
وقال الكاتبان إن العامل الحاسم في نجاح الانقلابات في كل التجارب آنفة الذكر كان حجم الاستجابة الشعبية، ففي مصر شهدت قوى الثورة انقسامات بحلول منتصف عام 2013، حيث دعم العديد من أعضاء الجناح العلماني الجيش علنا، فيما خرج أنصار الحكومة الديمقراطية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، احتجاجا على الانقلاب، لكن تلك الاحتجاجات لم تفلح في إجبار الجنرالات على التخلي عن السلطة.
وفي بوركينا فاسو حاول ضباط الجيش من النظام القديم الانقلاب على الحكومة الديمقراطية بعد مرور عام على الثورة، لكنهم قوبلوا برد شعبي شرس شمل الاحتجاجات الجماهيرية والإضرابات، مما اضطرهم لإعادة السلطة إلى المدنيين بعد أسبوع واحد.
ويرى الكاتبان أن هناك أسبابا عديدة تدعو للأمل في عودة المسار الديمقراطي في السودان، من بينها أن الانقسامات في صفوف ائتلاف الثورة السودانية أقل حدة مما كانت عليه في مصر.
كما أن الانقلاب لم يحظ بالدعم سوى من عدد قليل من الأحزاب والجماعات المتمردة السابقة في قوى الحرية والتغيير، التي قادت الشق المدني من الحكومة الانتقالية.
كما لم يشارك في اعتصام القصر الرئاسي الذي جرى قبل الانقلاب بأسبوع ودعا منظموه إلى تدخل الجيش سوى عدد قليل من الناس، وتم تنظيمه جزئيا من قبل الجيش نفسه.
وفي المقابل، يقول الكاتبان إن الانقلاب قوبل برفض شعبي واسع من قبل معظم قوى الثورة السودانية، ودعا قادة تجمع المهنيين السودانيين إلى احتجاجات سلمية، وحذا حذوهم آخرون من بينهم قادة المتمردين مثل عبد الواحد النور وعبد العزيز الحلو.
وخلص المقال إلى أن تضافر عوامل من بينها الاحتجاجات الشعبية والجغرافيا السياسية يمكنها إفشال الانقلاب، فالاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي شهدها السودان يوم أمس السبت زادت الضغط على الجنرالات المتخبطين، وإذا ما اقترنت بضغوط قوية من الخارج فقد تحمل الجنرالات على التراجع.
المصدر: نيويورك تايمز

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى