أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيليةومضات

صحفي إسرائيلي: الخلل في القوات البرية الإسرائيلية يفقد إسرائيل القدرة على الحسم العسكري أمام حماس وحزب الله

طه اغبارية

يسود في أوساط الجيش الإسرائيلي خلاف شديد حول مكانة القوات البرية الإسرائيلية، وبحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل فإنه منذ نحو عقدين على الأقل تقلّل المؤسسة الإسرائيلية من عمليات تدريب وحدات عسكرية في اليابسة لمحاكاة عمليات عسكرية في عمق الخصم، حتى عندما يمتد توتر موضعي ما إلى عملية عسكرية حقيقية أو شكوك باندلاع الحرب، ووفق هرئيل يبدو أن عدة أسباب مجتمعة تمنع قرار الزجّ بقوات برية إلى عمق منطقة العدو.

وذكر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” أن “المرة الأخيرة التي جرى فيها تفعيل وحدات عسكرية كاملة لاحتلال منطقة كانت أمام عدو ضعيف لكنه عنيد، تسبب لإسرائيل بأضرار كبيرة وخسائر في الأرواح بالذات بواسطة عمليات انتحارية. هذا حدث عام 2002، في حملة “السور الواقي” ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. حينها لزم الجيش الإسرائيلية عدة أسابيع للسيطرة على مدن الضفة الفلسطينية، وفقط في جنين اصطدم الجيش بمقاومة شرسة من خلايا مسلحة لم تكن منظّمة بشكل مميز. منذ حرب لبنان الثانية (عام 2006) وخلال سلسلة العمليات في قطاع غزة (2008، 2012، 2014، 2021) كان استخدام القوات البرية حذرًا، محدودًا وأحيانا لم يكن قائما. دائما أثيرت مسألة التدريبات البرية وفي كل مرة تقرر الامتناع عنها، أو الاكتفاء بصيغة مقلّصة لم تكن كافية لتكون اختبارا عمليا لإمكانية إخضاع العدو”.

وبيّن أن “هذا النقاش موضوعي الآن مرة أخرى، وذلك على ضوء تطورات جديدة ومناسبة تاريخية. في الصيف الأخير صادق الوزراء الكبار على زيادة كبيرة في ميزانية الأمن في إطار ميزانية الدولة المزمعة. وهي تسمح بعد سنوت من التأخير بإطلاق خطة لعدة سنوات قام على وضعها رئيس الأركان، أفيف كوخافي. بالأمس كانت الذكرى السنوية لحرب الغفران (حرب رمضان 1973) وفيها بذل قادة الجيش والجنود جهودا هائلة وتضحيات ما أدى إلى تحول في المشهد الحربي لصالح إسرائيل، استنادا إلى عنصر المفاجأة في العمل الاستخباري. ويميل المؤرخون العسكريون إلى التذكر في أنه بحرب عام 1973 كان الموعد الأخير الذي تقاتلت فيه وجها لوجه قوات نظامية برية (من إسرائيل مقابل الجيشين المصري والسوري).

وأوضح أن “كوخافي وربما أكثر من أسلافه في المنصب، تحدث مطولا عن تحديث قوات اليابسة وتفعيلها في التدريبات، وقت الحاجة. ولكن في صفوف الجيش تثار الشكوك. خلال سنوات أهملت التدريبات في اليابسة، وتحديدا تدريبات قسم كبير من وحدات الاحتياط. فهل خيار القيادة السياسية بالاستناد إلى توصية من هيئة الأركان بعدم الخروج إلى مناورة برية عميقة مرة تلو المرة لا تعكس ما يسمى بلسان الاقتصاديين “الخيار المفضل”، ألا يعني ذلك وجود مخاوف من انكشاف القدرات الحقيقية للقوات البرية، والخسائر في الأرواح التي ستجبى في مواجهة عنيفة مع العدو؟!، في غزة وطبعا في جنوب لبنان كان هناك حتى حديث في الجيش على “حرج المناورة”. ماذا فعلوا أصلا مع ذلك؟!”.

وأضاف هرئيل “هذا ليس نقاشا مبدئيا فقط. إن كانت كل الأحاديث عن قوة وعظمة قوات اليابسة عبثية وفارغة، وضريبة كلامية فقط، المعنى الحقيقي لهذه المسألة أن إسرائيل لا تمتلك القدرة العسكرية على الحسم في مواجهة حزب الله وحتى أمام حماس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى