أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

القيادي توفيق محمد جبارين: الجيل الجديد لن يقبل انتهاك الأقصى

أكد القيادي توفيق محمد جبارين، عضو لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، أن الجيل الفلسطيني الجديد؛ لم ولن يقبل باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى المبارك.

جاء ذلك في تصريحات صحفية لـ “عربي 21” مضيفا أن “كل ما حدث في المسجد الأقصى والداخل الفلسطيني يتحمل الاحتلال وحده مسؤوليته، وإن كل الأمر متعلقا بكيفية نهجه ونيته هل يستمر في ذلك أم لا”.

وعدَّ أن الفلسطينيين يدافعون عن أنفسهم وهم ليسوا معتدين؛ بل يتظاهرون ضد السياسات الإسرائيلية والاعتداء الذي يجري عليهم في الأقصى ومختلف بلداتهم ومواقعهم.

وأوضح أنَّ المؤسسة الإسرائيلية استخدمت المستوطنين من البؤر الاستيطانية المختلفة؛ للاعتداء على الفلسطينيين في اللد والرملة ويافا وحيفا وغيرها؛ لذلك فقد هبَّ الأهالي يدافعون عن أنفسهم في موقع الدفاع.

وأضاف: “في اللحظة التي تقرر فيها الحكومة الإسرائيلية وقف هذا العدوان ستتوقف هذه الحالة؛ الأمر متعلق بهم وهم من يتحملون المسؤولية أولا وأخيرا”.

وأعرب جبارين عن توقعه من أن عنصر المفاجأة موجود؛ حيث “ظن الاحتلال أن الجيل الجديد نسي القضية والمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، لكنه تفاجأ بحجم الرد الذي أبداه الجيل الجديد؛ وهو جيل كما وصفه خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، بالجيل الثالث بعد جيل النكبة والنكسة، وأطلق عليه اسم جيل النصر”.

وأشار إلى أن المسجد الأقصى والقدس كانا دائما محور الصراع منذ الغزو الصليبي إلى اليوم، وفي هبة القدس والأقصى عام 2000 التي ارتقى خلالها 13 شهيدا من الداخل كان محورها حول الأقصى؛ وكذلك هبة البوابات الإلكترونية كان محورها المسجد الأقصى وباب الرحمة وباب العامود، لافتا إلى أن الاعتداء الذي حصل على الأقصى مؤخرا منذ بداية شهر رمضان إلى العشر الأواخر منه هو الذي أشعل هذه الهبّة.

وتابع: “لم يتوقع الاحتلال هبة بهذه القوة؛ ومن هم موجودون الآن بالشارع هم شباب تتراوح أعمارهم بين 13 و30 عاما؛ وهو جيل شاب ثارت في عروقهم الدماء حين رأوا الاعتداء على الأقصى واعتداء سوائب المستوطنين على كل ما هو فلسطيني في الداخل، فحجم الرد بهذه الطريقة لم يكن متوقعا لدى الحكومة الإسرائيلية”.

وتطرَّق جبارين إلى قضية اعتقال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا؛ واصفا إياه بالاعتقال التعسفي والانتقامي من شخصه، “حيث إنه معروف أنه شخصية قيادية ذو رمزية محلية ودولية وهو يعبر عن رأيه دائما فيما يتعلق بثوابت الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية؛ وبالذات فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، بل هو من المدافعين الأوائل عن الأقصى وحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين فيه؛ ومن المدافعين الكبار عن القدس”، بحسب قوله.

وأضاف: “جاء اعتقاله بهدف تكميم الأفواه الحرة المدافعة عن المسجد والتي يعد الشيخ الخطيب من أبرزها، وفي أعقاب اعتقاله هبت قرية كفر كنا للدفاع عنه والاعتراض على اعتقاله؛ وهذا يدل على المكانة المتميزة التي يتمتع بها الشيخ وعلى المحبة الكبيرة والغامرة له في صفوف كفر كنا وسائر الداخل كما هو نفس الحال في العالم العربي والإسلامي لمواقفه المشرفة فيما يتعلق بالأقصى ومجمل القضايا التي تهم الشعب”.

الحذر

وركَّز القيادي جبارين خلال حديثه على أهمية عدم الاطمئنان من خطوة الاحتلال منع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى المبارك، عادًّا أنَّ الاحتلال لا يؤمن جانبه.

وقال إنه رغم عدم السماح للمستوطنين على مدار يومين باقتحام المسجد؛ لكنه في العموم لا يؤمن جانبه ولا يمكن الاعتماد على موقف له؛ ويجب دائما أخذ الحيطة والحذر من هذه المسألة لأن من يقود الاحتلال اليوم يعد أنه يجب بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى، وهم من أمثال المتطرفين سموتريتش وابن غفير الذين هم أبناء المدرسة الكهنية؛ وهم جزء ممن يقودون السياسة الإسرائيلية.

وتابع: “اليوم رسلهم منتشرون في كافة أنحاء الدولة؛ ورسلهم من يعتدون على أهلنا والمواطنين، ومن هم سبب في هذه الهبة الموجودة حاليا. هؤلاء هم من يوجهون السياسة اليوم، ونتنياهو مرتهن في سياساته لهم؛ بحيث أنه بحاجة لتشكيل حكومة فهو بحاجة لأصواتهم ويبدو أنه مستعد لأي شيء في مقابل البقاء على كرسيه، بالعموم يجب دائما الحذر والتيقظ وعدم الاطمئنان للسياسات الإسرائيلية”.

ورأى أن ما بعد الواقع الذي نعيشه اليوم لن يكون شبيها بما كان قبل ذلك؛ وأن هذه الهبة والاعتداءات التي تعرض لها الفلسطينيون لم تكن مسبوقة من قبل.

ولفت إلى أن هبة القدس والأقصى عام 2000 كانت محصورة ما بين المواطنين الذين خرجوا في مظاهرات عادية؛ ومقابل ذلك الجنود الذين يحاولون منع المظاهرات، ولكن ما يحدث اليوم هو احتجاجات من قبل الفلسطينيين؛ ولكن من يقابل هذه الاحتجاجات ليست الشرطة الإسرائيلية إنما المستوطنون مدعومين منها ومن مختلف أذرع الأمن.

وأضاف: “رأينا الكثير من الفيديوهات التي يمتشق فيها المستوطنون الأسلحة النارية ويسيرون بجانب أفراد الشرطة دون سؤالهم عن أي شيء، شهدنا إطلاق سراح المستوطن قاتل الشهيد موسى حسونة في اللد والذي قتله بدم بارد حين كان بعيدا عنه من مسافة كبيرة؛ فأطلق النار عليه وقتله وأصاب اثنين آخرين من أبناء اللد، ثم اعتقل لثلاثة أيام وأطلق سراحه كأنه لم يفعل شيئا، الاعتداءات الموثقة على أهلنا دون حسيب أو رقيب مثل إلقاء زجاجة حارقة على بيت فلسطيني في يافا؛ لم يعتقل أحد من مرتكبي هذه الجريمة؛ وما بعد هذه الهبة لا أعتقد أنه سيكون كما قبلها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى