أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الحركة النسوية المتطرفة -الفامنيزم

ليلـى غليـون
حديثنا في هذا المقال سيتمركز حول الحركة الانثوية المتطرفة المعروفة (بالفامنيزم) ومنشأ هذه الحركة وفلسفتها ودورها الخطير في الحرب الثقافية والغزو الفكري المعلن على المجتمعات العالمية بصورة عامة والاسلامية بصفة خاصة.
فكما هو معروف فإن الأمم المتحدة تبدي اهتماما شديدا في قضايا المرأة والشباب والطفولة، ويقود صندوق الأمم المتحدة للسكان والتنمية المخططات والبرامج التي تخص المرأة والشباب والطفولة، وقد دأبت الأمم المتحدة على اصدار الوثائق المتتالية من خلال المؤتمرات الخاصة بالمرأة والطفل مدعية انها تقوم بحمايتهما، وترى لجنة المرأة في الأمم المتحدة بأنها المسؤولة عن صياغة ومتابعة وتطبيق المواثيق والمعاهدات الدولية، وهذه اللجنة تسيطر عليها الحركة الانثوية المتطرفة (الفامنيزم).
هذه الفكرة ظهرت في منتصف الستينات على يد امرأة إسكندنافية كانت تؤمن بالزواج المفتوح ورفض الاسرة وتعتبر الزواج قيداً وتنادي بالحرية الشخصية المطلقة، وهذه النزعة نشأت عن فكرة علمانية والتي تؤله العقل وترفض الدين كمرجعية عليا وتعتبر النفس هي مركز الاشياء مما دفعها الى تبني مذهب اللذة الذي نادى به الفيلسوف اليوناني (ابيقور) والذي يعتبر الخير دائما في كل ما هو لذيذ، وأي فعل يعتبر خيراً بمقدار ما يحقق من لذة لتعتبر هذه المرأة أن اللذة غاية عليا، مما احدث ما يسمى بالثورة الجنسية في الستينات عند الغرب.
هذه الحركة ذات نفوذ كبير ولا تحدها حدود جغرافية، فهي حركة عالمية تقف من ورائها منظمات نسائية، وممولون وسياسيون يروجون لفلسفتها ومبادئها ويعملون على تنفيذ برامجها، وهي صاحبة الدور الكبير في صياغة مؤتمر بكين للمرأة عام 1995، حيث تريد اختراق الاسرة بصفة عامة والاسرة المسلمة بصفة خاصة، تتستر بعبارات التحرر والمساواة وصحة المرأة، كذلك فهي تتحكم في تعداد سكان العالم الاسلامي من خلال برامج تنظيم الاسرة، وتهاجم هذه الحركة الدين الاسلامي بصفة خاصة وانه سبب ظلم وقمع وتخلف المرأة حسب ادعائها.
ان فلسفة هذه الحركة المتطرفة مبنية على أساس (الجندر) أي لا يوجد هناك ذكر ولا توجد انثى من الناحية الاجتماعية، ولا فرق بينهما البتّة، بل هناك نوع واحد، فالطبيعي من وجهة نظرها شاذ، والشاذ طبيعي، وهذه النظرية مبنية على نظرية (ماركس) لفهم التاريخ فالتاريخ في نظره عبارة عن صراعات طبيعية يصارع فيها المظلوم الظالم فيتغلب عليه، بهذا يصبح المظلوم ظالما وتستمر هذه النظرية بانحرافاتها لتقول: إن اول عامل تسبب في هضم الحقوق النسوية، هو وضع عبء الانجاب على المرأة، وأول ظلم طبيعي هو ظلم الرجل للمرأة، وذلك حين اراد الرجل ان يعرف من هو أب المولود، ففرض على المرأة زوجا واحدا، ولهذا استعبد الرجل المرأة، لذا فإن هذه الحركة ترى انه من الضروري إلغاء الملكية الخاصة حتى لا يتحكم الرجل بماله في المرأة، وكذلك فلا بد من إباحة الطلاق وقبول الزنى واللقطاء ودفع المرأة للخروج من البيت ووضع الاطفال في حضانات، كما لا بد من محو الدين وبهذا تختفي الحالة الطبيعية للمرأة كأم، كما لا بد من اقتلاع فكرة الأسرة التقليدية من أذهان النساء فالأسرة يمكن ان تقوم على اساس زواج المرأة بأخرى!!
وللفتاة حق الاختيار ان تعيش بلا ذرية او تختار المشاركة في أمومة اصطنعتها بالحصول على نطف من معامل بيولوجية او عن طريق تأجير أرحام أخريات!
ومن مبادئ هذه الحركة المتطرفة دعوتها الى شغل المرأة في جميع المناصب مناصفة بينها وبين الرجل حتى المهام المنزلية، لاعتبارها أن الأمومة ليست غريزة فطرية عند الأنثى بل هي وظيفة اجتماعية يمكن أن يقوم بها الأب أو الحاضنة أو أي شخص آخر، وهي وظيفة غير مربحة (للمرأة)، ولهذا نادت الأمم المتحدة لوضع إجازة للآباء لرعاية الطفل حتى تتفرغ الأم لعملها خارجاً وممكن لنا أن نلمس الخبث والمكر المبطن من تسمية الأمومة بالوظيفة الاجتماعية والذي يكمن بإلهاء المرأة عن بيتها اطول مدة ممكنة لتؤدي بالتالي الى التقليل من انجابها، وذلك لوجود الخوف الشديد بل هو الرعب الذي يقض مضاجع العالم الغربي من التعداد السكاني في الدول النامية، حيث يتوقع اذا استمر الحال كما هو ان يشكل ذلك تهديدا لقيادة الغرب للعالم ومكانته العسكرية والاقتصادية التي يحظى بها حاليا، خصوصا وان نصف سكان الدول النامية تقل اعمارهم عن 25 سنة في حين ان اكثر سكان الغرب مسنون.
ومن هنا يأتي هدم الأسرة عن طريق قلب الادوار والغاء مفهوم الابوة والأمومة في سبيل الوصول الى المساواة التامة، فالأم لم تعد هي التي تربي الاولاد وتقوم على حضانتهم، والأب لم تعد وظيفته مقتصرة على العمل لتأمين حاجات الأسرة المعيشية، كذلك يأتي هدم الأسرة من خلال حث الأمم المتحدة وبوصاية من الحركة النسوية المتطرفة، الدول الموقعة على الاتفاقيات والقرارات الخاصة بالمرأة لوضع قوانين لمنع الزواج المبكر، وفي الوقت نفسه تشجيع المراهقين والمراهقات على ممارسة العلاقات خارج اطار الزواج من باب الحرية الشخصية، والعمل على رفع ولاية الآباء عن الأبناء واعطاء الشذوذ صفة شرعية باعتباره حقا من حقوق الانسان ومنح الشواذ الحق في التساوي مع الاسوياء في كل شيء حتى في الميراث، بل اكثر من ذلك فقد تم اصدار وثيقة ملزمة وعلى المستوى الدولي بتجريم القوانين التي تعاقب على الشذوذ الجنسي واعتبرت كل تفرقة أو عقاب على اساس (الجندر) هو جريمة ضد الانسانية.
هذا غيض من فيض من مبادئ وفلسفة الحركة النسوية المتطرفة، والتي دونت هذه الفلسفة كتوصيات ومقررات في وثيقة بكين المؤتمر الدولي الرابع وهذه الوثيقة تعتبر قاعدة العمل لمخططات صندوق الأمم المتحدة والتي وصلت الى مجتمعاتنا العربية والاسلامية بهدف تمريرها وتطبيقها وتنفيذها في عقر ديارنا فماذا نحن فاعلون؟
يتبع في الاسبوع القادم إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى