أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

يديعوت: فيروس “سلطوي” يضرب إسرائيل

ركزت الصحافة العبرية، على الأزمات التي يمر بها الكيان الإسرائيلي، سياسيا، واقتصاديا، وصحيا، بسبب فيروس كورونا، وغياب القيادة.
وتحدث صحيفة إسرائيلية، عن عدة فيروسات تضرب إسرائيل في هذه الأوقات، مؤكدة أنها بحاجة إلى شخصية ذات صلاحيات مناسبة وتجربة غنية للتعامل مع هذه الفيروسات.
وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، في افتتاحيتها التي كتبها معلقها للشؤون العسكرية يوسي يهوشع، أنه “في آذار/ مارس الماضي كان فيروس كورونا صحي، وفي أيار/مايو ومع نهاية الإغلاق، وعندما حاولت إسرائيل رفع رأسها، تبينت الشدة الهدامة للفيروس الاقتصادي، أما اليوم، وكأنه لا تكفينا الصراعات ضد هذين الفيروسين، يتفشى في إسرائيل فيروس جديد؛ هو الفيروس السلطوي”.
وأضافت: “في هذه الأيام من التصدي المعقد، وهو الأول من نوعه، ومع حدث على هذا الحجم، لا يوجد في إسرائيل حكم يؤدي مهامه، لقد حان الوقت للاعتراف بالواقع”.
وأكدت أنه “على الورق توجد حكومة وحدة، ولكن رئيسي الحكومة – القائم (بنيامين نتنياهو) والبديل (الجنرال بيني غانتس)، والـ 32 وزيرا فيها، لا يديرون هذه الأزمة، لقد كان الفيروس السلطوي هو الذي ولد حكومة مضخمة من 34 وزيرا في ذروة الأزمة الاقتصادية الأكبر التي تضرب إسرائيل، مع حقائب مختلقة ووظائف مضخمة”.
ونوهت الصحيفة، أن “الفيروس السلطوي هو الذي يدفع الوزراء لان يهتموا بالامتيازات الضريبية لرئيس الوزراء بدلا من الامتيازات الضريبية للإسرائيليين، الفيروس السلطوي هو الذي يتسبب بتوزيع الأموال النقدية للجمهور، دون أي تمييز بين المحتاجين وأولئك الذين يتدبرون أمورهم على نحو ممتاز، الفيروس السلطوي هو الذي يمنع الحكومة من تعيين مدير حقيقي لهذا الحدث (تفشي كورونا)”.
ونبهت الصحيفة أن “الفيروس السلطوي أغشى عيون من يدعون قيادة إسرائيل، فمدير كهذا لم يعين أبدا، وفي هذه الأثناء أدت الحكومة اليمين القانونية، استبدل وزير الصحة ومدير عام وزارة الصحة، ولكن الصراع الزائد على الصلاحيات لا يزال معنا”.

أزمة قيادة
من جهة أخرى، حذر جنرال إسرائيلي بارز، من التداعيات الخطيرة لأزمة القيادة التي تعاني منها إسرائيل، مؤكدا أن “الحرب” ضد وباء كورونا المستجد ليست قصيرة، وتحتاج لم يقود التصدي للوباء.
وأوضح رئيس معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات، جنرال احتياط عاموس يدلين، أن “المعركة ضد كورونا، ليست سباقا قصيرا، بل هي ماراثون طويل؛ أطول من حرب 1948، وعلى خلاف هذه الحرب، لم تستغل الهدنة الأولى لحشد القوة وبناء القدرة على مواصلة الحرب حتى النصر”.
وأضاف في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرنوت”: “لقد بذرت الهدنة الأولى في حرب كورونا، وعلقنا في أزمة عسيرة تستوجب خطوات حادة وقيادة شجاعة، ولكن إسرائيل تعاني من أزمة قيادة هي الأخطر، فإسرائيل تتحطم نحو جرف كورونا، وقيادتها المشوشة تفقد الطريق، تزرع اليأس، الجلبة، الشقاق والتحريض”.
ونوه يدلين، أن “أزمة أمن قومي متداخلة تعصف بإسرائيل، تستوجب استراتيجية متكاملة، وبدلا من معالجة الأزمة على نحو متداخل، قاتلوا ضد الوباء وكأنه لا يوجد اقتصاد، وبعد ذلك حرروا القيود في الاقتصاد وكأنه لا يوجد وباء، ولكن الوباء هنا ولفترة طويلة”.
وأكد أن “إسرائيل تكبدت هزيمة نكراء في الموجة الثانية لكورونا التي تضرب إسرائيل، ولا تزال في ذروتها”، منوها أن “الاستعدادات لموجة الشتاء المتداخلة (انفلونزا وكورونا) هي حاجة عاجلة والزمن لا يعمل في صالحنا، إذا لم نستخدمه بشكل صحيح أو انشغلنا بتكتيك قصير المدى”.
وقال: “في المارثون الطويل الذي أمامنا، فشلت الحكومة في منح حلول طويلة المدى أو حتى متوسطة المدى، فلا يوجد تخطيط ولا شفافية..، وبدلا من دراسة معمقة ومداولات مرتبة في “كابينت كورونا” تتلخص مداولات الحكومة صوب ليالي الخميس والجمعة، بعض الظهر تنزل قيود من اليوم إلى الغد وتتغير بعد بضع ساعات”.
وأشار الجنرال، إلى أن “الحكومة حتى الآن لم تجد من الصواب من ينسق الدراسة لقرارات الكابينت وتنفيذها للمدى القصير، المتوسط والطويل”، مضيفا: “نحن ملزمون بأن يعين فورا قائد قومي تحت كابينت كورونا، والسماح له بأن يقيم ويفعل جهازا، ويعمل وفق تخطيط وتحكم وتنسيق متكامل، مع صلاحيات كاملة لوضع السياسة وتنفيذها بعد إقرار القيادة السياسية لها”.
ورأى أنه في العديد من المجالات؛ الفحوصات، التحقيقات الوبائية، العزل، المشتريات، العلم والمعرفة، الاعلام، القيود، “مطلوب يد منسقة واحدة، تعمل طوال الوقت (24/7) في إدارة الأزمة فقط، مع توفر شراكة وثيقة بين الوزارات، تركز على النجاح وليس على اقتسام الحظوات أو توجيه الاتهامات”.

نموذج فضائحي
وأكد أن قرار رئيس الحكومة، منح مساعدات مالية للإسرائيليين، هو “نموذج لانعدام النجاعة”، متسائلا: “كيف ستشجع الحكومة النمو، حينما تخلق حالة من عدم اليقين وتغير سياستها من لحظة للحظة؟”.
ونبه أن “مهزلة إغلاق المطاعم وفتحها من جديد؛ هي فقط النموذج الأكثر حداثة لجهاز ارتجال فضائحي، عديم الاستراتيجية المتوازنة للمدى البعيد، انعدام المعطيات، سوء فهم السياقات والاستسلام للضغوط”.
وقدر يدلين، “إسرائيل بحاجة الآن للتركيز على تعديل كبير لمنحنى العدوى، من خلال قيود تفاوتية قدر الإمكان، وبالتوازي بناء القدرات القومية لقطع سلسلة العدوى”، منوها أن “كل قيد وتخفيف يجب أن يسعى إلى النقطة المثلى بين الحد الأدنى من الإصابة والحد الأقصى من الاقتصاد”.
ولفت إلى أنه “على مدى الزمن، لا يوجد ما يبرر إغلاق أماكن مساهمتها في العدوى متدنية، والسماح لاعتبارات غريبة وفئوية لأعمال خطيرة”، مشددا على أهمية “إعادة بناء ثقة الجمهور والحفاظ عليها، وهو ما يستوجب قدوة شخصية، شفافية في المعطيات والاعتبارات، بلا “مناورات قيادة” وشعبوية رخيصة، وبلا تعليمات تعسفية لتحسين الانضباط”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى