أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقارير

يوم احتلت طبريا

ساهر غزاوي

في التاسع عشر من نيسان/أبريل 1948 تمكنت العصابات الصهيونية من احتلال طبريا والسيطرة عليها بالكامل، بمساعدة الجيش البريطاني وانسحابه تاركاً إياها لليهود، وذلك بعد عدة محاولات كان أخرها في 15/4/1948. ليعلن قائد “الهاغاناه” في طبريا: “يا سكان طبريا، ترك العرب المدينة، وأصبحت لنا كلها، أعلن إقامة سلطة عبرية مستقلة في المدينة”. ليقوم اليهود بعد هذه الإعلان بتفجير بيوت العرب جميعا تقريبا، لمنعهم من العودة إليها. فقد جرى هدم وتدمير 500 منزل تقريبا في طبريا وتهجير السكان وإطلاق النار عليهم وهم يهرعون للمغادرة عن طريق البحيرة بواسطة القوارب.

لم يكن الفلسطينيون في طبريا ليستسلموا بسهولة لولا أن أكثر من أربعين مجاهدا، حاولوا القدوم من لوبية وغيرها لمساعدة المقاتلين في طبريا، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك، إذ هاجمتهم قوة من “الهاغاناه”، وقتلت عشرة منهم، وأسرت أربعة، ولما وصل هذا الخبر إلى مقاتلي طبريا، أوقفوا إطلاق النار كليا، قبل أن تقوم “الهاغاناه” بهجوم واسع على البلدة القديمة. للتغير بعدئذ معالم المدينة، ولا سيما المنطقة الشمالية منها فقد قامت السلطات الصهيونية المحتلة بهدم الأحياء العربية، وطورت مستعمرة “قريات شموئيل” التي أنشئت عام 1920، وأقامت فيها الحدائق والمنتزهات العامة والفنادق السياحية والمباني الحديثة، وأنشأت حياً سكنياً جديداً على المرتفعات الغربية المطلة على حمامات طبرية المعدنية.

لمحة تاريخية
تقع مدينة طبريا في الشمال الشرقي من فلسطين. وهي مركز قضاء طبريا، أحد الأقضية الأربعة التي كان يتألف منها لواء عكا في العهد العثماني وأيام الانتداب البريطاني. وتقع فوق سهل منبسط على الشاطئ الغربي لبحيرة طبريا، ويتراوح انخفاضها عن مستوى سطح البحر بين 160-200 م. وتبعد المدينة حوالي 20 كم إلى الجنوب من مصب نهر الأردن في بحيرتها. وترتبط المدينة مع مدن الشمال الفلسطيني بشبكة طرق رئيسية، ومع قرى قضائها بطرق فرعية. عرفت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور الروماني طيباريوس وسميت على اسمه فور بنائها في 17 ميلادي على يد القائد الروماني هيرودوس أنتيباس. وتزخر المدينة حتى اليوم بآثار عمرانية كثيرة تعكس تعاقب الغزاة والحضارات عليها منذ الفينيقيين، الرومان، البيزنطيين وحتى الفتوحات الإسلامية.

وقد وصف المؤرخون والرحالة طبريا بأنها قصبة الأردن ومدينته الكبرى، وأنها موضوعة بين الجبل والبحيرة طولها فرسخ، قليلة العرض. وذكروا مياهها الحارة. فقال الإصطخري المتوفى عام 346 هـ في هذا الصدد: “وبها عيون جارية حارة. ومستنبطها نحو فرسخين من المدينة. فإذا انتهى الماء إلى المدينة، على ما دخله الفتور لطول السير، إذا طرحت فيه الجلود تمغطت لحره، ولا يمكن استعماله إلا بالمزج. ويعم هذا الماء حماماتهم وحياضهم”.

لعب موقع طبريا إلى جوار مصادر مياه دائمة، وكذلك وجود النباتات، والحيوانات البرية، بالإضافة إلى الكهوف الطبيعية دوراً بارزاً في جذب المجموعات البشرية للسكن في المناطق المحاذية للمدينة. وأهم الكهوف الطبيعية التي اتخذها الإنسان ملاذاً له بشكل مؤقت هي: زويته/الزطية، والأميرة، والعمود، وشوفاخ.

اتخذت طبريا إثر الفتح الإسلامي لبلاد الشام، على يد الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة، عاصمة لجند الأردن، الذي كانت مدن قدس وصور وعكا واللجون وبيسان وقديتا ودرعا جزءاً منه. وتؤكد المصادر التاريخية مدى أهمية طبريا موقعاً دفاعياً في الدرجة الأولى، ثم محطة على طرق القوافل بين دمشق ومصر. ونقطة عبور إلى المعمور الفلسطيني في الشمال، ومركزاً إدارياً هاماً بعد الفتح الإسلامي.

وفي السنة الخامسة عشرة للهجرة ضرب خالد بن الوليد فيها الدراهم الرومية تماماً، وعلى أحد وجهين اسم “خالد” بالأحرف اليونانية. وفي عام ثلاثين للهجرة أرسل الخليفة عثمان بن عفان إلى طبريا مصحفاً منقولاً عن (مصحف عثمان) ليكون، الاعتماد عليه، كما أرسل مثله دمشق وإلى الأمصار في الأقطار الإسلامية.

ومما هو جدير بالذكر في هذا السياق، أن العرب في الجاهلية كانوا يتعاملون مع الورمان في معظم تجارتهم بالدراهم الطبرانية العتُق التي كانت تضرب في مدينة طبرية. وكانت زنة الدراهم الطبراني ثمانية دوانيق وقيل أربعة دوانيق. ومن القبائل التي نزلت طبريا قوم من الأشعريين. وكانوا الغالبين فيها.

وفي عام 1187م استرجع صلاح الدين الأيوبي طبريا من الصليبيين، قبل أن يهزمهم في معركة حطين التي جرت في العام نفسه. لكن الصالح إسماعيل الأيوبي، صاحب دمشق، سلم طبرية إلى الصليبيين عام 1240 م مع بيت المقدس وعسقلان. وفي عام 1247م استطاع الصالح أيوب صاحب مصر، وبقيادة الأمير فخر الدين بن الشيخ، استرداد طبرية وقلعتها من الصليبيين.

ويذكر أن من أبرز حوادثها في العهد العثماني وفي العام 1517 تحديداً، نزول قبيلة “الزيادنة” فيها. وهي قبيلة حجازية نزلت في أواسط القرن الحادي عشر للهجرة جهات فلسطين الشمالية، ودعيت باسمها هذا نسبة إلى جدها “زيدان”. وقد أخذ نجمها يظهر حينما تولى رياستها “عمر” في عام 1698م. وكان عمر يتردد كثيراً إلى الشام وحلب وغيرها للتاجرة. ثم رأى أن يرحل إلى الخليل ويقيم هو وعائلته فيها، وكان قد نزلها من قبل بقصد الزيارة. وفي أثناء سيرهم إلى الخليل نزلوا طبريا وناحيتها فأعجبتهم فاستوطنوها واشتروا بعض أراضيها لزرعها، كما اشتروا الماشية للتجارة. وكان ذلك سنة 1701م.

وفي أواخر فترة الانتداب البريطاني ضم قضاء طبريا 26 قرية. وبلغت مساحة طبريا عام 1945 م حوالي 1305 دونماً. ومساحة قضائها حوالي 441 كم مربع. وقدر عدد سكانها عام 1922 م بحوالي 6950 نسمة، وفي عام 1931م بحوالي 8601 نسمة، وقد ارتفع تعدادهم عام 1945م إلى 11310 نسمة. تضم مدينة طبريا في داخلها عدد من المعالم العربية الدينية، وهي مسجدان (مسجد يوسف عمر الظاهر الزيداني/ أو مسجد السوق، والمسجد العمري/ أو اسوق)، وعشر مقامات، وثلاث كنائس (الكنيسة الأرثوذكسية، والكنيسة اللاتينية، والكنيسة الكاثوليكية/ ما بطرس)، وأربع مقابر-مقبرتان اسلاميتين ومقبرتان مسيحية.

ومنذ عشرينات القرن الماضي، عشية النكبة، بلغ عدد يهود طبريا أكثر من 6000 نسمة، بينما كان عدد سكانها العرب حوالي 5500 نسمة. أما قرار التقسيم المشؤوم فقد اعتبر طبريا جزءا من الدولة اليهودية، مما أعطى لأغلبيتها اليهودية “شرعية” دولية في حالة احتاجوا إلى الانقضاض على سكانها العرب، والسيطرة على مقدرات المدينة الصغيرة، ذات الأهمية الدينية والتاريخية، للمسيحيين واليهود، على حدٍّ سواء.

ويذكر، في هذا السياق التاريخي، أن اليهود كانوا مسيطرين فعلا على زمام الأمور في مدينة طبريا، منذ عام 1928، عندما تحولت رئاسة البلدية لصالحهم، وذلك بعد انتهاء مدة الرئيس العربي الأخير للبلدية، قدري حافظ أفندي، واستبداله بـ “زكي الحديف” اليهودي. وحتى أغلب المحال التجارية كانت في حوزة يهود طبرية. في حين لم تشهد طبريا أي أحداث تذكر خلال أحداث ثورة البراق، شأن باقي المدن المختلطة مثل القدس والخليل وصفد وحيفا، وذلك يوم انتفض العرب غضبا بسبب الحال الذي آلوا إليه لازدياد الهجرة اليهودية، والدعم البريطاني اللامحدود للصهيونية ومخططاتها، مما حدا باليهود إلى الاعتقاد أن الأوان قد حان، من أجل المطالبة “بحقهم” المزعوم في المسجد الأقصى بحجة أن حائط البراق جزء من هيكل سليمان المهدوم”.

احتلال طبريا
أطلقت العصابات الصهيونية على عملية التطهير العرقي لمنطقة طبريا اسم “مطاطيه”، أي مكنسة، وهدفت إلى طرد الفلسطينيين وتهجيرهم من قراهم ثم هدم البيوت لمنع عودتهم، بتعليمات مباشرة من يغائيل ألون ودافيد بن غوريون.

ويشير المؤرخ الإسرائيلي، إيلان بابيه، في كتابه (التطهير العرقي) إلى أن ثقة القيادة اليهودية في أوائل نيسان/أبريل بقدرتها لا على الاستيلاء على المناطق التي منحتها الأمم المتحدة للدولة اليهودية فحسب، بل أيضاً على تطهيرها، يمكن سبرها من الطريقة التي وجهت فيها “الهاغاناه”، مباشرة بعد عملية “نحشون”، اهتمامها إلى المراكز الحضرية الرئيسية في فلسطين. وقد هوجمت هذه المراكز بصورة منهجية خلال بقية الشهر، بينما كان موظفو الأمم المتحدة والموظفون البريطانيون يراقبون ما يجري بلامبالاة ومن دون أن يحركوا ساكناً.

كانت طبريا أول المراكز الحضرية التي استهدفها الهجوم. فما إن وصلت دير ياسين، وأخبار المجزرة التي وقعت بعد ثلاثة أيام في 12 نيسان/أبريل في قرية ناصر الدين، إلى السكان الفلسطينيين في طبريا، حتى هرب كثيرون منهم. وكان السكان قد أفزعهم القصف اليومي العنيف من جانب القوات اليهودية المتمركزة على الهضاب المشرفة على هذه العاصمة التاريخية القديمة الواقعة على شاطئ بحيرة طبريا، حيث كان نحو 6000 يهودي و5000 عربي يعيشون هم وأجدادهم معاً بسلام منذ عدة قرون. (كما يقول بابيه). ولم يتمكن جيش الإنقاذ بسبب العرقلة البريطانية، من نجدة المدينة بأكثر من قوة مؤلفة من نحو ثلاثين متطوعاً. ولم يكن هؤلاء نداً لقوات “الهاغاناه”، التي كانت تدحرج براميل مملوءة بالمتفجرات من الهضاب إلى المدينة، وتستخدم مكبرات الصوت لإصدار أصوات مخيفة لبث الذعر في قلوب السكان-نسخة مبكرة عن اختراق الطائرات المقاتلة جدار الصوت فوق بيروت في سنة 1983 وفوق غزة في سنة 2005، الذي دانته منظمة حقوق الإنسان بصفته عملاً إجراميا. وسقطت طبريا في 18 نيسان/أبريل.

وقد أدى البريطانيون دوراً مشبوهاً في الهجوم على طبريا. في البداية عرضوا على السكان الفلسطينيين الحماية، لكنهم ما لبثوا أن حثوهم على التفاوض مع القوات اليهودية من أجل إخلاء عام للمدينة. أما الملك عبد الله فكان “عمليا” أكثر منهم: أرسل ثلاثين شاحنة للمساعدة في نقل النساء والأطفال. وادعى لاحقا في مذكراته أنه كان مقتنعاً بأن مجزرة دير ياسين أخرى كانت على وشك الوقوع. كما زعم ضباط بريطانيون، في وقت لاحق، أنه كانت لديهم تخوفات مماثلة، لكن الوثائق التي تكشف عن ضغط بريطاني شديد على قادة المجتمع لا تنم عن أي خوف من مجزرة وشيكة الوقوع. وقد يقول البعض هنا إن البريطانيين تعاونوا مع الذين قاموا بطرد السكان. لكن دور البريطانيين سيكون أوضح كثيراً، وأكثر سلبية، في الفصول التالية من تدمير المدن الفلسطينية، عندما احتلت يافا وحيفا.

الخطة العسكرية
وفي تفاصيل أخرى لاحتلال مدينة طبريا، فإنه في الثاني عشر من نيسان/أبريل، أعلنت “الهاغاناه” عن تجنيد عام في طبرية، على أن يتجند كل من بلغ الخامسة والثلاثين، وأعلنت عن توزيع السلاح لكل جندي صهيوني لم يتسلح في حينه.

كان الخطة الصهيونية تقضي بأن تقوم كتيبة “چولاني” بالسيطرة على المدينة، على أن تقوم أولا بالسيطرة على كل الطرق إلى طبريا، وخاصة المرتفعات، لمنع وصول الإمدادات والرجال إلى المدينة، وإدخال إمدادات إلى جنود “الهاغاناه” المتواجدين في البلدة القديمة، وتفجير بناية قيادة القوات العربية المسماة “بيت ست محفوظة (محفوزة)”، واحتلال فندق طبريا (تايبيرياس) وفتح الطريق إلى الجليل الأعلى واحتلال البلدة القديمة. ومن أجل تنفيذ هذه العمليات، أضافوا قوة من “البلماح” والتي كانت مهمتها احتلال فندق طبريا. وكان القرار على إجراء تنفيذ الخطة حالا، بدون أي تأخير.

حدد قرار التقسيم المشؤوم، بأن طبريا ستكون جزءا من الدولة اليهودية المزعومة، فصار العرب واليهود يعدون العدة للمعركة القادمة، حيث تمركز في طبرية مئات من مقاتلي “الهاغاناه”، مدججين بأسلحة حديثة، مدربين على استعمالها، ومقسمين إلى مجموعات عسكرية منظمة، بينما العرب لا يملكون إلا ما ندر من الأسلحة الخفيفة، بسبب الخطر البريطاني على حمل السلاح للعرب. لذلك قامت اللجنة العربية العليا بتعيين السيد صدقي الطبري مسؤولا عن شؤون العرب في طبريا، والعمل على تجنيد مدافعين للدفاع عن المدينة منها ومن القرى المجاورة، خاصة قرية لوبية، والتي كانت تضم نخبة كبيرة من المجاهدين العرب.

لم يرق لمجاهدي لوبية مرور قوافل الأسلحة والمؤن إلى طبريا، عن الطريق التي تربط بينها وبين الناصرة، وتمر بجانب قريتهم، ولذلك قرروا أن يوقفوا هذه القوافل، فقاموا في العاشرة من صباح الرابع والعشرين من شباط/فبراير 1948، بنصب كمين لإحدى هذه القوافل وذلك في الكيلو 161، في وادي “المصابات”، بجانب قرية لوبية.

كانت القافلة تضم باصات مصفحة لشركة “إيجد”، وسيارة شحن، وسيارتي شحن صغيرتين مليئتين بحراس المستعمرات اليهود. أطلق المناضلون النار بكثرة على القافلة، مما منع تقدمها، وأدى إلى إصابة عدد من رجال “الهاغاناه”، الذين اتصلوا بالنجدة من طبريا، وكذلك من مناطق أخرى، واستمر القتال على أشده حتى الساعة الثانية ظهرا، مما أدى إلى إصابة عدد من الصهاينة، واحتراق سيارة الشحن بحمولتها. ولولا تدخل الجيش البريطاني، لما بقي صهيوني على قيد الحياة، إذ كانت الغلبة للعرب، وعندما بات رجال “الهاعاناه” في وضع حرج، وعندما أصبحت المواجهة مباشرة، أي اقترب المجاهدون للقافلة، من أجل الإجهاز على حراسها، قدم الجيش من طبرية، وذلك عند الساعة الثانية ظهرا.

رواية عارف العارف
ويروي المؤرخ الفلسطيني عارف العارف احتلال طبريا فيقول: سقطت المدينة بيد اليهود في 19 نيسان 1948، فقد قاموا بمهاجمتها رغم الهدنة التي كانت قائمة بينهم وبين العرب من سكانها. وكان الفريقان قد اقتتلا وظل القتال ناشباً بينهما من اليوم الحادي عشر من شهر آذار حتى اليوم الرابع عشر، ثم تهادنا، ودامت الهدنة شهراً، ولما أيقن اليهود أن العرب قد استكانوا هنا، وشغلوا في مواضيع أخرى وأصبح التغلب عليهم، رأوا أن يباغتوهم، حتى لو اعتبرت مباغتتهم هذه نقضاً للعهد، وما هو إلا يوم أو بعض يوم حتى تم لهم ما أدردوا، فاحتلوا المدينة.

ولم يكن في طبريا عند صدور قرار التقسيم أي نوع من أنواع السلاح بيد العرب، وذلك لأن الحكومة كانت قد حظرت حمل السلاح واستعماله بجميع ألوانه حظراً تاماً. ولكن عندما نشب القتال بين الفريقين، وجَدّ الجد راح المخلصون من أبنائها يبحثون عن السلاح، وكان الحصول عليه عسيراً. فقد أرسلت إليهم اللجنة العسكرية في دمشق، في 4 كانون الأول 1947، خمساً وعشرين بندقية، واتبعتها في 13 من الشهر نفسه بست وثلاثين بندقية من البنادق الفرنسية واما عتاد هذه البنادق فقد زودتهم به وزارة الدفاع السورية، وكان قليلا.

وفي الأسبوع الأول من شهر نيسان 1948 كان هناك زهاء خمسين مناضلاً مسلحين بالبنادق الاعتيادية، ولكنهم لا يملكون من الأسلحة الأخرى شيئا، فلا مدافع رشاشة من النوع المعروف بالبرن والستن، ولا اعتدة كافية للبنادق الاعتيادية التي بأيديهم، ولا هم يحزنون. ولما تألفت اللجنة القومية في اليوم العاشر من الشهر المذكور، راحت هذه تسعى لإنشاء جهاز للدفاع، ففرضت بعض الضرائب على الاهلين، لتشتري به السلاح والعتاد وخابرت اللجنة العسكرية بدمشق فانتدب كامل الطبري قائداً للمناضلين الذين بلغوا المئة في ذلك اليوم. ان انشاء الجهاز على هذا الشكل من أجل الدفاع عن المدينة وإن جاء متأخراً إلا أنه رفع من معنويات الاهلين. فراحوا يعلمون على انقاذ ما يمكن إنقاذه من مدينة أكثر سكانها من اليهود، وفيها عدد كبير من المحاربين.

المصادر
_____________
1 -مصطفى الدباغ، موسوعة بلادنا فلسطين، جزء6، ص 298-322.
2-عارف العارف، النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود، المجلد الأول، ص 202.
3-موسوعة المقدسات في فلسطين، مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، قضاء طبريا، ص 24-33.
4-إيلان بابه، التطهير العرقي، (2012)، ص 103،104،244.
5-الموسوعة الفلسطينية. طبريا (26 أغسطس، 2014).
6-فلسطين الذاكرة.
7-عرب 48. (2 نيسان 2018). 70 عاما على النكبة: احتلال طبرية 1948.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى