أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

لجنة الزكاة في أم الفحم تضاعف مجهوداتها في ظل “كورونا” وعشية شهر رمضان المبارك استعدادات استثنائية لدعم العائلات المستورة في الظروف الراهنة

أهل العلم الشرعي يدعون الناس إلى على تعجيل إخراج الزكاة
طه اغبارية
تعيش مدينة أم الفحم ظروفا استثنائية مثل سائر البلدان في أعقاب جائحة كورونا، وتفرض الظروف المعيشية والاقتصادية للعديد من العائلات بعد تفشي البطالة تحديات كبيرة في كيفية الخروج من الأزمة، كما فرضت المستجدات نفسها على لجنة الزكاة في مدينة أم الفحم في مسألة التعاطي مع انضمام العديد من العائلات إلى الحالات الإنسانية التي كانت ترعاها وتقدّم لها المعونات المالية على مدار السنة.
وأكد السيد مصطفى غليون، عضو لجنة الزكاة في مدينة أم الفحم، أن اللجنة مستعدة لمواجهة الأزمة الراهنة ووضعت في اعتبارها ازدياد عدد العائلات التي بحاجة إلى معونات مالية عاجلة متوقعا أن يصل عدد الحالات الخاصة حتى عيد الفطر إلى نحو 1200 عائلة من بينها نحو 400 عائلة مستورة تتلقى معونات مالية ثابتة من لجنة الزكاة.
وقال غليون في لقاء خاص مع صحيفة “موطني 48”: “بطبيعة الحال تنشط لجنة الزكاة في أم الفحم في العديد من المشروعات على مدار السنة ومنها دعم العائلات المستورة وتعدادها نحو 400 عائلة بمبلغ شهري يتراوح من 600-1500 شيكل وفقا لكل عائلة وظروفها وعدد أفرادها، كذلك توزّع اللجنة المنح على طلاب الجامعات مع بداية كل سنة، وقمنا بتوزيع نحو 300 منحة هذا العام”.

السيد مصطفى غليون
السيد مصطفى غليون

وأضاف: “بعد أن داهمتنا جائحة كورونا وتأكدنا أن الظروف المعيشية تزداد صعوبة مع ارتفاع نسبة البطالة، عقدنا في لجنة الزكاة جلسة طارئة تباحثنا فيها سبل التعاطي مع المستجدات وقمنا بتخصيص ميزانية تقدر بمليون ونصف المليون شيكل وقد جرى توزيع معونات مالية عن شهر 3 في تاريخ 10/4/2020، لنحو 500 عائلة بزيادة 100 حالة ناجمة عن الظروف الحالية وتتجاوز قيمة المعونة المالية بين 600-1500 شيكل للعائلة بحسب ظروفها الاقتصادية وعدد أفرادها”.
وتوقّع غليون أن يبلغ عدد العائلات التي بحاجة إلى معونة مالية عن شهر 4 نحو 1200 عائلة من بينها العائلات التي تحظى بالدعم الشهري الثابت للجنة الزكاة، لافتا إلى أن الظروف القاهرة والبطالة تشير إلى ارتفاع كبير جدا في أعداد الحالات الإنسانية الخاصة.
لذلك، ناشد عضو لجنة الزكاة أهل الخير ومن تجب عليهم الزكاة في إخراجها مع بداية شهر رمضان المبارك، وقال: “صحيح نحن على استعداد لمواجهة الوضع، ولكن في حال كان هناك حاجة لتغطية احتياجات الحالات المستجدة، فيمكن تعويض ذلك من خلال اخراج الزكاة والصدقات مع أول أيام الشهر الفضيل، حيث كنا في السابق نستقبل الزكاة والصدقات مع منتصف الشهر الفضيل، وعليه كي نتمكن من تغطية معونة شهر 4 والتي توزع عادة في مطلع شهر 5 وكذلك توزيع المعونات الخاصة بعيد الفطر، نهيب بأهلنا إلى إخراج زكاة أموالهم والتصدق بشكل عاجل ودون تأخير كما كان في السابق”.
وحول آلية جمع الزكاة والصدقات في حال عدم القدرة على جمعها من خلال المساجد إن كانت مغلقة، قال مصطفى غليون إن لجنة الزكاة ستعقد جلسة طارئة الأسبوع القادم لبحث آليات وطريقة العمل في ظل الظروف الراهنة، مشيرا إلى إمكانية التوجه إلى الأهالي عبر مندوبي اللجنة في الحارات أو دعوة الناس للقدوم إلى مكتب لجنة الزكاة.
حث الناس على تعجيل إخراج الزكاة والصدقات
في غضون ذلك، دعا عدد من أهل العلم الشرعي في مدينة أم الفحم الأهالي إلى تبكير إخراج الزكاة والصدقات في ظل جائحة “كورونا”.
وقال الدكتور مشهور فواز، رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني لـ “موطني 48”: “نوصي بتقديم مصرف الفقراء والمساكين في الزكاة على غيرهم من المصارف الأخرى كما ونوصي بتحرّي المستحقين لها وعدم تأخير الزكاة عن موعد وجوبها ولا بأس بتعجيلها، كما نوصي الأهالي بعدم الاسراف والاقتصاد في المعيشة، ونوصي التّجار بالرفق بالناس والتوسعة عليهم وعدم استغلال الظروف الحرجة، ونعود ونحذر أهلنا الأحباب من الانزلاق في مستنقعات السوق السوداء؛ وبالوقت نفسه ندعو الى تكثيف عمل ودور لجان الصدقات الخيرية”.

الدكتور مشهور فواز
الدكتور مشهور فواز

وقال الدكتور رائد فتحي لـ “موطني 48”: “بالنسبة لتقديم الزكاة عن وقتها فأظن الأصل على ان يتفق علماء العصر على ندب إخراجها في مثل هذه الفترة وهذا راي الجمهور خلافا للإمام مالك رحمه الله ولكن حتى المالكية اجازوا إخراجها إذا لم يكن الفارق كبير بين الإخراج ووقت وجوب الإخراج. عموما بما اننا في شعبان من العلماء من استحب الزكاة تحديدا في شعبان، وذلك تجهيزا للناس لشهر رمضان المبارك، من الواضح أن كثير من الناس تعطلت معايشهم ومشاغلهم ومدخولاتهم فلذلك نعم يندب تقديم زكاة الأموال من رمضان أو من شعبان الى هذه الفترة. ثم إنني انصح أن يضع المزكي ماله في أيدي اخوة يعرفون اين يضعوها ويعرفون من هم المستحقون حقيقة كي يبرئ ذمته فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى”.
بدوره أكد الدكتور حسين وليد لـ “موطني 48″: ” بداية أتمنى السلامة والعافية لجميع أهالي البلدة وسائر الناس أجمعين ودعائي أن يصرف الله عنا الوباء ويدفع الأذى النازل، وفي ظل الظروف القائمة وقدوم شهر رمضان شهر الفضل والصبر، رسالتي إلى الناس الاقتصاد في النفقة وعدم الإسراف ومراعاة الجائحة النازلة فلا نعلم متى تصرف وتزول وظننا في الله حسن ونسأله تعالى أن تكشف قبل رمضان ولكن الأمور ربما تكون على خلاف ذلك فلا بد من مراعاة الوضع القائم، ولا بد من تفقد المحتاجين فليس منا من بات شبعانا وجاره جائع، بالنسبة للزكاة فهي فرض وواجب على من توفرت في أمواله شروط الزكاة ويجب المبادرة في إخراجها على الفور إلى أهل العوز والفاقة ومن تحققت فيهم شروط الاستحقاق. كما يجوز تعجيل الزكاة قبل مضي الحول وصرفها في مصارفها الشرعية، كثير من الناس تضرروا من جراء الوباء وتوقفوا عن العمل وبحاجة الى مساعدة فأعينهم وانظروا في حوائجهم”.

الدكتور رائد فتحي
الدكتور رائد فتحي

الدكتور ضرغام صالح قال من جانبه بهذا الخصوص لـ “موطني 48”: “لقد اتفق الفقهاء قديمًا وحديثًا على أن الزكاة تجب على كلِّ المسلم بالغ عاقل حرّ. ومن فقه المسلمين أن يغيروا قدرَ الله بقدرِ الله، وذلك أن يغيروا قدر الله في غضبه على خلقه، بعد أن انتهكت المحرمات، فحلَّ عليها العذاب، والمجاعات، والأزمات الاقتصادية، إلى قدر الله، بالصدقات التي تساهم في التخفيف من غضب الله، ونحن نعيش في ظروف استثنائية وأيام حرجة، ويجب على المسلمين أنْ يحسنوا إدارة الأزمات، في زمن قد اشتدت على الناس، وضيقت عليهم الخناق، فالذي يملك المال طُوقت عليه حركت العمل والتجارة وجلب الرزق، والفقير ازداد فقرًا، وعلى هذا الأساس يتوجب على المسلمين الوقوف جنبًا الى جنب، في سرائهم وضرائهم، وفي أفراحهم وأتراحهم، وفي سعتهم ومحنهم. وفي هذه الظروف التي نحياها هذه الأيام، ومع أزمة فيروس كورونا، الذي عطل تواصل العمل، وشلّ حركت الناس، والذي حبسهم من غير موعدٍ سابق، ودون انذار من قبل، يتوجب على المسلمين القادرين والمقتدرين فردًا فردًا، التكاتف والتآلف جنبًا إلى جنب، من أجل إطعام المعدوم، ومساعدة الفقراء والمساكين”.

الدكتور ضرغام صالح
الدكتور ضرغام صالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى