أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

هكذا ولدت إسرائيل بقرار في مؤتمر بإيطاليا تبنته عصبة الأمم

أحمد صقر
سلط وزير إسرائيلي سابق، الضوء على الوقائع التي مهدت لإقامة الكيان على أرض فلسطين المحتلة، في مؤتمر عقد في إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى، خرج بقرار تبنته عصبة الأمم، ولم يعترض عليه العرب.
وأوضح وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق يوسي بيلين في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أن مدينة المصيف “سان ريمو” التي تقع شمال غرب إيطاليا، على حدود فرنسا، “استضافت قبل مئة عام زعماء منتدى “دول الوفاق” للقوى العظمى التي انتصرت في الحرب العالمية الأولى، من أجل الاتفاق على توزيع الأراضي التي احتلتها من الإمبراطورية العثمانية”.
ورغم التوقف القصير عام 1919 لمؤتمر باريس، فإنه “استمر وأملت الجهات المنتصرة شروطها على المهزومين في الحرب، وتمت دعوة وفد يهودي كبير تشكل من منظمات مختلفة، برئاسة حاييم وايزمن إلى المؤتمر، وتقدم الوفد للمؤتمر بخريطة طموحة جدا لإسرائيل، ضمت ضفتي نهر الأردن حتى اقتربت من عمان في الشرق، ودمشق في الشمال، والعمل على تسليم الانتداب على إسرائيل (فلسطين المحتلة) لبريطانيا”.
ونوه بيلين، إلى أنه “كان يفترض بمؤتمر “سان ريمو”، أن يقرر مكانة الأراضي التي احتلت من أيدي تركيا، ولكن فكرة الانتداب ولدت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وكانت نيتها أن تتسلم عصبة الأمم (التي سبقت الأمم المتحدة) الأراضي التي احتلت من ألمانيا، والنمسا والمجر وتركيا، ونقلها إلى الدول المنتصرة كوديعة، حتى يتمكن سكانها من إقامة حكمهم المستقل”.
ولفت إلى أن هناك من انتقد هذا النهج، باعتبار أنه “توزيع لغنيمة إقليمية تحت غطاء الإرشاد، حيث إن هناك حاجة لأن تقام فورا، دول جديدة ومستقلة، ولكن هذا الطرح كان مناسبا بالذات للحركة الصهيونية، لأن مصلحتها كانت ضمان أغلبية يهودية قبل أن تقوم دولة، وعندما تقرر الانتداب، كان عدد اليهود في فلسطين نحو عُشر عدد العرب فقط”.
وفي التصويت الذي أجري في 25 نيسان/ أبريل، “عارضت فرنسا الانتداب البريطاني، ووجدت نفسها في عزلة بارزة”، بحسب الوزير الذي بين أن قرار “سان ريمو”، كان يقضي بأن “حكومة الانتداب تكون مسؤولة عن تنفيذ تصريح حكومة بريطانيا في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917 (تصريح بلفور)”.
وتابع: “وافقت القوى العظمى الأخرى في الحلف، على إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، في ظل فهم واضح ألا يتم شيء من شأنه أن يمس بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية”، بحسب بيلين الذي قال: “كانت هذه لحظة مناسبة نادرة”.
وذكر أن “تصريح بلفور، بكل أهميته، كان بمثابة قرار للحكومة البريطانية قبل أن تحتل فلسطين، ويلزمها وحدها فقط، ولكن قرار “سان ريمو” كان بمثابة التزام دولي تبنته بعد سنتين من ذلك وبشكل رسمي، عصبة الأمم، في حين أخذت فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان، وبريطانيا على العراق، وبذلك تقررت الخريطة السياسية للشرق الأوسط”.
ومع كل هذه القرارات، أكد الوزير الإسرائيلي أن “العالم العربي لم يخرج معترضا على القرار، والأمير فيصل ابن الشريف حسين، الذي قاد الثورة ضد تركيا، ووقف إلى جانب بريطانيا، وكان الشخصية العربية الأعلى في تلك اللحظة، رحب بالنية لإقامة “وطن قومي” لليهود في فلسطين، علما بأنه في اتفاقه الشهير مع وايزمان عام 1919، أشار الى أن موافقته مشروطة بتحقق الوعود البريطانية للعرب”.
ونوه الوزير، إلى أنه “بعد سنوات من ذلك قال وايزمان، الذي أصبح رئيسا للدولة؛ إسرائيل ولدت في “سان ريمو”، وكان محقا في أنه حتى ذلك الحين كان “الميثاق” الذي اجتهد هرتزل لنيله من أجل دولة اليهود، ولم ينجح في نيله في حياته، بمثابة التزام حصري من الحكومة البريطانية، بينما في مؤتمر “سان ريمو”، الذي ولد دولا غير قليلة، منح الحق في إقامة ذاك “الوطن القومي” إياه”.
ورأى أن “الحل السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين سيكون تحقيقا لفكرة الدولتين، التي ولدت بعد بضع سنوات من ذلك، ولم يكن بوسعها أن تقوم إلا على أساس حق اليهود في وطن قومي، ولكن من يدعي أن مجرد قيام مثل هذا الوطن يتعارض مع القانون الدولي، يجدر به أن يراجع قرارات مؤتمر سان ريمو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى