أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

قراءة في مذكرة الدكتور محمود محارب (دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة) (9)

طه اغبارية
خاتمة
ختم الدكتور محمود محارب هذه المذكرة بهذا الباب الذي حمل العنوان “خاتمة” وتحت هذا العنوان إليكم أهم ما ورد فيه:
(لقد تبنى الحزب الشيوعي الإسرائيلي الرؤية والراوية الصهيونيتين لحرب 1948) –محارب-
(… وشارك الحزب الشيوعي الإسرائيلي وأنصاره في حرب 1948 في صفوف البلماح والهاغاناة والجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية، وفي تنفيذ خطة “دالت”، وفي احتلال المدن والقرى الفلسطينية وطرد الفلسطينيين منها) –محارب-
(وقد ارتكبت الهاغاناة والبلماح والجيش الإسرائيلي، وفق ما ذكره المسؤول عن الأرشيف الإسرائيلي 110 مجازر في حرب 1948، وكان أعضاء الحزب الشيوعي الإسرائيلي يقاتلون في صفوف البلماح والهاغاناة والجيش الإسرائيلي، وشاركوا في ارتكاب المجازر) –محارب-
(لم يعترف الحزب الشيوعي الإسرائيلي بحدوث هذه المجازر ولم يحتج على أي منها، رغم أنه كان يعرف عنها كما كان يعرف عنها جميع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى) –محارب-
(وكذلك شارك جنود الحزب الشيوعي الإسرائيلي وضباطه في الحرب في توسيع حدود الدولة اليهودية إلى خارج حدود التقسيم، وفي احتلال أراض تابعة للدولة العربية الفلسطينية وفق قرار التقسيم ورفض الحزب الشيوعي الإسرائيلي إنسحاب إسرائيل منها) –محارب-
(وانتقد الحزب الشيوعي الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية بشدة لتقصيرها في احتلال مناطق تقع خارج المنطقة المخصصة للدولة اليهودية وفق قرار التقسيم كان بإمكانها احتلالها، مثل عدم إصدار الأمر باحتلال البلدة القديمة في القدس العربية) –محارب-
(وانتقد الحزب الشيوعي الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية بشدة لانسحابها من مناطق عربية تابعة لدول عربي احتلتها مثل انسحابها من سيناء والعريش عام 1948 تحت الضغط البريطاني والأمريكي) –محارب-
(وأيد الحزب الشيوعي الإسرائيلي بشدة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وساهم خلال الحرب بكل طاقاته في تنظيمها وفي تنظيم الهجرة اليهودية المقاتلة من دول أوروبا الشرقية) –محارب-
(وشارك الحزب الشيوعي الإسرائيلي في توطين المهاجرين اليهود في المدن والقرى الفلسطينية التي هجّرت الهاغاناة والبلماح والجيش الإسرائيلي أصحابها الفلسطينيين منها) –محارب-
(وشارك الحزب الشيوعي الإسرائيلي كذلك في المبادرة وفي تنظيم استيلاء المهاجرين اليهود على الممتلكات والأراضي العربية الفلسطينية ورفع شعار “الأرض لمن يفلحها” بعد طرد أصحابها العرب الفلسطينيين منها) –محارب-
(تخلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي بسرعة مذهلة عن المطالبة بتطبيق قرار التقسيم المتعلق بإقامة دولة عربية فلسطينية… وأخذ يتعامل مع القضية الفلسطينية بوصفها صراعا بين دولة إسرائيلية من ناحية والدول العربية من ناحية أخرى) –محارب-
(… وتبنى الحزب الشيوعي الإسرائيلي الرواية الصهيونية في أسباب اقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم من مدنهم وقراهم الفلسطينية، ونفى أن تكون الحركة الصهيونية وقواتها العسكرية هي التي هجّرت الشعب الفلسطيني من وطنه، واتهم عوضا عن ذلك الضحية الفلسطينية وحمّلها مسؤولية التهجير) –محارب-

من ارتدادات هذه الخاتمة في هذه المذكرة
يتبين لكل عاقل بعد قراءة سلسة المقالات التسع، وبعد قراءة هذه الخاتمة التي كتبها الدكتور محمود محارب في العمق ما يلي:
لم يدع الحزب الشيوعي الإسرائيلي أية جريمة إلا وارتكبها في حق فلسطين والشعب الفلسطيني.
لم يدع هذا الحزب أية وسيلة إسناد إلا وقام بها لدعم إقامة دولة يهودية في فلسطين.
فهو الحزب الذي كرّس بوقه الإعلامي، وهو الحزب الذي استغل علاقاته مع الاتحاد السوفياتي وسائر دول أوروبا الشرقية، لإسناد إقامة دولة يهودية في فلسطين بقوة السلاح ولغة الحرب وتهجير شعبنا الفلسطيني.
وهو الحزب الذي ساهم بالاستيطان في البلدات الفلسطينية والاستيلاء على بيوتها وأرضها بعد تهجير أهلنا منها، وعلى سبيل المثال فقد استوطن الرفاق المناضلون بعد تسريحهم من الجيش الإسرائيلي في بلدتي إجزم والجاعونة.
وهو الحزب الذي أمدّ مشروع إقامة دولة يهودية في فلسطين بالسلاح والمهاجرين، والخبرات العسكرية والمهاجرين المقاتلين.
وهو الحزب الذي أقام معسكرات تدريب للمهاجرين اليهود في دول أوروبا الشرقية.
وهو الحزب الذي شيطن المقاومة الفلسطينية والعربية، ووصفها بنعت “عصابات” و”عصابات المفتي” و”عصابات المشاغبين” و”عصابات الرجعية العربية”.
لذلك فيمكن اعتبار الحزب الشيوعي الإسرائيلي أنه حزب صهيوني بامتياز، وحزب احتلالي بامتياز، وحزب إحلالي بامتياز.
كانت عيون هذا الحزب على القدس القديمة طامعا باحتلالها، مما يعني أنه كان طامعا باحتلال المسجد الأقصى المبارك.
وهو الحزب الذي تجرأ واعتبر نكبة فلسطين مجدا تاريخيا سيسجّل في صفحات الشعب اليهودي وفق ادعائه.
هو الحزب الذي انخرط رفاقه المناضلون بالآلاف في الهاغاناة والبلماح والجيش الإسرائيلي.
هو الحزب الذي نادى بالتحالف مع سائر الأحزاب الصهيونية، ثم نادى بإقامة جبهة وطنية صهيونية، ثم نادى بإقامة حكومة مؤقتة، ثم انخرط في لعبة الكنيست كركن أساس منها.
هو الحزب الذي استغل جدلية الصراع بين بريطانيا وأمريكا من جهة وبين الاتحاد السوفياتي وسائر دول أوروبا الشرقية من جهة أخرى، لإسناد إقامة دولة يهودية في فلسطين.
هو الحزب الذي واصل شرعنة الرواية الصهيونية ومشروع إقامة دولة يهودية في فلسطين، وتحويل الشعب الفلسطيني الضحية إلى متهم.
لكل ما ورد أعلاه فإن شعار “دولتين لشعبين” هو أكبر كذبة روّج لها هذا الحزب، إذ انه في الوقت الذي كان يروّج فيه هذه الكذبة كان يواصل المطالبة بالتوسع باحتلال سائر الأرض الفلسطينية واحتلال القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك، واحتلال ما أمكن من أراضي الدول العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى