أخبار رئيسيةمقالاتومضات

سألوني لماذا تكتب عن الشيخ رائد باستمرار؟ كيف كان الردّ؟

الإعلامي أحمد حازم

طوال فترة حياتي الصحفية التي مضى عليها أكثر من نصف قرن، تجولت خلالها في معظم دول العالم بما فيها كافة الدول العربية، ولا سيما دول أزمات عربية وغير عربية، كانت المصداقية دائمًا الأساس لكل ما أكتبه.

هكذا تعلمت من أساتذتي الكبار في الصحافة والسياسة أمثال الراحليْن غسان كنفاني، شفيق الحوت وغيرهما من كبار الصحفيين الفلسطينيين  واللبنانيين الذين يعود الفضل لهم جميعا للمستوى الصحفي الذي وصلتُ إليه.

ولم استخدم في مقالاتي أسلوب التجريح أو الإهانة مهما كانت الخلافات بيني وبين آخرين، فهذا بالنسبة لي أمر مرفوض وغير مقبول.

بشكل عام أنا شخصيًا أحترم الرجال الوطنيين وأقدرهم وأرى واجبًا عليّ الوقوف الى جانبهم في كل مرحلة حرجة يمرون بها أو يتعرضون للتمادي. فكيف أسكت على “قلة احترام” بحق شيخ فاضل وقامة وطنية مثل فضيلة الشيخ رائد صلاح “شيخ الأقصى” رجل الإصلاح المجتمعي، والرجل المعروف بمواقفه الوطنية فلسطينيا وعربيا ودوليا. صحيح أني لست محاميًا عنه وهو ليس بحاجة لي للدفاع عنه، لكن الرجال مواقف، “وبدك مين يفهم”.

أحد مشاهير المجتمع العربي (أعتذر عن ذكر الاسم لكنه يعرف نفسه عندما يقرأ المقال) كتب لي قبل سنوات قليلة على الواتس أب، ردا على مقال لي حول الشيخ رائد، يتهمني بعدم الانصاف وبأني غير عادل، وأنني أتعامل في مقالاتي على طريقة “ناس بزيت وناس بسمنة” حسب قوله، وهو يلمح بالطبع لمقال لي وقتها حول الشيخ رائد. وسألني عن سبب عدم كتابتي أي شيء إيجابي عن منصور عباس. فأجبت صاحبنا: “وهل توجد إيجابية بمن اعترف بقانون القومية؟”. طبيعي “اللي بدق الباب بسمع جواب”.

“شيخ!!” آخر أترفع عن ذكر اسمه، قال لي “يا أستاذ أحمد ليش بتكتب دايمًا عن الشيخ رائد”. فسخرتُ من كلامه وقلت له: “أنا أتحداك أنت وغيرك أن تذكر لي مقالًا كتبته عن الشيخ رائد بدون سبب”. وقلت له: عندما يعتقل الشيخ رائد فمن الواجب المهني والأخلاقي أن أكتب عنه، وعندما يتحرر من الاعتقال، فلزاما عليّ كصحفي كتابة مقال، وعندما يدعو الشيخ لمؤتمر صحفي، لا بد من الكتابة عنه استنادا للمهنية، وكيف أتأخر في كتابة مقال عنه إذا تقدم بمبادرة.

بتاريخ 22/05/25 كتبت مقالًا بعنوان “فعلًا ضربة معلم… واحد صفر أيمن عودة”، تطرقت فيه بإيجابية عن اقتراح قانون قدمه أيمن عوده خلال جلسة الكنيست ينص على “تجريم إنكار النكبة، يهدف إلى الاعتراف الرسمي بالنكبة الفلسطينية كمأساة تاريخية وقعت عام 1948، وتجريم محاولات إنكارها أو التقليل من شأنها في الحيّز العام”. وقد ذكرت في المقال “ان أيمن عودة أقدم على “ضربة معلم” خصوصًا في هذه الأيام التي نعيش فيها الذكرى السابعة والسبعين لنكبة 48 وهي الذكرى نفسها التي يعتبرونها هم “يوم الاستقلال”. يعني يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا. وقلت في المقال “أنا لست شيوعيًا ولست جبهويًا، لكيلا (يتهمني) أحد بالانحياز بسبب تحليلي لاقتراح النائب أيمن عودة في الكنيست”. لكن، مهنيًا ووطنيا، كان لا بد من أن يكون لي موقف. وهكذا فعلت.

وفي السابع من شهر تموز الماضي كتبت مقالًا بعنوان “تصريحات منصور عباس… حقد أو شماتة أم كلاهما؟”، دافعت فيه أيضًا عن أيمن عودة الذي تعرض إلى لذعات لئيمة من منظّر الحركة الإسلامية (الجنوبية) منصور عباس في الموقف الذي اتخذه إزاء قضية المطالبة بإبعاد عودة عن الكنيست. اسمعوا ما قاله عباس عن أيمن عودة في مقابلته مع القناة 12 بشأن محاولة إقالة عودة: “إن النائب أيمن عودة كان أكثر من حرّض ضدي، وأكثر من سعى إلى تخويني، وعمل ليلًا ونهارًا على إسقاط الحكومة التي كنا جزءًا منها – تلك الحكومة التي كانت الأولى والوحيدة التي بدأت فعليًا بمعالجة قضايا المجتمع العربي….”.

والغريب في الأمر لم يسألني أي أحد لماذا أكتب عن أيمن عودة. وعندما أكتب عن الشيخ رائد يكثر الزعيق و”تفيع الدبابير”، ويكثر القيل والقال، فقط لأنه الشيخ رائد. كفى هرطقات وسخافات.

كلمة أخيرة أود قولها للذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة: أنا صحفي وطني فوق الحزبية، لكني أدافع عن ديني وقضيتي ومجتمعي بكل ما أستطيع، وأقف مهنيا إلى جانب كل من يعمل بإخلاص لقضيتي وشعبي. “واللي مش عاجبو يضرب راسو بالحيط” هذا إذا كان له راس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى