
(15)
كنايات بدأت بلفظة بنات
بَناتُ الدَّهْرِ: كناية عن النوائب والمصائب والشدائد، حمانا الله وإيّاكم، يقول الشاعر ابن الزبعرى، مؤكّدا على زوال كلّ نعيم، وأن دوام الحال من المُحال، وينبّه أن لا أحد من الخلق يهرب من الشدائد والمصائب، ولا بدّ أن يتذوّقها:
كُلُّ عَيشٍ وَنَعيمٍ زائِلٌ وَبَناتُ الدّهرِ يَلعَبْنَ بِكُلّْ
بَناتُ الْخُدُورِ: كناية عن الفتيات العذارى المستترات في خدورهنّ. والخِدْرُ: هو سترٌ أو غرفة داخليّة في البيت، وغالبًا ما تكون أبعد الغرف وأكثرها خصوصيةً؛ لحفظ حياء المرأة. ومنه الحديث الذي رواه الشيخان: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها.”
وهناك قصيدة “فتاة الخِدْرِ” للمنخّل اليشكريّ، يسرد فيها المنخّل علاقته مع المتجرّدة زوجة النعمان بن المنذر، منها:
وَلَقَـــدْ دَخَلْتُ عَلَى الفَتَاةِ الخــدْرَ فِي الْيَوْمِ الْمَطِيرِ
الْكَاعِـبِ الْحَسْـنَاءِ تَرْفُلُ فِـي الدِّمَقْسِ وَفِي الْحَرِيرِ
بَنَاتُ التَّنَانِيرِ: كناية عن أرغفة خبز الطابون. والتنّور هو نوع من أنواع الأفران الطينيّة، التي يخبز بها الخبز، وبعض المأكولات الأخرى. وفي القرآن الكريم: ” حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ…” (هود، 40)
بَنَاتُ الصُّدُورِ: كناية عن الهموم والوساوس. يقولون: ضاقت به بَنَاتُ الصَّدْرِ؛ أي أشغل باله الهمّ والحزن.



