اغتيال إسرائيلي في النصيرات يهدد بنسف الهدنة الهشة في غزة

في تصعيد خطير يهدد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، عن تنفيذ عملية اغتيال استهدفت من وصفه بـ”مسلح من تنظيم الجهاد الإسلامي”، وذلك في هجوم جوي “مركز” على منطقة النصيرات وسط القطاع.
ويُعدّ هذا الاغتيال الأول من نوعه الذي يُعلن عنه رسميًا منذ بدء سريان الهدنة، ما اعتبر تصعيدًا خطيرًا قد ينسف الاتفاق الهش الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية في 10 أكتوبر/تشرين الأول، عقب “قمة شرم الشيخ للسلام” التي رعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وكان الاتفاق قد أنهى حربًا مدمرة استمرت لعامين، وبدأت بموجبه أولى خطوات التنفيذ عبر تبادل للأسرى والمحتجزين وتدفّق محدود للمساعدات الإنسانية.
ولضمان تثبيت الهدنة، أعلنت الولايات المتحدة هذا الأسبوع عن اكتمال إنشاء “مركز التنسيق المدني العسكري” في كريات جات، بمشاركة نحو 200 جندي أمريكي، بهدف مراقبة وقف إطلاق النار والانتهاكات من كلا الطرفين.
إلا أن عملية الاغتيال الجديدة تمثل أول اختبار حقيقي لمدى فاعلية هذه الآلية الأمريكية، وتضع الوسطاء الإقليميين – مصر وقطر وتركيا – أمام تحدٍّ مباشر لضمان استمرار الهدنة.
في المقابل، اتهمت حركة حماس الاحتلال بارتكاب “خروقات متكررة” أدت إلى استشهاد 90 فلسطينيًا منذ بدء الهدنة، بينما اتهم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الحركة بـ”المماطلة” في ملف تسليم الجثامين.
ووفق بيان جيش الاحتلال، فإن الهجوم نُفّذ “بقيادة قيادة الجنوب وباستخدام طائرات سلاح الجو في منطقة النصيرات”، وزعم أن المستهدف “كان يخطط لتنفيذ عملية ضد قوات الجيش الإسرائيلي في وقت قريب”.
وجاء هذا الهجوم بعد أيام فقط من قصف طائرات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في المخيم نفسه، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين.
ويرى مراقبون أن هذه العملية تشكل تحديًا مباشرًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتأتي استجابة لضغوط من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
كما تضع التطورات الأخيرة الإدارة الأمريكية في موقف حرج، إذ تأتي بعد يوم واحد فقط من تصريحات مسؤولين أمريكيين أكدوا فيها أن واشنطن “ستنخرط بعمق في كل ما سيجري في قطاع غزة”.
وبهذا التصعيد، يقف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على حافة الانهيار، وسط ترقب واسع لردّ فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي، على اغتيال أحد عناصرها.


