اسرائيل تعتقل أكثر من ألف مواطن في ليلة واحدة بطولكرم

شن الجيش الإسرائيلي، منذ أمس الخميس، عدوانًا واسعًا على مدينة طولكرم، أسفر عن اعتقال أكثر من ألف شخص من أهالي المدينة، وفق ما أعلن محافظ طولكرم، عبد الله كميل، اليوم الجمعة. وتضمن العدوان حصارًا مشددًا وعمليات دهم واقتحام للمنازل واعتداءات على السكان، خاصة على الأطفال والنساء.
وفي بيان صحفي، قال كميل إن “جيش الاحتلال يواصل عدوانه الموسع على طولكرم، ويشمل اعتقالات تعسفية جماعية وظالمة، حيث تم اعتقال أكثر من ألف مواطن يوم الخميس، إلى جانب اقتحام المنازل وتحطيم محتوياتها”.
وأكد أن “ما يحدث في المدينة، الواقعة شمالي الضفة الغربية المحتلة، هو جزء من سياسة ممنهجة للاحتلال منذ بداية العدوان في 27 كانون الثاني/يناير الماضي، ويهدف إلى محاولة كسر صمود الشعب الفلسطيني وإرادته”.
وطالب كميل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، بالتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على محافظة طولكرم وأهلها. وناشدهم “بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، والعمل بشكل عاجل لوقف هذه الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومحاسبة الاحتلال على جرائمه”.
واستمر الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي في فرض حصار مشدد على طولكرم، الذي ترافق مع حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية بحق عشرات الشبان، بعد دهم منازلهم وتفتيشها. وكانت الحملة قد جاءت بعد إصابة جنديين إسرائيليين بجروح طفيفة إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبة عسكرية في محيط المدينة.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الجنديين أصيبا نتيجة مرور مركبة عسكرية من نوع “بانثر” فوق عبوة ناسفة قرب معبر نيتساني، بينما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بفرض طوق أمني على منطقة طولكرم إثر الانفجار.
وفي إطار العمليات العسكرية، أغلقت القوات الإسرائيلية البوابات الحديدية عند مدخلي المدينة الجنوبي والشرقي، مما حال دون مرور المركبات.
كما داهمت المحال التجارية والمقاهي في وسط المدينة، واعتقلت كل من وجد داخلها أو في مركباته، وأجبرتهم على السير مشيًا في طوابير طويلة إلى بوابة حاجز “خضوري” العسكري. كما استولت القوات على تسجيلات كاميرات المراقبة بعد مداهمة عدد من المحال التجارية، ودفعوا بمزيد من الآليات العسكرية والجرافات إلى المدينة.
من جانبها، أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، بالتعاون مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، مسؤوليتهما عن تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار استهدفت آلية للجيش الإسرائيلي قرب حاجز “نتساني عوز” غرب طولكرم.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك طولكرم، منذ بداية العام الجاري.
وفي الوقت الذي يواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية والقدس تنفيذ اعتداءاتهم، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1020 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 19 ألفًا، وفقًا للمعطيات الفلسطينية.



