عرّابة: أمسية إيمانية بمناسبة المولد النبوي الشريف

نظّمت دعوة أحفاد الصِّدّيق في عرّابة وحركة الدعوة والإصلاح مساء اليوم الجمعة 29.08.2025 أمسية إيمانيَّة مباركة في ساحة مسجد عثمان بن عفّان– حي الحريقة، وذلك بمناسبة ذكرى المولد النبويّ الشريف، وسط حضور إيمانيّ مهيب من عرّابة والمنطقة، جمع الأهالي والطلاب والأطفال والنساء في أجواء روحانية عامرة بذكر الله والصلاة على النبي ﷺ.
تولّى عرافة الأمسية الشيخ معين الصح– إمام وخطيب مسجد عثمان بن عفّان.
ابتدأت الأمسية بآياتٍ مباركة من الذِكر الحكيم تلاها الطالب الجامعيّ نضال نصّار، بصوتٍ خاشع ملأ القلوب سكينة وإيمانًا.
تلتها فقرة تكريم للطالبة الحافظة لكتاب الله تعالى: طيبة واصف نعامنة، حيث تمّ تكريمها برحلة عُمرة، مُقدمة من دعوة أحفاد الصِّدِّيق، إضافة إلى جوائز قيّمة أخرى، منها: قسيمة شراء بقيمة 1000 شاقل مقدمة من محلات كواترو بإدارة السيد سرحان نصّار، وقسيمة شراء أخرى بقيمة 500 شاقل مقدمة من محلات مارشملو ومدام جوزيل.
ثمَّ كانت الكلمة الرئيسية لفضيلة الشيخ الدكتور مشهور فواز، رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني، حيث قدّم محاضرة قيّمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تناول فيها السيرة النبوية العطرة ودلالاتها العميقة في واقع الأمة اليوم، مؤكدًا أنّ محبة النبي ﷺ ليست شعارات تُرفع، بل التزامًا عمليًا بطاعته واتباع هديه في حياتنا، وأنَّ العودة الصادقة إلى سُنَّة الحبيب المصطفى ﷺ هي السبيل لنهوض الأمة وعِزّتها، فعودة الأمة إلى ربِّها تبدأ من محراب الفجر، ومن اتّباع نور النبي ﷺ، لتبزغ فجر النصر.
وبيَّن فضيلة الشيخ الدكتور مشهور فواز حفظه الله، مكانة صلاة الفجر وعلاقتها بنصر الأمة، مستعرضًا قصصًا من السيرة النبويّة الشريفة والتاريخ كصلاح الدين الأيوبي وبشارات الخندق.
فصلاح الدين الأيوبيّ دخل يومًا المسجد الأموي فرأى صفّين فقط من المصلّين في صلاة الفجر، فقال بأنَّ المعركة مع الصليبيين لا تزال بعيدة ما دُمنا بعيدين عن صلاة الفجر… ثُمَّ أخذ يحرّك الناس نحو صلاة الفجر جماعة وفضلها ويذكّرهم بها، حتى جاء يومٌ تأخّر فيه صلاح الدين عن صلاة الفجر، فلم يجد مكانًا في المسجد ليصلي بسبب الازدحام، وصلّى خارج المسجد، فقال: الآن اقترب تحرير المسجد الأقصى المبارك من الصليبيين.
وكذلك نبينا محمد ﷺ، وهو مُحاصَر مُطارَد في غزوة الأحزاب (الخندق)، ضرب الصخرة العظيمة ثلاث مرات، وبشّر أصحابه بفتوحات الشام وفارس واليمن، وهو في أحلك الظروف. لقد زرع في قلوبهم اليقين بأنَّ وعد الله حقّ، وأن الفرج يولد مع الفجر.
فلنقتدِ برسولنا الكريم ﷺ، ولنقتبس من يقينه وصبره، ولنأخذ من صلاح الدين درسه العظيم، ولنُدخل الفرح في هذه الذكرى العطرة بالعودة إلى الصلاة، وخاصة صلاة الفجر جماعة، ولنذكّر بعضنا بعضًا بها، فهي بداية النصر وبشارة التمكين.
فأبشروا يا أهلنا في غزة الصامدة، ابشروا يا أهلنا في سوريا، وفي العراق، وفي اليمن وفي كلّ بلدان المسلمين، فإنَّ بعد العسر يُسرًا…
ومسك الختام كان مع فقرة تكريم الطلاب المشاركين في مسابقة الفجر، الذين واظبوا على صلاة الفجر جماعة طوال شهر آب، وبلغ عددهم 63 طالبًا.
نال أصحاب المرتبة الأولى جائزة مالية بقيمة 400 شاقل لكلِّ مشارك.
فيما حصل أصحاب باقي المراتب على جوائز قيّمة ومتنوعة، تشجيعًا لهم على الاستمرار والثبات على هذه الطاعة.



