الإعلام المصري: إكذب إكذب حتى يصدقك الناس
توفيق محمد
يشنّ الإعلام الرسمي المصري ومن دار في فلك عداء الإسلاميين والإسلام مؤخرا حملة ممنهجة ضد الشيخ رائد صلاح في محاولة بائسة يائسة لإطلاق تهم لا أساس لها من الصحة عبر الإفتئات والكذب والتدليس الممنهج والمتكرر والمتواصل من أساطين الماكنة التضليلية المصرية التي تتلقف وتنفذ ما يلقى إليها من مهمات.
فتراهم يصرخون عبر قنواتهم الفضائية ويشتمون ويهذون بما هم يعرفون أنه باطل وكذب وافتئات وتدليس وبهتان، ولكنهم مأمورون بتلقف ما يلقى إليهم من أولياء نعمتهم وتكراره مرة بعد مرة في مسعى وضيع منهم للتشكيك بالقدوات والمُثُلِ العليا التي يعتبرها الناس من أواخر ما تبقى لهم من قيادات مخلصة ونقية ذات صفاء إيماني وديني ووطني على مستوى الأرض والشعب والوطن والأمة.
بدأت هذه الحملة منذ مشاركته (الشيخ رائد) في الوقفة التي دعا اتحاد الأئمة في الداخل الفلسطيني، أمام السفارة المصرية في تل أبيب، احتجاجا على استمرار إغلاق معبر رفح ومنع وصول المساعدات الإنسانية لأهلنا وشعبنا في غزة.
وكما هو معلوم فإن أصل الاتفاق (كامب ديفيد) نصّ على إقامة معبر رفح، ورغم أنّ النظام المصري الأسبق للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان يغلق المعبر بشكل دائم منذ عام 2007 إلا أنه بعد الثورة المصرية وفي ظل رئاسة الرئيس الشهيد محمد مرسي تمّ فتح المعبر بشكل دائم حتى حدث الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي حيث أُعيد إغلاق المعبر بشكل نهائي.
أقول إنه منذ تلك الوقفة يشنّ الإعلام المصري ومن دار في فلك العداء للإسلاميين والإسلام -عبر الهجوم على رموزه- حملته تلك، لكني أعتقد أنها الفرصة التي تلقفها هؤلاء بغية تنفيذ الأوامر والطلبات القادمة من تل أبيب في محاولة لتشويه سمعة القيادات الإسلامية وقتل شخصية القدوات في أذهان أبناء الأمة، فكما يعلم الجميع فإن الشيخ رائد صلاح، أصلا، ملاحق إسرائيليا بشكل غير مسبوق بتاتا، فهو ملاحق في النفس الذي يتنفسه، ولا يكاد ينشئ أي مشروع لخدمة أبناء شعبه حتى تقوم المخابرات الإسرائيلية بإعلانه خارجا عن القانون تنفيذا لتهديدها له يوم خرج من السجن بأنها ستلاحق أي مشروع يؤسسه ما لم يوافق على المشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي.
ولمّا قال لهم إنه يريد أن يخدم أبناء شعبه، أعادوا القول: إن ذلك ممكن فقط إذا شارك في انتخابات الكنيست، وبتنا نرى نتائج هذه السياسة اليوم عبر إخراج لجان إفشاء السلام المنبثقة أصلا عن لجنة المتابعة عن القانون لأنه كان رئيسا لها، ومن ثم إصدار تعليمات لمديري المدارس العربية بعدم استقباله في المدارس في مسعى متواصل من المخابرات الإسرائيلية لتغييب الشيخ رائد صلاح عن هموم أبناء شعبه، وبالتالي تغييب ما يمثله من مبادئ وقيم نبيلة شريفة وإسلامية نقية، ووطنية صادقة عن أبناء شعبه، وفسح المجال على أوسع الأبواب لكل ما هو نقيض ذلك.
ومن أجل تتمة الدور المحلي وجعله دورا إقليميا وعالميا جاء دور كهنة وسحرة الإعلام المصري المأجور، وما يوازيه من وسائل إعلام عربية بالسعي لقتل شخصية القائد المحبوب والمثل الأعلى عبر بث الأكاذيب والافتراءات عليه وعلى إخوانه من قادة العمل الإسلامي ذوي الصفاء الإسلامي النقي والغيرة الوطنية الصادقة كالشيخ كمال خطيب، عبر المس بأعراضهم والطعن بصدق انتمائهم، كاتهامهم برفع العلم الإسرائيلي أمام السفارة المصرية في تل أبيب خلال تلك الوقفة، واتهام الشيخ رائد بأنّ له ابنة باسم “أيالا” وهي ناطقة بلسان الجيش الإسرائيلي وغير ذلك من “الأضحوكات” المكذوبة. إزاء ذلك فإن الحقائق الصارخة تقول:
1, إن من رفع العلم الإسرائيلي يوم تلك الوقفة هم مجموعة من متظاهري اليمين الذين جاءوا للاعتداء على الوقفة التي دعا لها اتحاد الأئمة والتي شارك فيها الشيخ رائد صلاح والشيح كمال خطيب، أمام السفارة المصرية في تل أبيب، وبالتالي فإن نشطاء اليمين هؤلاء الذين ينادون بأن تكون مصر جزءا من إسرائيل كما عبر عن ذلك نتنياهو قبل أسبوع خلال لقائه مع قناة i24 هم من جاءوا للدفاع عن السفارة المصرية رافعين الأعلام الإسرائيلية. هذه هي الحقيقة.
2. ليس للشيخ ابنة بهذا الاسم أصلا وكريمات الشيخ كلهن معروفات بحسن الخلق والدين والإنتماء الوطني والديني.
3. ما الذي يمكن أن تفعله سفارة مصر في تل أبيب في ظل حرب إبادة تشنها إسرائيل على غزة؟ ولماذا ما تزال أبوابها أصلا مفتوحة هناك؟ لماذا لم تغلق مصر سفارتها في إسرائيل، كما فعلت بوليفيا وكولومبيا وتشيلي، أم أن “عروبة” هؤلاء أكبر من “إنسانية” نظام السيسي.
4. عجيب غريب أن تسخر دولة كبرى تعتبر نفسها “أم الدنيا” ويساعدها في ذلك عدد من القنوات المحاربة للإسلام كدين، وللإسلاميين كقادة، كل ماكينتها الإعلامية، بل كل امبراطوريتها الإعلامية لبث الأكاذيب بحق قادة وأشخاص لا يملكون من وسائل الإعلام شيئا، ولا من الإمكانيات المادية والإعلامية ما يدافعون به عن أنفسهم، إنهم لا يملكون إلا اسمهم الشريف والنقي وماضيهم المشرق وحاضرهم المخلص لدينهم ووطنهم وشعبهم الذي يسعى لبناء مستقبل واعد لأمتهم، إنه ليس سوى الإفلاس الذي تعاني منه هذه الإمبراطوريات الإعلامية ودولها وهي تشن هذه الحملة الفاشلة، وهي تعلم أن قوة الصفاء والنقاء والانتماء للدين والوطن والأمة أقوى من كل أكاذيبهم، وقد لخص كل ذلك الشيخ رائد صلاح بقوله: إنه متوكل على الله، وتلا قوله تعالى: “فسيكفيكهم الله”.


