توقيع “ميثاق السلم الأهلي” في “الكعبية طباش الحجاجرة” والزرازير

طه اغبارية
جرى يوم الجمعة الفائت، توقيع “ميثاق السلم الأهلي في مسيرتنا الفلسطينية” في بلدتي “الكعبية طباش الحجاجرة” ، والزرازير، وسط أجواء احتفالية حضرها العديد من الأهالي والشخصيات الاعتبارية.
الكعبية طباش الحجاجرة
ففي بلدة “الكعبية طباش الحجاجرة”، شارك العشرات من الأهالي في حفل التوقيع على الميثاق وأكدوا ترحيبهم بمشروع إفشاء السلام الذي تقوم عليه لجان إفشاء السلام- المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا- برئاسة الشيخ رائد صلاح.
تولى إدارة منصة اللقاء، الشيخ عبد الكريم حجاجرة، رئيس “إفشاء السلام” في إقليم الغابة ونائب رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني، رحّب بالحضور وأكد أنّ إفشاء السلام هو واجب ديني ووطني امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”.
ثمّ رحّب رئيس المجلس المحلي في كعبية طباش الحجاجرة، السيد رافع حجاجرة بالحضور، مثمّنا دور القائمين على المشروع الذين وضعوا على رأس سلم أولوياتهم محاربة العنف، مؤكدا على ضرورة أن تتضافر الجهود كافة لمحاصرة العنف الذي وصل إلى كل مكان في المجتمع العربي. وختم رئيس المجلس بالتعهد أمام الحضور أن يُسخّر نفسه والموظفين من أخصائيين في المجلس من أجل إنجاح هذا المشروع العظيم. كما قال.
رئيس لجنة الإصلاح السيد خالد حجاجرة، حثّ في كلمته على افشاء السلام بين الناس تطبيقا لمبادئ الإسلام وامتثالا لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. مضيفا أن المشاحنات والنزاعات تقع بين الناس لذلك كان الإصلاح بين الناس فرضا وواجبا وهو صمام أمن وأمان لاستقرار المجتمع، ولفت إلى أنه جرى تشكيل لجنة إصلاح في “الكعبية، طباش الحجاجرة” قبل ثلاث سنوات تقوم على فض النزاعات بين الأهالي وهي مكونة من العديد من أهل الإصلاح في البلدة.
بدوره أعرب السيد ياسر طباش رئيس المجلس المحلي الأسبق، خلال مداخلته بالاحتفالية، عن تقديره لمشروع إفشاء السلام لأنه يترجم الحراك الحضاري لتعزيز السلم الأهلي في المجتمع العربي، كما أنه يترجم تعاليم ديننا الحنيف التي تنص على نشر السلام والمحبة بين الناس، معتبرا مهمة مشروع إفشاء السلام بـ “الخطوة المقدسة”.
الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام، قال في كلمته إن “هذا اللقاء هو لقاء فرح وسرور من أجل ان نحفظ لبيوتنا لآبائنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأبنائنا وبناتنا وجيراننا ان نحفظ لهم الأمن والأمان، وما اعظم هذه القيمة في هذه الأيام”.
وأضاف “أؤكد شكري لأخينا “أبو عدنان” رئيس المجلس المحلي على كلمته المباركة المشجعة وللأخ “أبو فادي” على كلمته الهادفة وأؤكد شكري للجنة إفشاء السلام المحلية ولجنة الإصلاح المحلية”.
وتابع “نشق طريقا لحياة فيها معاني السلم الأهلي والتراحم والتغافر فيما بيننا جميعا، نشق طريقا نطمع أن نحيي كل معاني القيم التي نحتاجها في حياتنا، بر الوالدين والمودة والرحمة بين كل زوجين قيمة الجيرة الصالحة والمعاملة الطبية بين أبناء كل بلدة. لا نريد منصبا ولا نريد جاها ولا نريد ان ننازع أحدا على دوره، بل نحن سند لكل من يمد يده لإفشاء السلام في مجتمعنا بالداخل، نحن من وراء كل لجنة اصلاح محلية أو قطرية، ندعم كل جهد مبارك، وشكرا للأخ أبو عدنان على تأكيده أن كل إمكانيات المجلس مسخرة من أجل افشاء السلام”.
وفي نهاية الاحتفالية قام الحضور بالتوقيع على الميثاق والتعهد بالعمل على ترجمة بنوده في واقع حياتهم ومجتمعهم.
الزرازير
وفي قرية الزرازير، وقع حشد من الأهالي الجمعة، على ميثاق السلم الأهلي، وتولى عرافة الاحتفالية الشيخ عثمان غريفات، وقال “نرحب بكم أجمل ترحيب ذلك أنكم ما قدمتم إلا حبا للسلم والسلام وحبا للمحبة والوئام ونبذا للعنف بكل وسائله وأساليبه”.
ودعا الله تعالى أن يثمر اللقاء خيرا على الأهل في الزرازير وسائر البلدات العربية في الداخل الفلسطيني.
ثم كانت كلمة للشيخ باسم غريفات باسم لجنة إفشاء السلام المحلية، مرحبا بالحضور، وأثنى على جهود الشيخ رائد ولجان إفشاء السلام داعيا إلى “توسيع دائرة السلم في هذا البلد المبارك (الزرازير)”. وأشار إلى أن العنف اجتاح الزرازير ككل بلدات الداخل الفلسطيني مؤكدا أن جهود الإصلاح تكللت بالنجاح وإبرام الصلح في أعقاب حادثتي قتل وقعت في البلدة وأن الجهود متواصلة من أجل ابرام الصلح بين المتخاصمين في حادثة قتل أخرى.
ثم تحدث الشيخ رائد صلاح عن أهداف مشروع إفشاء السلام، وقال “يشرفني أن أكون بينكم في هذا الاحتفال الذي تشهده السماء قبل الأرض والملائكة قبل البشر، فنحن الان نجتمع اجتماع قلوب قبل اجتماع الأجساد، واجتماع الإرادات والهمم والطموح والتفاؤل كي نسير بمجتمعنا ونصنع منه قارب نجاة لنا كما تؤكد على ذلك هذا الميثاق”.
وأضاف “نريد أن يفشو السلام بيننا كي يكون تربية لبيوتنا وعائلاتنا، وتربية في مساجدنا ومدارسنا ومؤسساتنا وكي يكون زينة في شوارعنا وحاراتنا وفي كل بلدة من بلداتنا”.
وتابع “نعتز ونفتخر اننا نحمل لأهلنا تجارة البلد الآمن والاحترام المتبادل بين الأهل المسلمين والأهل المسيحيين والأهل الدروز في دائرة كل مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، ومن ينظر إلى ذلك بعين العيب، فالعيب فيه وفي عينه وستبقى مسيرتنا مستمرة، نحمل هذه التجارة لتكون زادا لنا ولكم أيها الأهل.
نحمل في هذه التجارة كل الخير لكل أهلنا في كل مكان، لا نريد جزاء ولا شكورا، لا نريد تصفيقا ولا أضواء إعلام ولا هتافات تأييد ولا تقلد مناصب، نحن من أكثر الزاهدين بكل ذلك ونحن من أكثر الذين فروا من كل ذلك، إنما نريد ان تعود البسمة من جديد لأطفالنا والسعادة الزوجية بين الأزواج والمحبة بين كل أركان مجتمعنا”.
وفي نهاية الاحتفالية جرى التوقيع على الميثاق من قبل الأهالي في الزرازير والتأكيد على ضرورة تمريره وأخذ الالتزام ببنوده من كافة الأهالي.











