أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

الشيخ أسامة العقبي: فلتخرس أبواق التحريض على النقب وسائر الداخل الفلسطيني.. والمؤسسة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية العنف وفوضى السلاح

مظاهرة في 4/11 ضد حملة التحريض.. أمام المكاتب الحكومية في بئر السبع

مظاهرة في 4/11 ضد حملة التحريض.. أمام المكاتب الحكومية في بئر السبع

 

طه اغبارية

دعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب إلى مظاهرة يوم الخميس الموافق 4/11/2021 (الساعة 11:00 ظهرا)، أمام مجمع المكاتب الحكومية في مدينة بئر السبع، وذلك احتجاجا على حملة التحريض المسعورة التي تشنّها أبواق المؤسسة الإسرائيلية ضد عرب النقب والداخل الفلسطيني، ووفاء لروح المرحوم سعيد الخرومي، أحد قيادات لجنة التوجيه العليا.

كما حذّرت لجنة التوجيه من ازدياد وتيرة الترحيل والتهجير وهدم البيوت العربية في النقب.

وناقشت اللجنة الأربعاء، حملة التحريض العنصرية المنفلتة ضد الأهل في النقب التي يقودها عصابة من العنصريين والفاشيين لنزع الشرعية عن الأهل في النقب وتسهيل تنفيذ مخططات الترحيل والتهجير وهدم البيوت.

وعقدت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، اجتماعها الأول بعد وفاة عضو الكنيست الراحل سعيد الخرومي، حيث افتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة حداد على روحه وتلاوة الفاتحة.

لجنة التوجيه العليا لعرب النقب
لجنة التوجيه العليا لعرب النقب

وقال الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب في لقاء مع صحيفة “المدينة”، إن أهل النقب وديرة بئر السبع ضاقوا ذرعا بأبواق التحريض المسعورة التي تقوم بها قيادات سياسية ومخابراتية إسرائيلية ضد الوجود العربي في بئر السبع، وفي مقدمة هؤلاء المحرضين، رؤساء بلدية بئر السبع وديمونا وعومر.

وأشار إلى أن الإعلام العبري والشخصيات الإسرائيلية الموتورة يتهمون عرب النقب ببث العنف والجريمة، مؤكدا “يستغل هؤلاء الفاشيون كل حادثة عنف وكل جريمة مرفوضة بطبيعة الحال، من أجل التحريض على الوجود العربي في النقب، يبيحون دمنا ويدبرون لتفكيكنا في الليل والنهار، يقض مضاجعهم سفر الآلاف من أهلي في النقب إلى مدينة بئر السبع أو غيرها من المدن في الجنوب، وقد وصل الأمر بهم إلى التنكيل بشبابنا كما جرى قبل أيام من اعتداء على عدد من الشبان في مدينة بئر السبع. لكننا نقول لكل هؤلاء إن مدينة بئر السبع هي ديرتنا الإسلامية العربية الفلسطينية، وكل ما فيها يشهد على عمقها الحضاري المرتبط بتاريخ أمتنا وشعبنا”.

الشيخ أسامة العقبي
الشيخ أسامة العقبي

وأضاف: “ردّنا على المحرضين سواء كانوا ساسة أو رؤساء سلطات محلية أو صحافيين هو بدعوة أهلنا في النقب إلى المزيد من التواجد في بئر السبع ومن كان يملك منهم القدرة على اقتناء منزل هناك فليفعل، فالأرض أرضنا ومسجد بئر السبع الشامخ بمئذنته خير شاهد ودليل على روايتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية”.

وأوضح العقبي: “لا ننكر وجود نسبة قليلة جدا وشاذة تمارس العنف والإجرام، وهذه أعمال ندينها ونرفضها، لكن من يتحمل مسؤولية العنف المستشري في النقب وفي عموم داخلنا الفلسطيني، هو المؤسسة الإسرائيلية وشرطتها، لأنها تملك الآلية والأدوات للجم هذا العنف، وخير دليل على ذلك اعتراف قيادات في المؤسسة الإسرائيلية بأن انتشار السلاح غير القانوني مصادره من القواعد العسكرية”.

وأضاف: “سياسات تفكيك مجتمعنا ونشر العنف والاجرام نضعه في رقبة المؤسسة الإسرائيلية، التي لا تريد بنا خيرا، وتسعى من خلال تفكيك مجتمعنا إلى تمرير مخططات الترحيل ومصادرة أراضينا”.

وحذّر من تداعيات استمرار حملة التحريض على عرب النقب وأهل الداخل الفلسطيني عموما، وقال إن هذه الأجواء التحريضية قد تعود على أصحابها لأنها تحقن شبابنا بمزيد من الغضب والكراهية للمحرضين ومن يقف خلفهم.

وأرجع أسباب التحريض إلى سعي السلطات الإسرائيلية وأذرعها في النقب إلى إشاعة جو من الترهيب في صفوف الشبان، لا سيّما بعد هبتهم المباركة في شهر أيار/مايو انتصارا للقدس والأقصى وضد العدوان على غزة العزة واعتداءات المستوطنين على العديد من البلدات العربية والأهل.

وتابع العقبي قائلا: “عليهم أن يعوا أن شعبنا وأهلنا في النقب، لن يرضخوا للتخويف والترهيب وأجواء التحريض لا تفت في عضدهم أبدا. ستبوء كل مخططاتهم بالفشل بإذن الله، في ظل مرحلة جديدة بتنا فيها الوعي الوطني والديني راسخا في قلوب شباب النقب”.

ويجزم العقبي أن “الحركة الإسلامية قبل حظرها عام 2015، ممثلة بمؤسسة النقب للأرض والإنسان وغيرها من الجمعيات الفاعلة، ساهمت إلى حد بعيد في تذويت الوعي الديني والوطني عند أبناء النقب. لا شك أنه بغياب مثل هذا الجسم الفاعل بتنا نعاني من مظاهر اختراق كثيرة على يد جمعيات صهيونية وغيرها من الجمعيات الأمريكية والمتأسرلة التي تروج للخدمة المدينة والتجنيد في الجيش، ولكن أعود وأؤكد أنه حتى لو تمكنت هذه الأطراف من تحقيق اختراق ما لدى ضعاف النفوس، إلا أن الغالبية الساحقة من أبناء نقبنا الغالي، متمسكة بثوابتها الإسلامية والعروبية والفلسطينية وبوصلتها متجهة إلى القدس والأقصى وسائر هموم شعبنا الفلسطيني”.

حول موقفه من القرار الحكومي بإدخال جهاز الأمن العام (الشاباك) إلى البلدات العربية بزعم مكافحة الجريمة، شدّد الشيخ أسامة العقبي على “رفض هذا المخطط بكل ما فيه. لا يمكن أن نقبل بأن يعيدونا إلى أيام الحكم العسكري، اقحام المخابرات والجيش بزعم مكافحة الجريمة لن يجلب أمنا ولا أمانا، ودليل ذلك اعتراف عدد من قيادات الشرطة أن الشاباك يشغّل رؤساء عصابات الإجرام عند العرب”.

بالحديث عن الفراغ الذي تركه غياب المرحوم سعيد خرومي على النقب وأداء لجنة التوجيه العليا، أكد العقبي أن “الأخ الفاضل المرحوم سعيد الخرومي كان يعمل من أجل النقب بإخلاص من أي موقع، رغم اختلافنا معه طبعا في مسألة المشاركة في لعبة الكنيست. كنت ملازما لأخي المرحوم الخرومي في لجنة التوجيه العليا لعرب النقب من خلال المشاركة معا في العديد من الفعاليات المختلفة في النقب. وبكل صراحة أقول إن غيابه عن لجنة التوجيه العليا ترك فراغا كبيرا، وللأسف نرصد مؤخرا مناكفات لم تكن في السابق، بين القائمة المشتركة والقائمة الموحدة، كان المرحوم الخرومي صمام أمان في هذا الجانب، لأنه يهمنا في الدرجة الأولى أن يبقى العمل المشترك الوحدوي داخل هذه اللجنة. نعد بإذن الله أن نبقى على العهد بالتوفيق الدائم بين مكونات اللجنة لما فيه مصلحة نقبنا الغالي والتصدي لكل سياسات المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها السلطوية في النقب”.

في ختام اللقاء مع “المدينة”، توجّه الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا في النقب برسائل إلى: “رؤساء البلديات في بئر السبع وديمونا وعومر، نقول لهم: أنتم تسكنون على أرضنا العربية الإسلامية الفلسطينية، ولن ينفعكم كل نعيقكم التحريضي علينا، هذه أرضنا وسنبقى فيها حتى يرث الله الأرض ومن عليها. الرسالة الأخرى أوجهها إلى لجنة المتابعة العليا ورئيسها الأخ محمد بركة: لا تتركوا النقب وحيدا لا سيما في ظل الأجواء التحريضية والمخططات التي تريد اقتلاعنا من أرضنا، نريدكم معنا دائما في كافة الوقفات وندعوكم وندعو أهلنا جميعا في الداخل إلى مشاركتنا في المظاهرة المزمعة بتاريخ 4/11/2021 ضد التحريض والمخططات العنصرية الإسرائيلية. ثم أخيرا، أتوجّه إلى الأخوة في المتابعة بضرورة المساهمة في تثبيت أهل النقب على أرضهم من خلال تبني مبادرات عملية بما يشبه معسكرات التواصل مع النقب التي كانت تنظّمها وترعاها الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى