أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

الشيخ رائد صلاح يدخل السجن متمسكا بثوابته.. حذّر من أخطار محدقة بالقدس والمسجد الأقصى والوصاية الأردنية

طه اغبارية
قال الشيخ رائد صلاح إن دخوله السجن بظلمته وقيوده أفضل من سجون العبودية والمساومة على الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية.

وتحدث الشيخ رائد صلاح أمام حشد غفير من قيادات وأبناء الداخل الفلسطيني، قبيل دخوله إلى المعتقل الإسرائيلي لتنفيذ حكم بالسجن 28 شهرا في “ملف الثوابت” انقضى منها 11 شهرا في فترة سابقة.

وقال “نحن جميعا كل الحضور وكل من يشاهدنا الآن نحن المنتصرون انتصارا كبيرا بالضربة القاضية على المؤسسة الإسرائيلية في هذه المعركة القضائية، المؤسسة الإسرائيلية وضعتنا بين خيارين، إمّا أن نختار سجن الحرية، وإما ان نختار سجن العبودية، سجن الحرية فيه قضبان وقيود وظلمة ولكن فيه الانتصار الدائم لثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، سجن العبودية قد يكون فيه قصور ولكن فيه والعياذ بالله أن يخلع الإنسان وأن يتجرد عن كل ثوابته الإسلامية العروبية الفلسطينية، وهذا ما لا نقبله لأنفسنا ولا لأي حر ولا لأي حرة على صعيد شعبنا الفلسطيني وعالمنا العربي وأمتنا الإسلامية، على صعيد الحكام وعلى صعيد الشعوب”.

وتوجّه شيخ الأقصى في مستهل كلمته بالشكر لوالدته “أم محمد” وزوجه “أم عمر” وإخوانه وأخواته وأبنائه وبناته على صبرهم طوال سنوات ملاحقته من قبل المؤسسة الإسرائيلية.

كما توجه بالشكر إلى لجنة المتابعة ممثلة برئيسها الأستاذ محمد بركة وقال إنها “عنواننا الأول والأخير” كما شكر الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة وكافة أعضائها على مواكبتهم الملف طوال جلسات المحاكم.

وقال “أنا لم انتصر لشخصي الذي انتصر هو “أخونا أبو السعيد” بموقفه الكبير، الذي انتصر هو الشيخ كمال خطيب بموقفه الكبير، الذي انتصر انتم أيها الحضور الكرام، يا أهلنا رجالا ونساء، أيضا نقدم شكرنا الخالص لكم، واسمحوا لي باسمكم جميعا أن نخص بالذكر شكرنا الكبير للأخوة والأخوات من القدس المباركة الذين يعيشون بيننا الآن”.

وتابع بالقول: “خلال هذه الأيام التي سمح لي ان اتحدث فيها عبر وسائل الإعلام، هناك ملايين من أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني في كل الدنيا، يعتبروننا جميعا أمناء على القدس والاقصى المباركين وعلى كل ثوابتنا الشرعية والوطنية في فلسطين وفي كل أكناف المسجد الأقصى، نحن مطالبون أن نكون على مستوى هذه الأمانة، حتى نحفظها، كل مسلم وكل عربي يرفع رأسه بكم، ويهتف ويردد ما تقولون أنتم مدرسة حرية مدرسة كرامة مدرسة صمود في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، كيف لنا ان نتنازل عنه، لن نتنازل عنه، من يريد أن يضغط علينا بلغة السجون حتى نتنازل عنه، نقول خسئت نحن هنا باقون بثوابتنا، أرجوكم ان نواصل هذا الطريق ولا نحني رؤوسنا إلا لله رب العالمين”.

وقال “آدابنا الإسلامية شهامتنا العربية نخوتنا الفلسطينية تقول للقاصي والداني، حكاما وشعوبا، تقول لهم لا تدخول البيوت إلا من أبوابها، العار على من يريد يدخل القدس من باب الاحتلال الإسرائيلي العار لمن يريد أن يدخل الأقصى من باب الاحتلال، المطلوب ان تتأدبوا مع أدبنا، للقدس باب نحن من باب القدس للمسجد الأقصى باب نحن باب الأقصى، مرحبا بكم بشرط ان تدخلوا القدس من بابنا ومعنى ذلك عندما نبشركم بزوال الاحتلال الإسرائيلي تفضلوا حينها اهلا وسهلا عندها ولكن قبل ذلك، الله العظيم سيغضب وغضبه شديد وعقابه شديد على من بات اليوم يريد الدخول من باب الاحتلال الإسرائيلي، قد يظنون انهم بهذا التطبيع سيعطون شرعية لوجود الاحتلال الإسرائيلي، نقول لهم انتم مساكين لسبب واحد، الذي يعطي الشرعية هو نحن، نحن الصامدون في أرضنا نحن الذين ننزع الشرعية عن كل باطل مفسد”.

وأضاف: “لا بديل عن السير في طريق الأحرار، وعلينا ان لا نميل إلى هوى الخلق حتى لا نقع في العبودية”.

وقال: “الان الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى في امتحان كبير، والأيام القريبة ستوضح لكم ما أقول، نتمنى لهذه الوصاية نجاحا ينصر ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، الاحتلال غول وهو لا يشبع وأطماعه لا تتوقف، الهمسات التي بتنا نسمعها هي أخطر بكثير من التقسيم الزماني والمكاني، لذلك هذه الوصاية بامتحان كبير، لذلك اقدّم للقائمين على هذه الوصاية، أولا عليها ان تفرض أمرها على أرض الواقع، والكيفية يجب أن تكون عند المستأمنين على هذه الوصاية، والأمر الثاني أنصح أهل الوصاية بعضد دور فلسطيني كبير ودور عربي كبير ودور إسلامي كبير، لو قدّر لي أن قدم نصيحة عملية، لقلت انصحكم ان ترحبوا بكل دور شعوبنا المسلمة والعربية، ان ترحبوا بدور كل رئيس صادق مخلص يساندكم يشد عضدكم في نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، على صعيد أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وبشكل خاص الحاضنة، حاضنة الأحرار والحرائر، حاضنة الأهل المقدسيين والمقدسيات حاضنة أهلنا في الداخل وحاضنة كل شعبنا في الضفة وغزة والشتات، الحاضنة التي ظلت تحتضن ميراث تاريخي حضاري لأمة مسلمة عربية منذ بداية نكبة فلسطين ورفضت أن تتنازل عن هذا الميراث”.

وقال “نحن في ظرف صعب جدا، وقد تسمعون ما يوجع القلب، قد تسمعون من يتغنى بخطاب الأسرلة أو بخطاب الأمركة أو بخطاب التطبيع والهرولة، هذا موجع لكن ثقوا نحن المنتصرون بإذن الله في هذا الموقف، ثوابتنا هي المنتصرة بإذن الله رب العالمين، اليوم نحن على عتبة السجن، ولكن بعد فترة سنجتمع على بوابات المسجد الأقصى لنزين الأقصى بأقواس الأسرى، ولا أقول ذلك من باب التجييش، ولكن أرى ذلك رؤي العين، ما هو قادم علينا خير كثير، نحن جسد واحد نحن قلب واحد نحن خطاب واحد رسالة واحدة، أبناء البيت الواحد قد يختلفون، ولكن خلال هذه الأيام، عرفت بوجود حراك ضخم يضم مئات المؤسسات كلهم في موقف واحد يطالبون بعدة أمور، منها أمام هدفين تقديم المؤسسة الإسرائيلية للمحاكمة، والأمر الثاني يطالبون بإطلاق سراحي فورا”.

بيان طاقم الدفاع

ثم قرأ المحامي خالد زبارقة، بيان طاقم الدفاع وجاء فيه “يدخل شيخ الأقصى فضيلة الشيخ رائد صلاح اليوم إلى السجن الإسرائيلي الظالم لينفذ حكماً تعسفياً بالسجن الفعلي مدته ثمانية وعشرون شهراً، بقي منها سبعة عشر شهراً للتنفيذ الفعلي، ثمن دفاعه عن الثوابت الدينية والوطنية، وعليه فإننا في فريق الدفاع نؤكد على ما يلي:

أولاً: يتعرض فضيلة الشيخ رائد صلاح، منذ ما يقارب الأربعة عقود، للملاحقة السلطوية الممنهجة والمحاكمات الصورية الظالمة لا لسبب إلا لأنه يحمل فكراً ومشروعاً نهضوياً يتشبث بالثوابت الدينية والوطنية، حتى بات رمزاً لتلك الثوابت الدينية والوطنية والدفاع عن المقدسات وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ هذا الرمز للعمل الوحدوي الجامع، فأصبح فضيلة الشيخ بشخصه وما يمثله ذا حضورٍ وتأثيرٍ فاعلين على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي.
إن فضيلة الشيخ رائد صلاح يتعرض لمطاردةٍ واضطهادٍ على المستوى الفكري والديني والسياسي من المؤسسة الرسمية الصهيونية الظالمة، لا لشئ إلا لما يحمله من عقيدة وفكر ومشروعٍ حضاري.

ثانياً: إن تعنت المؤسسة الإسرائيلية على تنفيذ هذا الحكم الظالم، وخصوصاً في هذه الظروف، يحمل في طياته خطراً على السلامة والصحة الشخصية لشيخ الأقصى، علماً أن السلطات الإسرائيلية تتكتم على أعداد الإصابات بفايروس كورونا المستجد في سجونها؛ وعليه فإننا نُحَمِّل مصلحة السجون وجميع الجهات الرسمية المعنية كامل المسؤولية وتبعات أي كروه قد يتعرض له الشيخ، لا قدر الله.

ثالثاً: إننا نعتبر أن هذا الملف بكل ما انطوى عليه من إجراءات ومحاكمات صورية في المحاكم الإسرائيلية بكل درجاتها؛ بداية من محكمة الصلح وصولاً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية يعتبر انتهاكاً صارخاً لأصول المحاكمة العادلة؛ ولقد ثبت بالدليل القطعي للقاصى والداني أن الجهاز القضائي الإسرائيلي عوضاً عن أن يحترم القانون ويطبق معايير وضوابط المحاكمة العادلة من نزاهة وموضوعية وحياد وشفافية، فقد تجاوز وبشكل نمطي كل هذه المعايير، وعبِث بها. كيف لا والمنظومة القضائية الإسرائيلية برمتها، مسيّسة وتتماهى مع المستوى السياسي في هذه المطاردة والاضطهاد لشيخ الأقصى بكل ما يمثله.

رابعاً: إن هذه المحاكمة الصورية الباطلة هي محاكمة للإسلام وللقرآن الكريم وللسنة النبوية المشرفة والشريعة الإسلامية الغراء، فهي محاولة آثمة بائسة من المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بكل أذرعها للتغيير وللتلاعب بمفاهيم ووعي مجتمعنا في الداخل وصولاً الى تدجينه ببلورة واستحداث “إسلام إسرائيلي/ صهيوني” لإخضاع مجتمعنا لسياسات الاحتلال والاستكانة أمام ممارساته العنصرية الظالمة، وهذا ما لن يكون بحال من الأحوال.

خامساً: إن فضيلة الشيخ رائد صلاح هو رجل المرحلة والمهمات الصعبة، فقد حباه الله عز وجل ما يؤهله لحمل هذه القضية بكل تبعاتها وإسقاطاتها، ونحن لا نزكّي على الله أحداً، ولكننا نَشهَد لله ثم للتاريخ أن شيخ الأقصى قد أدى الأمانة حقها على أكمل وجه، وأن تضحياته لم تذهبْ ولن تذهبَ سُدىً، بل أدت إلى ترسيخ وتذويت المفاهيم الدينية والوطنية في الوعي الجمعي، فلسطينيا وعربياً وإسلامياً.

سادساً: إن المحاولة الباطلة الآثمة بوصم ديننا الحنيف بالإرهاب والمحاولة العبثية الوقحة للتلاعب بتفسير ودلالات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة واللغة العربية وتجريمها، من خلال إجراءاتٍ ومحاكماتٍ هزلية، تهدف إلى تطبيق سياسة كم الأفواه، هذا الأمر يُعد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين التي تحمي الحريات وخاصة حرية التعبير عن الرأي، والقوانين التي تلزم الدول باحترام المعتقدات والشرائع وتضمن حرية العبادة، هذا الانتهاك يدق ناقوس الخطر الداهم من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تقوض السلم والأمن المحلي والدولي، وتضع الدولة الصهيونية في خانة الدول المارقة استناداً للقانون الدولي.

سابعاً: يعتبر طاقم الدفاع أن هذا اليوم ما هو إلا محطةٌ أخرى في هذا الملف، فمهمتنا المقدسة لم تنته بعد، وإننا ماضون قدماً بإذن الله في رفع هذه القضية العادلة إلى المحافل الدولية الحقوقية والإنسانية التي يصل إليها صوتنا، فنحن نعتبر أن هذا الملف هو وثيقة بالغة الأهمية، وهو حجر أساس في فضح ممارسات المؤسسة الرسمية الصهيونية والحرب التي تشنها بكل عدوانية، وبلا هوادة ضد الإسلام والعقيدة والشريعة الإسلامية والحضارة والتراث العربي الأصيل والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

ثامناً: نعلمكم أنه قد تبلورت مجموعة تضم مؤسسات حقوقية وإنسانية وشخصيات عالمية حرة بدأت بالفعل بنقل هذه القضية من المحلية إلى العالمية انتصاراً لقيم العدل والحق واحترام الحريات.

ختاماً ومن هنا فإننا، وباسم فضيلة الشيخ رائد صلاح وباسمكم وباسم كل الأحرار نرفع أسمى آيات التقدير وخالص العرفان إلى القائمين على منتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية، وإلى المنظمات والهيئات الحقوقية، وإلى الشخصيات الوازنة التي اجتمعت حول هذه القضية، وإننا نشد على أيديهم ونقول لهم: دمتم نبراساً للحق ومنارةً للعدالة وسيادة والقانون، فسيروا على بركة الله.

بركة: انت تدخل اليوم حرا وتخرج حرا

ثم كانت كلمة الأستاذ محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا، وقال مخاطبا الشيخ رائد صلاح: “أنت اليوم تدخل حرا وتخرج حرا، وهذا الكلام ليس انشائيا، لو تنازل الشيخ عن الثوابت سيعيش في سجن مدى الحياة، لكن إصراره على الثوابت الوطنية والدينية الشريفة الثابتة هي قوة الحرية في سجنه، وهذا الامر يجب أن يكون واضحا لنا جميعا، قلته في أكثر من مناسبة خلال جلسات المحكمة، أن هذه المحاكمة هي محاكمة سياسية والشيخ رائد يحاكم نيابة عن شعبنا كله، لأن موقف الدفاع عن القدس وموقف المسجد الأقصى المبارك، وموقف الدفاع عن الأرض وعن الانسان، هي مواقف جامعة لمجتمعنا العربي وعندما يودع الشيخ رائد في غياهب السجون لهذا السبب، فهو يقوم بذلك نيابة عنا، ونحن نعتز بأن من ينوب عنا هو رجل صامد في كل الميادين، وهذه شهادة ثقة وشرف له ولمجتمع ولشعبه ولكل الناس الشرفاء في العالم”.

وأضاف: “هم يعرفون أن هذا الحكم لن ينال من عزيمة الشيخ رائد، فهي ليست أول مرة، ولكنهم يريدون أن يرسلوا رسالة إلى شعبنا، رسالة التخويف رسالة الإرهاب، هذا هو الإرهاب، رسالة التدجين، أن يكون في مستوى معين من الخطاب المقبول إسرائيليا، ولكن هذا المشروع، المشروع الصهيوني ليس نحن نختلف معه صهيونيا، ولكن هذا المشروع الصهيوني يختلف مع وجودنا ولذلك معركتنا أمامه هي معركة وجودية وليست معركة على كلمة هنا أو كلمة هناك، لذلك يجب أن نرى الأمور ببعدها الوطني الحضاري والتحدي السياسي والعقائدي مع هذه المؤسسة”.

وتابع بركة “اليوم نودع الشيخ رائد ولكن نحن سنكون هنا عندما يخرج ونعرف أنك تدخل مرفوع الرأس وتخرج مرفوع الرأس، اقترح ان نراجع على ماذا سارت المحكمة، فمحورها كانت العقيدة والقدس والاقصى، علينا ان ننظر إلى أولئك الذين يتساوقون مع المشروع الصهيوني في المنطقة العربية ويهرولون زحفا لإقامة علاقات تبعية، نحن نقول لهؤلاء الذين يهرولون زحفا للمشروع الصهيوني، إن هذا الرجل هو الصورة المعاكسة لنهجكم، إن كنتم غير قادرين عن الوقوف إلى جانبنا فكفوا عنّا شرّكم”.

وقال بركة في الختام “نعاهد الله وشعبنا والشيخ رائد أننا سنكون هنا في كل يوم متمسكين بثوبتنا وانتمائنا لا قانون القومية ولا إجراءات الحركة الصهيونية يمكن ان تمنعنا عن مكانتنا في هذه الأرض، كونوا على ثقة ان هذه المسيرة طويلة لم تبدأ اليوم ولن تنتهي غدا ونحن وفجر الحرية على ميعاد ونحن وفجر القدس على ميعاد ونحن وفجر المقدسات على ميعاد”.

وقال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في وداع الشيخ رائد صلاح: “أخي الشيخ رائد، أخي انت حر وراء السدود، أخي انت حر بتلك القيود، إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد، في زمن يحجر البعض لهم مواقع في قائمة العبيد وما أكثرهم، تحجر انت لك موقعا في خانة وقائمة الشرفاء، هذا ليس كلام نجامل فيه بعضنا البعض، بقدر ما أن الثمن الذي تدفعه ليس رغبة منك في السجن ولا عشقا في القيد، لان الإنسان الطبيعي هو الذي يحب الحرية، بل ويفدي الحرية بأشياء كثيرة، من قال إن الجسد هو الذي يقيد وهو الذي يسجن، تسجن الروح وتسجن المعنويات، أما هذه فإنها ستظل عالية إن شاء الله، ستظل لا تساوم إن شاء الله، قدرك أن يكون يوم دخولك إلى السجن هو اليوم والأيام التي فيها يتزاحم كثيرون من قادة العرب والمسلمين على أن يقبلوا يد بل رجل قادة المؤسسة الإسرائيلية، إن كانوا هم يعشقون ذلك، فإن شعارنا دائما أننا إذا كنا لا نقبل أن نساوم على مواقفنا، فطبعا لن نكون من قائمة الذين يقبلون الأيدي”.

وأضاف: “ستدخل أنت إلى سجنك عرينك مطمئنا إن شاء الله إلى أن خلفك شعب بل أمة وهذه الأمة هي من لن تساوم أبدا ولن تفرط، رغم وجود حكام عملاء وأمراء فاسدين، وخلفك شعب وخلفك دعوة وأبناء مشروع هم على العهد لا يقيلون ولا يستقيلون إن شاء الله”.

وأضاف: “شيخ رائد، يوم الخميس القادم سيكون اليوم الأول من العام الهجري الجديد 1442 وشعار ما هو؟ شعار الهجرة قول الله عز وجل “ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا”، أنت ستكون وحدك في زنزانتك وفي محبسك، لكن انت معك الله تبارك وتعالى، لو أننا والله لا نعلم الغيب ولا نرجمه ولسنا ممن هكذا يريدون العيش على مجرد أمل، نحن نعيش يقينا وثقة إن شاء الله أننا إلى الفرج أقرب، فنحن على أبواب خير قادم إن شاء الله”.

في ختام المؤتمر الصحافي، رافق الحضور الشيخ رائد صلاح حتى بوابات السجن وهم يكبرون ويهتفون وينشدون للشيخ رائد صلاح القائد الرمز المتمسك بالثوابت.

طه اغبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى