غزة تستقبل رمضان بحركة حذرة وفرحة منقوصة
يستقبل أهالي قطاع غزة المحاصر شهر رمضان المبارك، في ظل إجراءات وقائية ومخاوف من تفشي وباء كورونا “كوفيد-19″، إضافة لتفاقم الوضع اقتصادي المتردي أصلا بسبب الحصار المتواصل منذ 14 عاما.
وحول الاستعدادات لقدوم الشهر المبارك، قال الفنان الكوميدي الفلسطيني علي نسمان، إنه لم يستعد لشهر رمضان مثل كل عام، معربا عن حزنه لإغلاق المساجد خوفا من فيروس كورونا.
وتساءل بألم في تصريحات صحفية: “كيف يمكن أن يكون الوضع في رمضان من غير لمة العائلات والإفطارات الجماعية؟”، معتبرا أن ما يجري في العالم، هي دعوة للجميع من أجل إعادة “ترتيب حياتهم من جديد”.
أما الفلسطيني حسام المغربي، ذكر أن الاستعداد لرمضان هذا العام مختلف بسبب تعليمات التباعد الاجتماعي، منوها إلى أن التواصل مع الأقارب والأصدقاء أصبح عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الهاتف.
وأكد المغربي في حديث معه، أن “ظروف القطاع صعبة، وإمكانيات الناس قليلة والكل خائف، ومع ذلك نحن متفائلين خير، أن يزيل الله هذه الغمة”، موضحا أنه يقوم ببيع فوانيس رمضان، وهي عمل موسمي، وقال: “فرص العمل نادرة، وأي عمل يجده الإنسان كمصدر للدخل، يحاول أن يتشبث بها”.
الحكيمة “أم عبدالله”، والتي كانت تتسوق بصحبه أطفالها، دعت الجميع إلى إقامة ركن خصا في المنزل لإقامة شعائر رمضان وأداء صلاة التراويح، لافتة إلى أن من محاسن الجلوس في المنزل في هذه الأوقات، الجلوس مع الأبناء وعقد جلسات عائلية.
ونبهت إلى أهمية إدخال الفرحة والسرور على قلوب الأطفال في مثل هذه الظروف، مع التنويه لهم أن هذا الوضع مؤقت وسيزول.
من جانبه، قال الشاب وحيد كلاب، إن “المساجد كانت تشعرنا بأجواء وقيمة شهر رمضان، ولهذا فرحتنا الآن منقوصة، وأيضا بسبب الوضع الاقتصادي وتفشي كورونا، ازداد الوضع سوءا، ولذلك استعدادنا لرمضان لن يكون مثل السنوات والسابقة ولا فرحتنا بقدومه كذلك”.
وأشار كلاب في حديث معه، أن العديد من العائلات تخرج من منازلها في غزة بحذر، لقضاء بعض حاجاتها والرجوع بسرعة.
المزارع محمد أبو مصطفي من سكان خان يونس جنوب القطاع، أعرب عن أمله أن يزول هذا الوباء، وأن يتم إعادة فتح المساجد وخاصة؛ المسجد الأقصى بالقدس، والمسجد الحرام بمكة والنبوي بالمدينة، وأن يعم الخير على بلاد المسلمين.
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، استمرار تجميد أداء الصلوات في المساجد، في شهر رمضان المبارك، وأكدت على “استمرار إيقاف صلاة الجمعة والجماعة في المساجد مع رفع الأذان في أوقاته المعلومة، إلى حين تغير المعطيات بما يتطلب إعادة دراسة الموقف”.



