أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

عامان على رحيل القيادي والإعلامي عبد الحكيم مفيد

الشيخ كمال خطيب: نفتقده دائما لكنها دعوة ولود وكثر هم الذين يعتبرون أنفسهم تلاميذ في مدرسة عبد الحكيم
طه اغبارية
وافقت الثلاثاء الفائت، الذكرى السنوية الثانية لرحيل القيادي في الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، ولجنة المتابعة، الإعلامي والكاتب عبد الحكيم مفيد. وفجّع الداخل الفلسطيني، بتاريخ 19/11/ 2017، بوفاة المرحوم عبد الحكيم مفيد جراء تعرضه لنوبة قلبية حادة.
كان المرحوم عبد الحكيم مفيد، أحد أبرز القيادات في الحركة الإسلاميّة الشمالية المحظورة إسرائيليا، وجرى ترشيحه من طرفها لرئاسة لجنة المتابعة. إلى ذلك كُلف الراحل من قبل “المتابعة” بالإشراف على العديد من الملفات، من بينها “ملف الأسرى من شفاعمرو، في أعقاب المجزرة التي نفذها المتطرف ناتان زادة، والمعروفة باسم مجزرة شفاعمرو”، وملف “وقف الاستقلال في حيفا” وغيرها من الملفات.
ودرّس حكيم الإعلام، كما ألّف وشارك في تأليف كتب مختلفة في تأريخ النكبة وغيرها، وكتب مئات المقالات التي نشرت في صحف الداخل الفلسطيني والمواقع الإلكترونية، خاصة صحيفة “صوت الحق والحرية”، التي كان سكرتير تحرير فيها في وقت سابق، إضافة إلى صحيفة “المدينة”.
وشارك في موكب تشييع المرحوم عبد الحكيم مفيد، بمسقط رأسه قرية مصمص، حينذاك، الآلاف من مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، كما شهد بيت عزائه حضورا جماهيريا حاشدا، كان شاهدا على قامة الراحل وتقديره والإجماع عليه بين كافة ألوان الطيف السياسي في الداخل الفلسطيني.
هذا ونعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الأستاذ عبد الحكيم مفيد، وقالت في بيان أصدرته بعد وفاته، إن “الأستاذ الشيخ عبد الحكيم مفيد رحل عنا إلى الدنيا الآخرة، وهو في أوج شبابه وعطائه، شخصية حاضرة في الصف الأول لكفاحات شعبنا الوحدوية”.
وأضافت أنه “عرفنا فقيدنا العزيز عبد الحكيم مفيد، عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، إنسانا متمسكا بعقيدته وفكره ومواقفه، وفي ذات الوقت، نموذجا للعمل الكفاحي الوحدوي المشترك في لجنة المتابعة، قادرا على محاورة كل الأطراف، على تنوعات أفكارها وتوجهاتها، وأن يكسب ود الجميع، بعلاقاته الطيبة”.
وأكدت أنه “سنفتقد في لجنة المتابعة، زميلنا المرحوم عبد الحكيم المفيد، في عملنا العام، وهو الحاضر بيننا دائما، بمساهماته وأفكاره، التي ساهمت في دفع عملنا الجماعي، ومواظبا وملتزما بعمل المتابعة. ونذكر له بشكل خاص، دوره في متابعة ملف معتقلي شفاعمرو، في أعقاب المجزرة الإرهابية في المدينة في صيف العام 2005. كذلك، نذكره له دوره في العمل الشعبي من أجل إنقاذ الأوقاف الإسلامية في مدينة حيفا، فقد كان يحمل مشروعا متكاملا لرفع قضية الأوقاف، في جميع أنحاء البلاد”.
كما أصدرت كافة القوى والأحزاب في الداخل الفلسطيني بيانات النعي في الراحل، وتحدثت عن مسيرته في قيادة العمل الوطني في الداخل الفلسطيني، ودوره الكبير في التواصل مع مختلف القوى والقيادات.
وبعث الشيخ رائد صلاح، وكان حينها يخضع للاعتقال الفعلي، ببرقية تعزية جاء فيها: “”بقلب مطمئن لقدر الله تعالى تلقيت الخبر بوفاة الأخ المخلص العامل عبد الحكيم مفيد رحمة الله عليه ومما لا شك فيه كان الخبر بالنسبة لي صدمة مؤلمة ولكن في نفس الوقت كنت ولا زلت موقنا أن الموت حق وأن الأخ عبد الحكيم مات خلال أدائه لواجب خدمة أهلنا في الداخل الفلسطيني طاعة لله تعالى وفي ذلك النهاية المشرقة والمبشرة التي تؤكد لنا أنه مات على حسن خاتمة إن شاء الله راجين له أن يجمعه الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولا يمكنني خلال هذه الكلمات أن أكتب عن هذا الأخ المعطاء الوفي إلا أنني أحمد الله أنني رأيته أكثر من مرة في جلسات محاكمتي وأسأل الله تعالى كما جمعنا في الدنيا أن يجمعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأختم بتقديم خالص العزاء لوالده ولجميع إخوته وأخواته وزوجه وابنه وبناته وكل ذريته وأهله وأحبابه وأصحابه رحمة الله عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وعقّب الشيخ كمال خطيب، لـ “المدينة” بمناسبة مرور عامين على رحيل القيادي عبد الحكيم مفيد، بالقول: “أولا دعائي لله جل جلاله أن يتقبله ويغفر له ويعلي درجاته، لا شك أن وفاة أخ عزيز بموقع ومقام عبد الحكيم مفيد، دائما يترك بصمته على المحبين الذين كانوا على علاقة وثيقة به. ولكن أنت دائما لا تحس بالشيء إلا حينما تفقده، أنت لا تشعر بحاجة الى الطعام إلا حينما تجوع ولا إلى الشراب الا حينما تعطش ولا الى الدواء إلى حينما تمرض، ولا تشعر بفقدان الأخ إلى حينما تدرك أن الحاجة إليه هي حاجة ماسة في هذه المرحلة التي تمر فيها دعوتنا ويمر فيها مشروعنا وشعبنا وتمر فيها أمتنا”.
وأضاف: “ندرك كم نحن بحاجة إلى عبد الحكيم، صاحب القلم الصادق وصاحب القلب الفياض بالغيرة على دعوته وعلى دينه وعلى شعبه، هذا القلم الذي كان يمثل دائما بوصلة في تصويب الاتجاه، ولا يقل عنه أنه كان يمثّل سهما ينطلق قويا حادا إلى صدر الباطل، أيا كان هذا الباطل، سواء كانوا هم أدعياء العلمانية أو أدعياء الفكر القومي المشوّه أو مخلفات التشبيح وغيرها”.
وتابع الشيخ كمال: “ليس لنا أبدا أن نعترض على قضاء الله وهذا ما كان، لكن في زمن تهافت الناس على الباطل وعلى المصلحة الذاتية على الأنا من أجل اشباع غريزة البطن والجيب، وكانوا على استعداد لان يؤجروا أقلامهم، وهذا ما يحصل، نحن ندرك كم كانت هي الحاجة كبيرة لقلم لا يؤجّر ولا يباع ولا يشترى كقلم الأخ أبي عمر، الأخ عبد الحكيم مفيد، ولكن على كل حال هذه دعوة ودود وولود، وكثر هم الذين يعتبرون أنفسهم تلاميذ في مدرسة عبد الحكيم، وهم على طريقه ماضون إن شاء الله، نسأل الله أن يعوضنا فيه خيرا ويتقبله في الصالحين”.
تجدر الإشارة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت تفاعلا كبيرا في الذكرى السنوية الثانية لرحيل القائد عبد الحكيم مفيد، وكتب العديد من النشطاء والشخصيات الاعتبارية، في هذه المناسبة.
وكتب عضو الكنيست السابق الدكتور باسل غطاس بهذا الخصوص في صفحته على “فيسبوك”: “كان ذلك أول نبأ وفاة بعد دخولي السجن زعزعني من الأعماق، بعد أيام قليلة من نقلي التعسفي إلى سجن رامون في صحراء النقب. تقرأ الخبر العاجل: وفاة القيادي في الحركة الإسلامية عبد الحكيم مفيد بنوبة قلبية. هول الخبر عن وفاة الصديق والناشط والقيادي وعضو لجنة المتابعة وهذه الشخصية الاجتماعية الدمثة والساعية دائما للتفاهم والبحث عن المشترك مَسَّني في الأعماق وجعلني أدرك صعوبة الفقدان على الأسير. خطر ببالي رأسا الشيخ رائد صلاح وكان موجودا في العزل في رامون وفكرت به وبحاله عندما سيقرأ هذا الخبر المروع وتمنيت في قرارة نفسي أن يجيء من يبلغه النبأ من المحامين وأن يكون معه في هذه الساعات الصعبة. جاء عبد الحكيم لزيارتي مرتين خلال الشهر الأخير ليودعني وليشجعني ويشد من أزري، ها تمر سنتان على وفاته، إنها فعلا خسارة كبيرة هذا الذهاب المبكر لهذه الشخصية اللامعة. رحمه الله”.
وكتب صديق وزميل المرحوم، الإعلامي حامد اغبارية، رئيس تحرير صحيفة “صوت الحق والحرية” قبل حظرها إسرائيليا، في صفحته على “فيسبوك”: “الأحد 19/11/2017 بعد الساعة العاشرة ليلا بقليل…. كنت سآوي إلى الفراش بعد يوم مرهق..
لم يكن من عادتي أن أراجع ما يصلني من رسائل على واتس أب قبل النوم. كنت أترك مراجعتها لبعد صلاة الفجر.. لكنّ تتابع الرسائل بلا توقف في تلك الليلة كان ملفتا.. وربما همست لنفسي: الله يستر! شو في؟؟؟ أول رسالة فتحتها واجهتني بكلمة: عبد الحكيم مفيد.. حتى هذه اللحظة كل شيء عادي.. ظننت المسألة عادية كالعادة.. مراسلات بين الزملاء حول قضايا الساعة.. ثم في لحظة وصلت رسالة أخرى وأخرى وأخرى.. عشرات الرسائل على المجموعة: الله يرحمه.. كلمات تعزية متتابعة.. وأنا حتى هذه اللحظة لم أستوعب.. من الذي مات؟ ثم رحت أبحث في الرسائل السابقة: عبد الحكيم.. أبو عمر.. عبد الحكيم مفيد.. تسمرت مكاني.. لم أستوعب…. تركت الهاتف ودخلت غرفتي. ثم خرجت.. تناولت الهاتف مرة أخرى.. ابحث.. ابحث.. ابحث…. ماذا؟؟!! شعرت بدوار.. لم أستوعب الخبر…. الصدمة كانت كبيرة إلى درجة عدم استيعاب الخبر.. مرت دقيقة وأنا متسمر مكاني أمام الباب وصوت زوجتي يسألني: مالك؟؟ شو في؟!
مات عبد الحكيم.. قلت.. هي أيضا لم تستوعب..
كل هذا المشهد لم يستغرق أكثر من ثلاث دقائق.. لكنه لم ينته حتى هذه اللحظة.. أخي ما نسيتُك كي أذكرَك، أخي ما سهوتُ عن الذكرياتْ، أخي ما جهلتُك كي أعرفَك، أما قد رسمنا معا أمنياتْ؟
وكنتَ سريعا تحثُّ النتائجَ كأنْ قد شعرتَ بقرب الوفاة، رحم الله أخي أبا عمر.. فما تزال لرحيله في القلب غصة وفي العين دمعة.. وقد سبقنا إلى الآخرة ونحن أحوجُ ما نكون إلى قلمه وإبداعاته الفكرية المتميزة”.
يشار إلى أن “منتدى المدينة الثقافي” إلى جانب أصدقاء المرحوم و”إعلام حكيم” قد نظّموا في نيسان/ أبريل من العام الجاري، حفل إشهار كتاب “حتى نفهم المرحلة” للمرحوم عبد الحكيم مفيد، ويضم آخر مقالات، كتبها الراحل في وسائل الإعلام والصحافة المحلية، وتناولت أهم الملفات المحلية والإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى