أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالضفة وغزة

مراقبون: عدوان الاحتلال على غزة يكبده خسائر فادحة

أجمع مراقبون وخبراء في الشأن الإسرائيلي على أن خسائر الاحتلال في عدوانه الحالي على قطاع غزة هي أمنية بامتياز رغم بعض الخسائر الاقتصادية، حيث أكدوا بأن الاحتلال ورغم تعطيل الحياة العامة جنوب البلاد بفعل صواريخ المقاومة، إلا أنه لا يكترث للخسائر المالية بسبب الدعم الأمريكي المادي غير المحدود له.

وكان مسؤولون إسرائيليون أعلنوا تعطيل المدارس والجامعات والمعاهد في مستوطنات غلاف غزة وأمروا الاسرائيليين بالتواجد الدائم قرب الملاجئ والمناطق الآمنة خشية صواريخ المقاومة، ما اعتبر فشلا في توفير حياة آمنة لهم وسط استياء كبير من عدم الحصول على حياة سالمة واستمرار انتقالهم من غلاف غزة إلى مستوطنات الوسط والشمال.

ويرى المتابع للشأن الإسرائيلي كمال علاونة بأن الخسائر الإسرائيلية في جولة التصعيد الحالية شاملة ومتنوعة بسبب رد المقاومة الفلسطينية على العدوان الأخير خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وأوضح في تصريحات صحفية بأن أكبر الخسائر هي النفسية من حيث الضرر النفسي على الجنود والمستوطنين في كل الداخل وليس فقط في المناطق المحاذية لقطاع غزة، حيث كان هناك تدافع وتزاحم في الدخول للملاجئ، وحسب الإحصائيات الأولية فإن 40 إصابة نفسية وبدنية دخلوا للمستشفيات بسب إطلاق الصواريخ صوب العديد من المستوطنات اليهودية وخاصة سديروت وعسقلان ومناطق أخرى.

ويبين علاونة بأن الخسائر الاقتصادية تمثلت في تعطيل الدوام في المدارس خاصة في مستوطنات غلاف غزة على مدى 80 كم طوليا من قطاع غزة باتجاه الشرق والشمال والجنوب؛ وتلك مساحة واسعة تحت مرمى الصواريخ الفلسطينية، كما أن وزير الحرب الإسرائيلي “نفتالي بينت” والذي سلمه نتنياهو أمس وزارة الحرب أصدر تعليماته بالدخول للملاجئ وتعطيل الدراسة والعمل بمسافة 80 كم وهذا يشمل المصانع والمنشآت.

ويضيف: “ليست هناك إحصائية محددة ولكن هناك خسائر جسيمة نتيجة إطلاق الصواريخ وتعطيل في الحياة العامة، ليس فقط الشركات والمؤسسات بل هناك تعطيل لمنطقة متروبولين تل أبيب وهنا نتحدث عن 3 ملايين اسرائيلي في مرمى الصواريخ وكل ما يشمل ذلك من أضرار نفسية وخساير مادية واقتصادية”.

ويشير إلى أن الجولة التصعيدية المستمرة منذ 24 ساعة من الممكن أن تتجدد لأكثر من ذلك لأن الجولة الحالية مستمرة ويبدو متصاعدة لأن الفصيل الذي يقود الرد ليس جميع الفصائل بعد، لافتا إلى أن الخسائر غير محصاة حتى الآن ولكنها جسيمة وسيتم التعتيم على ذلك إسرائيليا.

ويتابع:” على المستوى السياسي هناك خسارة كبيرة أيضا حيث يحاول الحزب الحاكم الليكود أن يرأب الصدع بين الأحزاب ولكن على المستوى الاستراتيجي الاحتلال في حالة قلق ورعب شديد، وأصبحت صواريخ المقاومة ليلا ونهارا لتبقي المستوطنات في توتر شديد ومن الممكن أن تتطور لتشمل مناطق إسرائيلية أبعد”.

بدوره يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة بأن وجهة النظر الأوروبية والكلاسيكية عن اليهودي مرتبطة بالمال، وذلك يعني أنهم لا يعانون مشاكل مالية أو لا يكترثون لها لأن الهبات الأمريكية السنوية للاحتلال تصل إلى 4 مليار دولار.

أما الأهم للإسرائيليين حسب ما يقول جعارة فهو عدم توفير الأمن والسلام للمستوطنين وهو بالنسبة لهم أهم من تعطيل الأشغال والأعمال، مبينا بأن التقارير الإسرئيلية تقول إن الخسائر الاقتصادية خلال جولات التصعيد تقدر بالمليارات ولكن الاحتلال يرفض إغلاق تل أبيب وقام بإغلاقها فقط 24 ساعة، كما أن ما يسمى بقائد الجبهة الداخلية الإسرائيلي كان أصدر تعليماته بمنع المدارس والجامعات والالتزام بالمنازل والملاجئ حتى عمق 80كم ثم حتى عمق 40 كم من قطاع غزة.

ويوضح جعارة بأن الاحتلال قام بتحديد عدد المتجمعين في الأماكن العامة وفرض حظر التجمع الجماهيري والتواجد العام وحتى حفلات أعراس تم إلغاؤها، وكل ذلك يندرج تحت التأثير النفسي وليس الاقتصادي لأن التعطيل تم فقط لمدة 24 ساعة كان الضرر خلالها ملايين الشواكل، مبينا بأن المنطقة التي منع فيها التجمع الجماهيري كبيرة إذا ما كانت بطول 80 كم، أما بطول 40 كم فهي ليست كبيرة.

ويضيف: “الأمن لدى الاحتلال أهم من المال لأنه بدون أمن لا يوجد مال، ولكن بالنسبة لهم الأثر الأمني والنفسي على الإسرائيلي هو الأهم، وكان هناك تقرير أعدته إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية وسألت المستوطنين ماذا تقول في جولة التصعيد الحالية فأجاب بأن على دولة إسرائيل أن تخجل من نفسها وكفى العار الذي يصيبنا فهذه الجولة رقم 12 في التصعيد والجولة رقم 13 قادمة كما يقول نتنياهو، كما قال المستوطن ألا نستطيع إسقاط الصواريخ واحتلال قطاع غزة؟ وحل هذه المشكلة المستعصية التي عمرها منذ هروب شارون من قطاع غزة؟ والأكثر عارا هو أن كل المستوطنين في جنوب البلاد انتخبوا الليكود، ثم ترك المذيعة وذهب”.

ويؤكد جعارة بأنه حسب إحصائيات قوات الاحتلال فإن 25% من مستوطني غلاف غزة وهم 60 ألف مستوطن تركوا منازلهم وتوجهوا نحو الوسط والشمال، وهذه ليست نقطة بسيطة بالنسبة للاحتلال الذي عادة ما يقلل من حجم خسائره؛ فمن الممكن أن تكون النسبة 60% أو 70%، وهذا يعني أن كل المستوطنين رحلوا بسبب انعدام الأمن في الجنوب.

أما الخبير في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة فيرى بأنه إذا أُخذت المسألة بشكل تجريدي فالمعلومات تشير إلى أن معظم مستوطني غلاف غزة يعيشون في الملاجئ مع إغلاق الملاجئ والمصانع والمنشآت التجارية التي تعطلت ولها ميزانيات كبيرة.

ولكن رمانة يشير في حديث صحفي إلى أن الجولة الحالية ما زالت في صالح الاحتلال نظرا إلى المقارنة مع قطاع غزة، حيث أن القصف الإسرائيلي أسقط عددا من الشهداء وعطل الحياة العامة في القطاع، وما زالت يده العليا في الجولة الحالية بعد أن قتل مقاوما ذا وزن كبير في المقاومة الفلسطينية.

ويؤكد بأن الاحتلال ما زال يخشى صمت حماس بذراعها العسكري في هذه الجولة ويتوقع حدوث مفاجآت مثل صواريخ دقيقة توقع عددا من القتلى، وبالتالي هذا الأمر يجعل إسرائيل متخوفة جدا وقلقة من رد كبير مفاجئ، معتبرا أن الاحتلال ما زال مسيطرا على الجولة حتى الآن رغم خسائره الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى