أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحليات

استشهد بالأقصى: 29 عاما على استشهاد عدنان خلف

تحيي مدينة طمرة والداخل الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ 29 لاستشهاد عدنان خلف، ودعت لجنة المتابعة العليا وبلدية طمرة واللجنة الشعبية إلى المشاركة، عصر اليوم الثلاثاء (الرابعة والنصف) في المسيرة والمهرجان إحياءً لذكرى مجزرة الاقصى وارتقاء الشهيد عدنان خلف.

ويوافق اليوم الثلاثاء، الثامن من شهر تشرين أول/أكتوبر، الذكرى الـ 29 للمجزرة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي صبيحة 08.10.1990، بحق المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك، والتي ارتقى فيها 21 شهيدا وجُرح أكثر من 150 واعتقل ما يقارب الـ 270 فلسطينيا ممن تصدوا لاقتحامات المستوطنين آنذاك.

وفي ذلك العام وقبيل احتفال الإسرائيليين بعيد العرش اليهودي، قررت ما تسمى جماعة أمناء الهيكل تنظيم مسيرة للمسجد الأقصى بنيّة وضع حجر الأساس “للهيكل الثالث”، وتوجه مؤسس الجماعة حينها غرشون سلمون برسائل عبر وسائل الإعلام لحث اليهود على الانضمام للمسيرة قائلا إن “الاحتلال العربي الإسلامي لمنطقة المعبد يجب أن ينتهي وعلى اليهود تجديد علاقاتهم العميقة بالمنطقة المقدسة”.

وفي محاولة للتصدي للاعتداء، اعتكف آلاف المصلين داخل مصليات المسجد الأقصى وباحاته، وفور اقتحام المستوطنين المشاركين في المسيرة للمسجد، هبّ المعتكفون لمنعهم من تنفيذ مخططهم. أما قوات الاحتلال الإسرائيلية فأطلقت العنان لأسلحتها واستخدمت قنابل الغاز السام والأسلحة الأوتوماتيكية والطائرات العسكرية، كما شارك المستوطنون بإطلاق الرصاص الحي تجاه المصلين في مجزرة الأقصى مما أدى لاستشهاد 21 شابا وإصابة المئات بجروح متفاوتة.

ومن بين كوكبة هؤلاء الشهداء الذين قضوا في سبيل ذودهم عن حرمة وقدسية المسجد الأقصى المبارك، الشهيد عدنان خلف مواسي ابن مدينة طمرة الجليلية، حيث شيع جثمانه الطاهر في حينه، الآلاف من أهالي المدينة وأبناء الداخل الفلسطيني.

أسرة الشهيد عدنان خلف مواسي المولود في الثاني من شباط 1962، لا تزال ذكرى ابنها متقدة داخلها وكأنما رحل قبل فترة وجيزة، بالإضافة إلى أن العائلة أطلقت اسم الشهيد عدنان على الكثير من أبنائها حفاظا لذكراه الطيبة التي مرّ عليها 29 عاما.

وقالت الأسرة في حديث معها إن الشهيد عدنان كان يمتاز بالتزامه الديني القوي، فمنذ صغره كان يهتم بارتداء اللباس الديني ويرتاد المساجد بلا انقطاع، حيث ترعرع فيها واستمد ثقافته منها.

وتلفت إلى انه لم تفته يوما صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك لمكانته الخاصة في قلبه، ولطالما لبى نداءات نصرته، لكن لظروف صعبة ألمت به، لم يحضر صلاة الجمعة الأخيرة قبل استشهاده بثلاثة أيام، فحزن كثيرا، لكنه عزم على السفر إلى القدس يوم الاثنين الموافق 8/10/1990، للرباط في المسجد الأقصى تلبية لمناشدة مفتي ديار فلسطين آنذاك، الفلسطينيين لحمايته، والتصدي لجماعة “أمناء جبل الهيكل” التي أعلنت عن نيتها لاقتحام المسجد الأقصى.

وتضيف أن عدنان كان يملك سيارة متواضعة من نوع “بونتيك” لونها أحمر، كان يسافر فيها إلى القدس ويستغرق معه السفر أكثر من ساعتين ونصف الساعة، حيث كانت الطريق طويلة جدا والسفر فيه من المشقة والمعناة ما فيه، وليس مثل طرق وشوارع اليوم السريعة مثل شارع رقم 6 وغيره، وبالرغم أن السيارة متواضعة جدا وصعوبة ومشقة السفر لكنه كان نشيطا ومثابرا في شد الرحال إلى المسجد الأقصى وخصوصا يوم الجمعة.

وتشير إلى أن الشهيد عدنان دخل معترك الحياة منذ صغره وافتتح بقالة كانت مصدر رزقه، وكان يغلقها كل يوم الجمعة ليتسنى له السفر إلى المسجد الأقصى، وكثيرا ما كان والدي رحمه الله يحثه على فتح بقالته والاسترزاق منها وعدم اغلاقها أيام الجمعة، لكن جوابه كان دائما “الأقصى أهم يا أبي والزرق على الله.

وترى أسرة الشهيد عندان خلف مواسي أن استشهاد ابنها بمثابة الشمعة التي أنارت الداخل الفلسطيني، وأثره الطيب واضح من خلال الاقبال على المساجد وخصوصا شد الرحال إلى المسجد الأقصى، ولا ننسى أن استشهاده كان في وقت تندر فيه زيارة المسجد الأقصى المبارك، ونحن نعتقد أن الله اصطفاه من بين أهلنا وشعبنا ليكون أول شهيد في الأقصى من الداخل الفلسطيني ليوقد الشعلة.

وتؤكد أن ذكرى الشهيد عدنان حيه في وجداننا ولن تنسى أبدا، وتبين أنهم كعائلة الشهيد يعلمون أبناءهم وأحفادهم عن حياة عدنان واستشهاده ويحملونهم أمانته ورسالته، كما يعلمونهم عن تاريخ شعبنا الفلسطيني وعن عائلتنا المواسي بشكل خاص التي حصلت بحقها مجزرة في عيلبون في 2 نوفمبر 1948، نحن عائلة لنا تاريخنا في التضحية وعدنان هو صفحة من هذا التاريخ المشرف الذي يعتزون ويفخرون فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى