أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

بلومبيرغ: ما هو مستقبل سوق النفط العالمي بعد هجمات بقيق؟

نشر موقع “بلومبيرغ” مقالا للكاتب ليام ديننغ، يصف فيه الهجمات على منشآت النفط السعودية، التي اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية إيران بالوقوف وراءها، فيما أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن أنها جاءت ردا على الهجمات السعودية المتكررة عليهم، بأنها وجه جديد في الهجوم على مستقبل النفط.
ويشير ديننغ في مقاله، إلى أن ضرب المنشآت السعودية، الذي أدى إلى عرقلة الإنتاج النفطي السعودي، غير مسبوق، ويعبر عن مرحلة خطيرة في أسواق النفط العالمية.
ويقول الكاتب: “إننا سنكتشف حجم التراجع النفطي الحقيقي، فقد انكمش بسبب العقوبات على إيران، وناقلات النفط المتفجرة والطائرات المسيرة التي سقطت فوق مضيق هرمز، إلا أن الهجوم نهاية الأسبوع على منشآت النفط في بقيق، التي تعد من أهم المصافي النفطية على وجه الأرض، مختلف”.
ويلفت ديننغ إلى أن السعودية قالت إن الهجوم أثر على إنتاج 5.7 مليون برميل في اليوم، أو نصف الإنتاج السعودي تقريبا، مشيرا إلى أنه من غير المعلوم ما إذا كان الهجوم نفذ من خلال طائرات مسيرة محملة بالقنابل أو الصواريخ أو الاثنين معا.
ويقول الكاتب إن “منشآت النفط في بقيق، التي تغطي مساحتها ميلا مربعا، يجعل من ضربها مهمة صعبة، ولا يمكن إلا لضربة قوية ومحكمة أن تعطلها عن العمل، لكننا لا نعلم حتى الآن ما الذي جرى، وهو ما يضيف خطرا أوليا على أسعار النفط.
ويفيد ديننغ بأن “الشعور العام في السوق النفطية قبل الهجمات كان هو الغموض، ما آثر على أسعار النفط والتأرجح المستمر في الحرب التجارية، بالإضافة إلى إمكانية عودة براميل النفط الإيرانية الممنوعة إلى الأسواق العالمية بعد رحيل مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي عزله دونالد ترامب الأسبوع الماضي من منصبه، وبهذا فإن الغموض يتراوح من مستوى لآخر، فمن جهة كانت هناك صعوبة في تخيل حدوث اختراق في العلاقات الأمريكية الإيرانية حتى قبل رحيل بولتون، وفي ظل اتهام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بالمسؤولية عن الهجمات، فإنه بات من الصعب تخيل ذوبان في جليد العلاقات الأمريكية الإيرانية يسمح بعودة البراميل الإيرانية إلى الأسواق العالمية”.
وينوه الكاتب إلى أنه “على المستوى الثاني، فإنه إذا تمت عرقلة الإنتاج النفطي السعودي لفترة طويلة، أو أسابيع على الأقل، فإن الأسواق الآسيوية الباحثة عن نفط خام لمصافيها قد تضطر للبحث عن بديل للنفط السعودي باللجوء إلى البراميل الإيرانية، ولا نعلم أيضا ماذا سيحدث عندما يتم استخدام المخزون الاستراتيجي لمنع أي توقف للصادرات النفطية السعودية، وتقول الوكالة الدولية للطاقة إنها تراقب الوضع، مشيرة إلى أن الأسواق (حصلت على ما تريد بشكل جيد)، ما يشير إلى توقعات إصلاح السعوديين الوضع بشكل سريع”.
ويجد ديننغ أن “ما هو واضح أن أسواق النفط دخلت مرحلة جديدة، وعلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قاد الحملة على اليمن، الرد، خاصة عندما سيمتد أثر الهجمات على الصادرات النفطية لوقت طويل، وفي الوقت ذاته سيراقب محمد بن سلمان خطط طرح أسهم شركة النفط (أرامكو) في السوق العام وهي تتبدد”.
ويبين الكاتب أن “هذا كله يحدث في سياق تغير الدور الأمريكي في المنطقة، فالولايات المتحدة ناشطة في عدد من الجبهات، لكنها تنسحب من واحدة تلو الأخرى، ويمكن تفسير هذا التصعيد على أنه الرد الإيراني على سياسة (أقصى ضغط)، التي تمارسها واشنطن على طهران، فإن لم تستطع هذه تصدير النفط فإن على السعودية أن تتوقف هي الأخرى عن التصدير، وعليه فإن اللعبة الصفرية حاضرة في هذه المواجهة، ما يعني أن فرص ارتكاب الخطأ والتصعيد عالية جدا، ففي الوقت الذي تحتاج فيه أسواق النفط في هذه المنطقة من العالم تنافسا، إلا أن استمراره على المدى البعيد ضار بها”.
ويشير ديننغ إلى أنه “على المدى القصير، فإن التراجع في الإنتاج السعودي قد يمنح فرصة لمنتجي النفط الآخرين، مثل صناعة الزيت الصخري، الفرصة لتعويض النقص”.
ويرى الكاتب أن “زيادة أسعار النفط بسبب العنف ليست بديلا عن زيادة أسعاره بسبب الطلب عليه، وعلاوة من هذا فإنه ليس أمامنا عن بداية الحملات الانتخابية في إيوا سوى خمسة أشهر، التي ستحدد الطريقة التي يمكن أن تتجنب فيها الولايات المتحدة ركودا محتملا”.
ويذكر ديننغ أن “دونالد ترامب أبدى حساسية تجاه زيادة أسعار النفط، كما بدا أثناء الانتخابات النصفية عام 2018، وهناك قضية وجودية يجب الاهتمام بها، وهي التغير المناخي، الذي تتم مناقشته بين الديمقراطيين قبل حملات إيوا”.
ويستدرك الكاتب بأنه “رغم أن الموضوع لا يتردد صداه إلا وسط قطاع معين من الأمريكيين، إلا أن التاريخ الأمريكي يشير إلى أنه من الصعب جعل الناخب يركز على الطاقة إلا عندما ترتفع أسعار النفط، كما حدث في انتخابات عام 2018، وربما كان هو الواقع في انتخابات عام 2020 لو حدثت الانتخابات على خلفية النزاع في الشرق الأوسط”.

ويختم ديننغ مقاله بالقول إن “أهمية بقيق تكمن في كونها تعبر عن نظام للطاقة قائم على مركزية الإنتاج في منطقة لم يسمع عنها الأمريكيون من قبل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى