أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلات

مؤيد الريماوي مبتكر فلسطيني يبحث عن دعم

مؤيد الريماوي مهندس معماري فلسطيني من قرية بيت ريما الواقعة إلى شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، هو يحلم بإنجاز ابتكارات جديدة وتطوير الحالية بالإضافة إلى فتح آفاق إضافية لتطبيقها العملي من قبل جميع الناس. وابتكاراته التي تأتي في مجالات مختلفة، لا سيّما قطاع البناء، ما زالت تفتقر إلى الدعم الكافي من قبل الجهات المختصة، من قبيل توفير مختبر خاص به.

في عام 2011، حصل الريماوي (33 عاماً) على شهادة بكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة بوليتكنك فلسطين في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، قبل أن ينال شهادة ماجستير في التخطيط العمراني من جامعة بيرزيت في هذا العام. يُذكر أنّ أوّل ابتكار للريماوي، وهو “موفّر المياه”، يعود إلى عام 2004 عندما كان لا يزال على مقاعد الدراسة. والابتكار يقوم على إعادة استخدام مياه المغاسل، أي المياه الرمادية، في دورات المياه، غير أنّه لم يكتمل لانشغال الشاب في دراسته وعدم دعم الفكرة وتبنّيها.

“الطوبة الذكية” ابتكار مميّز آخر للريماوي، في عام 2016، يمكن من خلاله تركيب الطوب من دون خلطة إسمنتية. فتصميمها يأتي مع تمديدات داخلية تسهّل عملية التركيب، بالتالي يستطيع أيّ كان القيام بذلك. وفي ما يخصّ التوازن فهو يأتي تلقائياً، فلا داعي لخيطان البناء. ويشرح الريماوي في حديث صحفي معه: “جرّبت الفكرة في منزل عائلتي، لكنّ تطبيقها في حاجة إلى رأس مال كبير لإنشاء مصنع خاص لتصنيع قطع الطوب. فتكلفة آلات المصنع وحدها قد تصل إلى 200 ألف دولار أميركي”. يضيف: “سجّلتها في وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، غير أنّ أحداً لم يتبنَّ الفكرة ولم تبادر أيّ مؤسسة إلى المشاركة في التمويل”.

ثمّة ابتكارات أخرى للريماوي، منها “منظّف الجيب” في عام 2015، وهو منظّف لبقع الملابس الصعبة مثل الحبر والزيوت، يمكن حمله في الجيب كيفما تحرّك المرء. لكنّ هذا الابتكار غير مسجّل في وزارة الاقتصاد. كذلك، ابتكر المهندس الشاب “عازل شقوق” الخاص بالبناء، وقد عكف على تطويره منذ بداية عام 2018 حتى أغسطس/ آب 2019. والابتكار كناية عن عازل مائي للشقوق الكبيرة والتكسّرات الإسمنتية التي تزيد عن ملليمتر واحد أو ميليمترَين، يلتئم مع الإسمنت نفسه فيعزله في وجه المياه والحرارة.

أمّا ابتكار “عازل المياه”، فكانت بداية العمل عليه من مواد البناء، ثمّ طوّره الريماوي ليشمل النفايات خصوصاً البلاستيكية. ويوضح الريماوي أنّ “ثمّة أنواعاً معيّنة من البلاستيك تحتاج إلى مئات السنين حتى تتحلل وهي تُلحق الضرر بالبيئة والإنسان في خلال ذلك الوقت. لذا أنا أعمل على جعلها مادة أساسية لعزل المياه والرطوبة في البناء، عبر مراحل عدّة، علماً أنّ عمر خلطات العزل المتوفّرة في الأسواق قصير وتكلفتها مرتفعة”. يضيف أنّ “عمر خلطات عازل المياه الذي ابتكره يتراوح ما بين خمسة أعوام وعشرة، وجزء منها فقط قد يتلف”. يُذكر أنّه عمل على تطويرها بعدما كانت صلاحيتها تدوم عامَين فقط. لم يسجّل اريماوي ابتكاره هذا في وزارة الاقتصاد، إذ لم يتح له المجال لذلك، فهو أنهى العمل عليه قبل نحو شهر فقط.

ثمّ يأتي “الباطون المطاوع” كآخر ابتكارات الريماوي، وهو عمل عليه منذ مطلع العام الجاري، وهو كناية عن خلطة تُضاف إلى الإسمنت أو الباطون بحسب ما يشرح الريماوي “فتمنع حدوث شقوق في البناء، بالتالي تمنع تسرّب المياه والعفونة والرطوبة في القصارة الداخلية وفي روبة البلاط، علماً أنّ الإسمنت سريع التصلب”.

ولاقت الابتكارات الثلاثة الأخيرة قبولاً بين الناس، وهو الأمر الذي جعل الريماوي الذي عمل أستاذا جامعيا لفترة معيّنة، يستغني عن وظيفته تلك ويجعل من ابتكاراته مصدر رزق له. فهو يبيع منتجات العزل الخاصة بالبناء ويرّوج لها عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، علماً أنّه يتّخذ من منزله مركزاً لعمله على الرغم من أنّ ابتكاراته تحتاج إلى مختبر وبيئة خاصَين. ويوضح الريماي: “بدأت أخيرأً العمل على خلطات الإسمنت والمواد العازلة، لأنّها لا تتطلب رأس مال كبيرا وفي الإمكان تطبيقها بطريقة أسهل من الابتكارات السابقة. كذلك يمكنني بيعها للأفراد الذي يحتاجونها في البيوت والمحلات، وهذا دعم مالي بالنسبة إليّ”.

في سياق متصل، يقول مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية، محمود أبو شنب، في حديث معه، إنّ “الوزارة عمدت إلى توقيع اتفاقية مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية بهدف إنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في فلسطين، وبناءً عليه كان اتفاق مع عدد من الجامعات المحلية والمجلس الأعلى للإبداع والتميّز، عدا عن العمل على ربط المُبتكِر بمؤسسات القطاع الخاص لاحتضان أعماله”. وتفيد بيانات وزارة الاقتصاد بأنّ عدد براءات الاختراع في خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وصلت إلى 20، منها ثماني براءات سُجّلت في خلال العام الماضي وحده، وتتنوّع مجالاتها ما بين ابتكارات صحية وأخرى خاصة بالبناء والإنشاءات، والعمل جارٍ على إنجاز قانونَي “الملكية الفكرية” و”حقّ المؤلف” لتشجيع الإبداع والابتكار.

تجدر الإشارة إلى أنّ الريماوي أنشأ في عام 2018 أكاديمية “هندار” الخاصة في بيرزيت الواقعة إلى شمال رام الله، بهدف التدريب على النماذج العمرانية بالليزر، لكنّه اضطر إلى إغلاقها في خلال العام الجاري بسبب عدم توفّر التمويل. يُذكر أنّ الريماوي حصل على جائزة المبادرات البيئية لعام 2018 من بلدية رام الله، وذلك حول ابتكاره الخاص بتحويل النفايات الصلبة كالبلاستيك والخشب إلى مواد للبناء، إلى جانب حلوله في مراتب متقدّمة في منافسات نختلفة خاصة بالابتكارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى