أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لماذا من الواجب علينا أن نكتب عن لعبة الكنيست

عبد الإله وليد المعلواني
الحمد لله الذي عافانا من لعبة الكنيست وطهّر منها ألسنتنا وأيدينا وأقلامنا وأقدامنا وعيوننا وقلوبنا. فلا ألستنا لهجت بمدحها ولا أيدينا امتدت إلى صناديق التصويت لها، ولا أقلامنا كتبت تزيّن قبحها ولا أقدامنا هرولت بين المثلث والجليل والنقب والمدن الساحلية عكا وحيفا ويافا واللد والرملة تغري جماهيرنا الكادحة للالتفاف حولها، ولا قلوبنا مالت إليها ولو ثانية واحدة!! ومع ذلك فمن الواجب أن نكتب عنها، ثم أن نكتب عنها، ثم أن نكتب عنها ألف مقالة ومقالة!! لماذا؟!
حتى نظهرها على حقيقتها على اعتبار أنها جزء من المشروع الصهيوني الاحلالي الذي أوقع علينا نكبة فلسطين التي لم يندمل جرحها حتى الآن.
حتى نعين كل جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني على فهم ماهيتها على اعتبار أنها دجال صغير كما وصفها د.أنس سليمان في احدى مقالاته.
حتى تحسن كل جماهيرنا الكادحة كل الشعارات التي رفعتها القوائم العربية الكنيستية منذ سبعين عاما، كسبا لمنصب ومال من لعبة الكنيست.
حتى لا تنطلي على كل جماهيرنا الكادحة كل الشعارات التي رفعتها القوائم العربية الكنيستية معللة سبب انخراطها في لعبة الكنيست منذ سبعين عاما، علما أنه قد ثبت بالدليل القطعي وتجربة سبعين عاما وهْم هذه الشعارات الطنانة الرنانة، فهي كالطبل الأجوف، قد نسمع لها جعجعة ولا نرى لها طحن.
حتى ننقذ كل جماهيرنا الكادحة من محاولات استغفال عقولها ومصادرة وعيها وتزوير إرادتها وبيعها وهم والمساواة ونيل الحقوق في عالم افتراضي أشبه بالعالم الافتراضي في مواقع التواصل منذ سبعين عاما.
حتى تدرك كل جماهيرنا الكادحة بوعي لا تشويه فيه أنّ خلاصة لعبة الكنيست كانت في الماضي عبارة عن منصب ومال ومنبر احتجاجي وصرخة إعلامية، وما سوى ذلك ما كان إلا شعارات وهمية وبرامج وهمية ووعود وهمية، ومن كان يدعوها في الماضي إلى لعبة الكنيست كان يدعوها إلى لعبة وهو يعرف حقيقة صفريتها، ومع ذلك مارس على هذه الجماهير من تمويه حقيقة لعبة الكنيست، حتى يحافظ على كل مكتسبات لعبة الكنيست لوحده: المنصب والمال والمنبر الاحتجاجي والصرخة الإعلامية!! وليت الأمر توقف عند هذا الحد!! لكنا في مصيبة واحدة!!
نعم ليت الأمر وقف عند هذا الحد في خطاب القوائم الكنيستية العربية، ولو وقف عند هذا الحد لكنا في مصيبة واحدة، ولكن الذي حدث فيما بعد أن القوائم العربية لم تستطع بدافع أنانيتها أن تتخلى عن هذه المكتسبات الكنيستية، ولم تجرؤ في نفس الوقت أن تعترف بفشلها منذ سبعين عاما في لعبة الكنيست، ولم تملك الشجاعة أن تصرح بشفافية لكل جماهيرنا الكادحة أنها لم تتمكن أن تحقق أيًا من شعاراتها وبرامجها ووعودها تحت سقف لعبة الكنيست. وبدل أن تتخذ موقفا تاريخيا تقول فيه لهذه الجماهير الكادحة: فشلنا، وتعالوا بنا نبحث سويا عن البديل العملي السويّ عن لعبة الكنيست، واصلت خداعها لهذه الجماهير الكادحة مع الأسف!!
نعم، مع شديد الأسف واصلت خداعها لهذه الجماهير الكادحة لدرجة أنها التفّت على كل الشعارات والبرامج والوعود التي رفعتها بالأمس حول دوافع هرولتها إلى لعبة الكنيست، بل وداست على كل هذه الشعارات والبرامج والوعود واستبدلتها على المكشوف بما هو جديد. فإنّ الذي يقرأ ما بين تصريحات كل من أيمن عودة و د. منصور عباس و د. الطيبي ووليد طه ليس صعبا عليه أن يلاحظ أنّ لسان حالهم يقول: لقد أخطأ كل من قبلنا من أعضاء كنيست عرب عندما رفضوا التحالف مع اليسار والوسط الصهيوني!! وآن الأوان أن نتحالف معهم حتى لو تسبب ذلك بوصول الجنرال غانتس إلى رئاسة الحكومة!! وكأن لسان حالهم بات يقول لنا: لقد تاب الجنرال غانتس عن دماء شعبنا الفلسطيني في غزة العزة والقدس والمسجد الأقصى المباركين المحتلين والضفة الغربية المحتلة!! (والتوبة تجبّ ما قبلها)!!
بل كأن لسان حالهم يقول لنا: لقد أخطأ كل من قبلنا من أعضاء كنيست عرب عندما ساووا بين كل أجنحة المعسكر الصهيوني!! فإذا كان هناك اليمين الصهيوني فهناك الصهيونية لايت ولا يجوز أن نساوي بينهما! وإذا كان هناك الاستيطان الصهيوني فهناك الوسط الصهيوني ولا يجوز أن نساوي بينهما!! نعم ألا نساوي بينهما وآن الأوان أن نخرج من الصندوق وان نفتح صفحة تاريخية جديدة مع المعسكر الصهيوني وان نتحالف مع يساره ووسطه!! بل إنّ المرشح وليد طه راح أبعد من ذلك وأبدى كامل الاستعداد للتحالف مع اليمين الصهيوني!! وكأنّ غاية القوائم الكنيستية العربية اليوم ليست إسقاط الاحتلال الإسرائيلي ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس المباركة إلى جانب إسقاط العنصرية الإسرائيلية في كل تجلياتها السوداء وإسقاط الظلم التاريخي الإسرائيلي الذي وقع منذ نكبة فلسطين على كل شعبنا وكل أرضنا وكل مقدساتنا!! وكأن غاية القوائم الكنيستية العربية اليوم هي -فقط -إسقاط اليمين الصهيوني!! وكأنه لا بأس إذا تواصل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى المباركين، ولا بأس إذا تواصل حصار غزة العزة برا وبحرا وجوا بشرط أن يكون تحت عباءة اليسار والوسط الصهيوني!
لذلك نحن في مرحلة (كيّ وعيّ) خطيرة لكل جماهيرنا الكادحة، وكأن القوائم الكنيستية العربية باتت تبيح لنفسها في هذه المرحلة تحت تغريدات التغني بالمسجد الأقصى المحتل تقديم مكتسبات الكنيست (المنصب والمال والمنبر الاحتجاجي والصرخة الإعلامية) على ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، وما على جماهيرنا الكادحة إلا أن تقول: سمعنا وأطعنا!! نحن من ورائكم (عن غمّيض)
وكأنّ القوائم الكنيستية العربية باتت تبيح لنفسها الاستغاثة بأموال خليجية وأمريكية، والاستغاثة بصندوق إبراهيم الصهيوني وصندوق سيكوي الصهيوني، وقناة مكان الرسمية الإسرائيلية ومجموعة (نقف معا) وائتلاف 9/17 الغامض. وما على جماهيرنا الكادحة أن تقول: سمعنا وأطعنا!! نحن من ورائكم (عن غمّيض)
لكل ذلك كان من الواجب علينا أن نكتب عن كل ذلك حتى نفشي الوعي الناضج والفكر المستنير حول خفايا لعبة الكنيست مؤكدين أنه ليس بيننا وبين القوائم العربية الكنيستية ومرشحيها أي خلاف شخصي.
لذلك يخطئ من يظن اننا نكتب عن لعبة الكنيست، وكأن هناك خلاف شخصي بيننا وبين القوائم العربية الكنيستية، بل من الواجب علينا أن نكتب عن لعبة الكنيست لكل ما ورد في هذه المقالة، ومن الواجب علينا ان نصارح كل جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني وان نقول لها: (السحرة كثأر في لعبة الكنيست!! اوعوا يضحكوا عليكم)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى