أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

حرائق الأمازون… كوكب الأرض مصاب في رئتَيه

ما زالت النيران تلتهم مساحات كبيرة من غابات الأمازون، وسط مخاوف المعنيين من تدهور أكبر في المناخ، لا سيّما أنّ تلك الحرائق قد تساهم في زيادة الاحتباس الحراري حول العالم.
“رئتا كوكب الأرض”. هذه هي غابات الأمازون التي تنتج نحو 20 في المائة من الأوكسجين في العالم، بحسب ما يجمع الخبراء. لكنّ الحرائق تهدّد هاتَين الرئتَين، وبالتالي كوكب الأرض، لا سيّما أنّها مستمرّة منذ نحو ثلاثة أسابيع وقد فاق عددها هذا العام ما سُجّل في العام الماضي بنحو 80 في المائة، وفقاً لبيانات المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل. ووسط ما يمكن اعتباره “كارثة عالمية”، بدأ الادعاء العام في البرازيل تحقيقاته حول أسباب الحرائق الضخمة في غابات الأمازون، فيما دعت الأمم المتحدة وكذلك فرنسا الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو إلى التحرّك لحماية الغابات التي تستعرّ فيها النيران، والهدف إنقاذ “رئتَي الأرض”. لكنّ بولسونارو اتّهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعمل “بعقلية استعمارية”، بعدما كان الأخير قد أكّد أنّه سوف يبحث مع قادة مجموعة السبع في قمّتهم المقبلة قضية حرائق الغابات في الأمازون. ولم يتوقّف بولسونارو هنا، بل اتهم منظمات غير ربحية بالوقوف وراء “إشعال” عدد كبير من حرائق الغابات بعد تخفيض ميزانياتها.
بعيداً عن التجاذبات السياسية ومواقف الرئيس البرازيلي الذي لطالما أثار الجدال، كان لـ”العربي الجديد” حديث مع مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند (لبنان)، الدكتور جورج متري، حول الموضوع. يقول متري إنّ “حرائق غابات هذا العام كسرت الأرقام القياسية حول العالم، خصوصاً في الأمازون، حيث تستمر منذ ثلاثة أسابيع”، لافتاً كذلك إلى “حرائق استمرت على مدى ثلاثة أشهر، وما زال بعضها مشتعلاً، في دائرة القطب الشمالي. وتلك الحرائق التي تؤدّي إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، من شأنها أن تفاقم الاحتباس الحراري. فالسخام الناجم عن تلك الحرائق يعود ليسقط على الجليد، ويساهم بالتالي بذوبانه بطريقة أسرع. فالسخام يضعف قدرة الجليد على عكس أشعة الشمس والتالي الحفاظ على حرارة الأرض”.
يضيف متري: “بالعودة إلى الأمازون، فإنّ الحرائق هناك تتكرر في كل عام في مثل هذا الوقت، أي في موسم الجفاف الممتد من منتصف أغسطس/ آب وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني. وهذا العام، سُجّل نحو 75 ألف حريق في هذه المنطقة التي تُعَدّ الغابات الاستوائية الأكبر في العالم”. يُذكر أنّ بيانات المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل تفيد بأنّ هذا العدد هو الأكبر منذ عام 2013. ويتابع أنّ “تلك الغابات تضمّ مخزوناً كبيراً من الكربون الذي من شأنه أن يؤثّر على الاحتباس الحراري عندما يتحوّل إلى ثاني أكسيد الكربون بسبب الحرائق التي تُعَدّ الأكبر في المنطقة اليوم. كذلك فإنّ ثمّة أهمية إيكولوجية كبرى لتلك الغابات، إذ إنّها تضمّ ثلاثة ملايين نوع من النبات والحيوان”.
ويؤكّد متري أنّ “النار أداة سهلة لحرق الغابات وتحويل وجهة استخدامها. والحرائق الأخيرة من شأنها أن تحوّل الغابات إلى أراضٍ زراعية أو إلى مراعٍ أو إلى مساحات للمناجم. لطالما استخدم الإنسان النار لتحويل الغطاء الحرجي إلى مراعٍ، خصوصاً أنّ البرازيل تُعَدّ من أكبر الدول المصدّرة للحوم حول العالم. ولأنّها كذلك، فهي بحاجة إلى مساحات كافية لرعي الماشية”. ويكمل أنّ “ما يزيد الأمر سوءاً هو الجفاف الذي يصيب تلك المناطق، إذ إنّه يجعل التعامل مع الحرائق أكثر صعوبة. هو يُعَدّ مسرّعاً لتلك الحرائق. والمخيف أنّ الحرائق تساهم في تدهور الغابات. ونحن كنّا قد خسرنا منذ منتصف القرن الماضي نحو 15 أو 20 في المائة من الغابات، فيما نمضي في خسارة نسبة مشابهة. والخسارة تأتي من خلال الحرائق وكذلك قطع الغابات، علماً أنّنا نخسر في الدقيقة الواحدة مساحة تعادل مساحة ملعب كرة قدم. وتلك الخسارة من شأنها أن تتسبب في تفاقم حالة الاحتباس الحراري”. بالنسبة إلى متري، فإنّه “من الممكن الحديث عن أزمة مناخية، لا سيّما أنّ الحرائق في تلك الغابات تهدّد العالم كله وليس فقط منطقتها. فهي (حرائق الغابات) تأتي إلى جانب المشكلات البيئية الأخرى التي يعانيها الكوكب اليوم لتصعّب أكثر التعامل مع الأزمة، لا بل تؤدّي إلى تفاقمها. فذلك كله يفوق قدرة الإنسان”.
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى