صبرك هو عين نصرك يا قدس

طه محمد اغبارية
أيها الجبل الشامخ من الصبر الذي اسمه القدس لن تطول الايام حتى يتحول هذا الجبل الشامخ الى نجم زاهر من النصر , لان النصر مع الصبر ولان الفرج مع الكرب , ولان مع العسر يسرا , ومن اروع الاحاديث النبوية الشريفة التي تجسد هذا المعنى هو الحديث الحسن الصحيح الذي يروى عن سمرة بن جندب يوم ان قام يوما خطيبا فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( وانه – اي الدجال – سيظهر على الارض كلها غير الحرم وبيت المقدس , وانه يسوق المسلمين الى بيت المقدس فيحصرون حصرا شديدا ويوزلون ازلا شديدا – قال الاسود : تسع عشرة ظني انه قد حدثني ( اي ثعلبة عن سمرة ) ان عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يصبح فيهم فيهزمه الله عز وجل وجنوده حتى أن اصل الحائط او جذم الشجر لينادي : يا مؤمن هذا كافر مستتر بي , تعال فأقتله , وان يكن ذلك – اي لن يكون ذلك -حتى تروا امورا عظاما يتفاقم شأنها في انفسكم وتتساءلون بينكم : هل كان نبيكم صلى الله عليه وسلم ذكر لكم منها ذكرا , حتى تزول جبال عن مراتبها ) . فوفق هذا الحديث فأن البأساء والضراء والزلزلة ستشتد على القدس والمسجد الاقصى المباركين وعلى المرابطين والمرابطات فيهما، لان أهل الرباط هؤلاء سيحصرون حصرا شديدا ويكون الدجال الذي هو أخطر فتنة على وجه الارض هو الذي سيحاصرهم، ولأنهم سيزولون ازلا شديدا، وسيرون امورا عظاما يتفاقم شأنها في نفوسهم، وستزول جبال عن مراتبها وهم ينظرون اليها، مما يدفعهم، أن يتساءلوا فيما بينهم:
(هل كان نبيكم صلى الله عليه وسلم ذكر ذلكم منها ذكرا) ؟! ومع هول هذا الحصار وتبعاته، ومع ثقل الصبر فيه، ستنتصر القدس المباركة على الدجال وجنوده بإذن الله تعالى، فإذا كانت القدس المباركة ستنتصر على الدجال الذي هو أخطر فتنة في الارض، فستنتصر من باب اولى على الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يساوي إلا لسعة بعوضة الى جانب فتنة الدجال !! وهو أمر مجزوم به يؤكده الحديث الصحيح الذي يقول فيه الصحابي عبد الله ابن حواله رضي الله عنه: (. ثم وضع -اَي رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو على هامتي ثم قال :(يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الارض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك) !! فهذا الحديث يبشرنا ان حركة عاصمة الخلافة الاسلامية التي كانت ذات يوم في المدينة المنورة ثم انتقلت الى الكوفة ثم الى دمشق ثم الى بغداد ثم الى استنبول، ستستقر في قادمات الأيام القريبة في القدس المباركة
وستصبح القدس المباركة عاصمة اسلامية عالمية لخلافة اسلامية عالمية على نهج النبوة ستفرح بها الارض عما قريب لان هذه الخلافة ستملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا , وهذا ما نجده واضحا في الحديث النبوي الشريف الذي راه الامام احمد عن يونس ابن ميسرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا الامر كائن بعدي بالمدينة , ثم الشام , ثم بالجزيرة , ثم بالعراق , ثم بالمدينة , ثم ببيت المقدس فاذا كان ببيت المقدس فثم عقر دارها , ولن يخرجها قوم ثم تعود اليهم أبدا ), فهذا الحديث الشريف بعد ان يستعرض لنا الاماكن التي ستتنقل فيها عاصمة الخلافة الاسلامية يؤكد ان هذه العاصمة لا بد ان تستقر في نهاية المطاف في القدس المباركة , وستتحول القدس المباركة الى عقر دار الخلافة !! ويؤكد هذا المعنى ما رواه الطبراني عن ابي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج رجل من امتي يقول بسنتي، وينزل الله له القطر من السماء ويخرج له الارض من بركتها، تمتلئ الارض منه قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يعمل على هذه الامة سبع سنين وينزل بيت المقدس)، فهذا الحديث – في غالب الظن يتحدث لنا عن الامام المهدي عليه السلام وعن دوره الكبير في تحقيق السلام العالمي ويؤكد لنا ان الامام المهدي عليه السلام سيتخذ القدس المباركة عاصمة له !! وستصبح القدس المباركة خندق الايمان الاول بل خندق الفئة الصالحة الحرة من العرب) ويدل على ذلك ما روي في الحديث الصحيح عن ام شريك بنت ابي العكر التي كانت تستمع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ان كان يحدثهم عن عظيم فتنة الدجال فقالت ام شريك عند ذلك: (يا رسول الله فاين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، وجلهم في بيت المقدس، وامامهم رجل صالح) !! فرغم انف الحلف (العربي – الاسرائيلي) اليوم عما قريب ستعمر القدس المباركة بكل هذه المبشرات , وهذا هو معنى عمرانها في الحديث الشريف الذي رواه الامام احمد وابو دواد عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عمران بيت المقدس , وخراب يثرب خروج الملحمة , وخروج الملحمة فتح القسطنطينية , وفتح القسطنطينية خروج الدجال )!! فهي القدس المباركة التي ستزينها كل هذه المبشرات وبذلك يتحقق فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عمران بيت المقدس) وعندها سيفرح المرابطون والمرابطات بنصر الله القريب الذي بتنا نراه بأعين بصائرنا ثم سنراه بأعين ابصارنا يا قدس.