أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

البيت الابيض في المسجد الاقصى المبارك

صالح لطفي.. باحث ومحلل سياسي.
استهلال..
في رأس السنة العبرية الذي وافق الرابع عشر من ايلول\سبتمبر من عام 2015 اقتحم العشرات من المستوطنين المسجد الاقصى المبارك تحت حماية شرطية ومخابراتية وبتوجيه مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهو ما احدث رد فعل مقدسي وفلسطيني كبيرين وادى الى إندلاع مواجهات في المسجد الاقصى المبارك دفعت نحو محادثات مباشرة بين رئيس المكتب السياسي أنذاك خالد مشعل ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس للتنسيق البين فلسطيني لمواجهة هذا الصلف الاحتلالي الفاشي، وقد كان التصعيد الاحتلالي الاسرائيلي متعمدا سعت فه الاجهزة المختلفة لجس النبض على من طرف وصعيد عربي واسلامي ودولي وكانت ردود فعل العاهل الأردني شديدة جدا انذرت بقطع العلاقات مع إسرائيل وطلب العاهل الاردني تدخلا امريكيا مباشرا تدخل على أثره نائب الرئيس الامريكي جون بايدن ومن ثم وزير الخارجية الامريكية أفضت تلكم التفاهمات الى اخراج مجموعات اسماها الاحتلال المرابطون والمرابطات خارج القانون واعتقلت العديد من الشخصيات ودفعت الحركة الاسلامية وجمعيات اسلامية ذات صلة بالموضوع ثمنا باهظا، واعتقد انه لو أجرى الأخوة في الاردن أنذاك مراجعات ومقايسات سياسية وتقدير للموقف بموضوعية ودون مواقف مسبقة من اطراف بعينها ما كانت تريد للأقصى الا كل خير ما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من حالة يرثى له وضع المسجد وعباده ولذلك فأنا أزعم أن الاخوة في المملكة الهاشمية مدعون اليوم لمراجعات دقيقة وعميقة وصادقة قبل ان يقال أكلت يوم أكل الثور الابيض.
لا يمكن لمتابع لشؤون الاقصى أن تغيب عينه عن التحولات الجارية في المشهدين السياسي والاجتماعي في مدينة القدس والبلدة القديمة وسياسات الاحتلال التي لا تتوقف لتفكيك المجتمع المقدسي باعتباره صمام الامان والسور الاول والاقوى الواقي للمسجد الاقصى المبارك وإذا كانت احداث الاحد الدامي -يوم عيد الاضحى المبارك- قد كشفت عن عمق الضعف الاسرائيلي العسكري والمخابراتي والسياسي فقد كشفت في المقابل عن قوة المجتمع المقدسي بيدّ أن المشكلة الاساس تكمن في غياب قوة واعية ومرجعية يمكن ان تكون الموجه الامين لهذا المجتمع ” العظيم ” الذي يفتقد قيادة واعية توجهه وتحميه وتحمله… فنحن كبسطاء لا يهمنا كثيرا الشعارات الطنانة والخطابات النارية بل يهمنا في نهاية المطاف حمايتنا من تغول الاحتلال الساعي لتفكيكنا الداخلي وحمايتنا اقتصاديا ومعيشيا وأمنيا وانا هنا اتحدث كمقدسي رغم ان لست من سكانها ذلكم ان القدس في قلب كل مسلم موحد مؤمن بقضايا شعبه وامته فأذا كان الناس عموم الناس يسكنون المدن والنجوع فأن القدس تسكن في قلب كل مسلم حر أبي وفي القلب منها المسجد الاقصى المبارك.
الاحتلال يستعين بحليف وشريك..
معلوم ان الملك عبد الله الثاني حظي باعتراف فلسطيني وعربي بحق الوصاية الهاشمية على الاماكن المقدسة للمسلمين في القدس وفي القلب منها المسجد الاقصى المبارك وهذه الوصاية وبحق مفخرة للدولة الهاشمية ففي ابريل من عام 2013 أقرت السلطة الفلسطينية رسميا بهذه الوصاية وباركتها في المقابل فأنّ اسرائيل ” الدولة” اعترفت وفقا لاتفاقية العربا الموقعة مع الاردن في العام 1994 على المكانة الخاصة للاردن على هذه الاماكن المقدسة ولذلك فكل اختراق للوضع القائم في المسجد الاقصى يعتبر انتهاكا رسميا لاتفاقية مبرمة بين البلدين وتلحق ضررا بالغا بشرعية الحكم الهاشمي ويهز من مكانته اردنيا ولذلك نجد باستمرار موقفا اردنيا صلبا اتجاه الإنتهاكات الاسرائيلية في المسجد الاقصى المبارك ووفقا لما يرشح من معلومات فقد تعرضت المملكة في السنوات الثلاثة الأخيرة لضغوطات هائلة تتعلق بالمسجد الاقصى المبارك بعدئذ استعان الاحتلال الاسرائيلي بدول عربية سنية .
في هذا المقام يُحسب لرئيس الوزراء الاسرائيلي أنه حقق اختراقا في الدول العربية السنية بعدئذ أذ كان يتهيبها ويستعطف رضاها فأذا هي اليوم شريكته في التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته وعلى المسجد الاقصى المبارك ، فماذا تتوقع مثلا من رئيس دموي كالسيسي هدم مئات المساجد منذ الانقلاب العسكري ومنع الصلاة وفقا لاحصائيات رسمية في 25 الف مسجد ، هل تتوقع من مثل هذا الطاغية أن يتحرك من اجل المسجد الاقصى المبارك ، وماذا تتوقع من شخصية كمحمد بن سلمان علماني بثوب جامي يُحرَقُ النقاب علنا والحارقات يشكرنه على خطواته الجريئة في تحرير المملكة من الدين والتدين ، وهو الذي زج الالاف من العلماء في السجون وقتل العشرات ، وماذا تتوقع من الامارات العربية التي تناصب أهل السنة العداء شعوبا وعلماء وتقتلهم وتتآمر عليهم وتلاحقهم في اصقاع الارض.
في اكتوبر\تشرين اول من عام 2015 تحدث نتنياهو في لجنة الخارجية والامن وقال” إن العديد من أشكال التعاون مع دول عربية سنية قد توقف بسبب التوترات المحيطة بالمسجد الأقصى”. وأضاف: “من غير المريح بالنسبة لي أن أمنع زملائي الوزراء وأعضاء الكنيست من الصعود إلى [جبل الهيكل]، ولكن سيكون ثمن هذا الخرق أن ندخل جميعًا الى حالة كبيرة من الغموض وأنا لست مستعدًا لهذا – هأرتس، 26\10\2015″… لقد توصل نتنياهو الى هذه النتيجة التي لم ترض اوساطا اسرائيلية عديدة متشددة بعد ان تدهورت الاوضاع في القدس الى انتفاضة ما سميت آنذاك بانتفاضة السكاكين وهو ما تطلب تدخلا عربيا وفلسطينيا ودوليا لتهدئة الاوضاع ووقفها.
لقد استغل نتنياهو جيدا علاقاته الاستراتيجية عالميا واقليميا ونجح في التحرك بين نقاط الخلاف في الامة العربية الواحدة ودفع فريقا منها ليقف معه في وجه الشعب الفلسطيني وقيادته وهي اليوم تآزره من خلف ستار بمواقفه وسياساته التهويدية في المسجد الاقصى المبارك بيد ان الحكم الفصل في هذه التداعيات هو الشعب الفلسطيني وقواه الحية.
لقد اعتبر نتياهو ومن معه من المتطرفين اليهود ان اعتراف طرامب بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل قد شق الطريق الدولي لاستهداف المسجد الاقصى وإن ناقض هذا القرار كا قرار دولي، وكان لا بدَّ من خطوة امريكية على مستوى الرئاسة لتمنح الاحتلال صك الشروع في مشروعه التهويدي في المسجد الاقصى المبارك لذلك كان قدوم وفد رفيع المستوى من البيت الاربيض متجاوزا الاعراف والدبلوماسية الدولية واقتحامه الاقصى تحت حراسة مشددة من الامن الاسرائيلي على اختلاف انواعه استكمالا لمسيرة البيت الابيض الانجيلية الصهيونية في عملية التهويد للبيت المقدس. ولأن نتنياهو قد وضع الكثير من الدول العربية السنية في جيبه وأضحت حساباتهم ضيقة جدا تدور في فلك مصالح الانظمة واستمرار وجودها فهو سيخطو الخطوة الثانية ولكن بمباركة دولية يعلن فيها التقسيم المكاني للمسجد الاقصى المبارك ودفن الستاتوس كفوو نهائيا.. وفي توقعاتي أن هذا سيتحقق يوم يضمن انتقال بعض الدول العربية السنية كالسعودية ومصر والمغرب من الشمال الافريقي من طور الشريك – فهم اليوم يتشاركون في كثير من القضايا اما تعاونا كاملا او تنسيقا بينا- الى طور الحليف ونتنياهو اليوم في حلف استراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية بعدئذ تحكمت الانجيلية -الصهيونية في عهده في مفاصل الحكم الامريكي فالارضية المشتركة المتعلقة بالمسجد الاقصى بين عتاة الحكام في واشنطن وتل ابيب هي ارضية ايديولوجية تلتقي على استهداف المسجد الاقصى المبارك وأن كان لكل واحد منهم بعد ذلك سياساته المختلفة.وفي عهد طرامب بات واضحا ان واشنطن انتقلت من طور الشريك الى طور الحليف والمحور المستهدف اليوم من طرف الحليف والشركاء القضية الفلسطينية برمتها وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك ، ففي حين تحكم طغم علمانية مستبدة فاسدة منكرة للهوية الدينية للشعوب العربية المسلمة وتعمل ليل نهار على سلخ هذه الشعوب عن هويتها تقوم اسرائيل بعمل معاكس تماما أذ تعمل ليل نهار على بناء هوية دينية يكون ” جبل الهيكل” القاسم المشترك بينهم جميعا على اختلاف درجات تدينهم ، ولأننا نعيش عصر البلطجة الدولية فطرامب ومن معه من الصهيونيين والانجيليين يعملون ليل نهار على استثمار فترة حكمه لتحقيق اكبر قدر ممكن من الوقائع وفرض سياسات الأمر الواقع وهذا ما يحدث في المسجد الاقصى والقدس والضفة الغربية عموما وتطبق هذه السياسات بالقوة المفرطة ولعلنا نشاهد يوميا كيف تمنع سلطات الاحتلال ادنى انواع النشاط في القدس مهما كان نوعه ومستواه وذلك إمعانا من هذا الاحتلال بقتل الروح المعنوية عند أهل القدس الذين كما ذكرت صمام الامان الاول للمسجد الاقصى المبارك.
الوضع القائم ودور البيت الابيض في هدمه..
تاريخيا -ولو من باب الافتراض – كان من المتوقع ان يقوم الاحتلال بفرض واقع جديد في المسجد الاقصى المبارك فور احتلاله المسجد عام 1967من مثل السيطرة المطلقة عليه وتقسيمه ولكنَّ الذي حدث آنذاك ان الحكومة الاسرائيلية تحسبت من اية رد فعل دولي يقابل سياساتها في المسجد الاقصى يكون في مقدمته انسحابها من الضفة الغربية والقدس وطبعا المسجد الاقصى المبارك، وهو ما لا تريده لانها بالاحتلال لما تبقى من فلسطين تكون قد حققت الخطوة الاولى في مداميك دولة داود لذلك لجأت الى سياسات النفس الطويل الذي في مسيرته السياسية تتعقد الامور وتتشابك في الوقت الذي تبقى الخيوط كلها عند من يقف على رأسها ، وكسياسة تمهيدية جمعت بين تحقيق منجز مرحلي ابتدائي وأخر بعيد المدى لجأت الى تطهير حارة المغاربة فقامت بهدمها والسيطرة على ساحة البراق ومصلاه والحائط الغربي أي حائط البُراق وبذلك حققت آنذاك هدفين ارضت الشارع اليهودي واسكتت الاسرة الدولية بما في ذلك العرب الذي جرجروا أذيال الهزيمة بل أعادت للاردن اعتبارها الضائع وهو ما سيتطلب مستقبلا تنازلات تبدو للوهلة الاولى طفيفة تجمع بين الوصاية الاردنية واعادة الهيبة وتغلغل بطيء للسيطرة الاسرائيلية تتقاسم فيه وظيفيا مع الاوقاف مسؤولية المسجد لنصل الى هذه اللحظة الحرجة من تاريخ المسجد.
بين اللحظة الاولى عام 1967 واللحظة الراهنة عام 2019 جرت مياه كثيرة في نهر هذا المسجد ومحيطه تتطلب دراسات وأبحاث تفحص مكامن الضعف والقوة في هذه المسيرة وكيف يمكننا وقف هذا النزيف الذي بات يهدد المسجد والانسان.
لا شك عندي أن الاحتلال الاسرائيلي أجرى تقييما دقيقا لما جرى في المسجد الاقصى يوم عيد الاضحى وبعده وأن قدوم وفد امريكي تم استغلاله لتحقيق سياسات فرض الواقع الاسرائيلية التي يؤمن بها اصلا ساكن البيت الابيض والتي يعمل عليها نتنياهو على تحقيقها منذ عام 2012 علما أنَّ الاحتلال يسعى منذ عام 2000 لتغيير الوضع القائم ” الستاوتس كفوو” وقد نجح في ذلك عبر سياسات جمعت بين صمت اردني وعربي وفلسطيني رسمي كانت قاعدته الجامعة منطق المصالح بين مختلف هذه الاطراف ، وبين قوننة مستمرة لأفعالها في البلدة القديمة والقدس والمسجد الاقصى المبارك جعلت الباب المتعلق بالمسجد دوارا يمكن للاحتلال استغلال القانون وقتما شاء للتلويح بشرعية ما يقوم به.
لم يكن قدوم مجموعة من الموظفين في البيت الابيض عبثيا كما ذكرت فالاحتلال في القدس وإن كانت سياساته متهورة الى انه محاط بمجموعة من المؤسسات البحثية التي تشير عليه وتوجهه وصار من الضرورة مشاركة وفد من البيت الأبيض الممثل للدولة الأقوى في العالم في اقتحام المسجد الاقصى المبارم مهم لتحقيق غايات ثلاثة: تأكيد السيادة الاسرائيلية على المسجد، شرعنة الاحتلال وأنهم يعيدون حقهم التاريخي الذي لم تتضمنه اتفاقيات الستاتوس كفوو التي اقرها السلطان العثماني بين سنوات 1852-1856 والتي بموجبها تم تنظيم حقوق الطوائف المسيحية في سبعة اماكن مقدسة للنصارى في الناصرة والقدس وبيت لحم ولم يُذكر انذاك وضع اليهود ، وتقسيم المسجد الاقصى المبارك فالاحتلال يخشى من اية عملية في المسجد الاقصى يترتب عليها رد فعل عربي واسلامي قد ينهي عروش الطواغيت العرب ولذلك ثمة حاجة للأستعانة المباشرة بالبيت الأبيض الذي يدفع نحو هذه السياسات وكما يبدو فان صفقة القرن تشمل مثل هذه الخطوات التي تسبق الاعلان النهائي عن تفاصيلها الدقيقة التي يبدو انها تكشفت تباعا كجرعات استقبلها العرب والفلسطينيون.
ما حاك جلدك ألا ظفرك…
في امثالنا الشعبية يقولون ” فاقد الشيء لا يعطيه” وأذا انطلقنا من منطلق ان الاحتلال يعمل منذ هبة القدس والاقصى عام 2000 في الداخل الفلسطيني والقدس على تدمير المجتمعين ، ولأننا اليوم أمام حالة تجمع عددا من المتناقضات تدفعنا للوهلة الاولى ظنَّ السوء بمجتمعاتنا التي تعاني معاناة شديدة بعدئذ تبدلت اولوياتها وانماط حياتها ،وهو ظن فاسد ، أثبت فساده احداث هبة القدس والاقصى عام 2000 واحداث عام 2014 واحداث عام 2015 وعام 2017″ البوابات الالكترونية” وأخيرا صلاة نفير عيد الاضحى المبارك من هذا العام ،ولكن كون المسجد الاقصى مسألة عقدية ” فطرية ” غائرة في النفس المسلمة مهما ران عليها الران فأننا أمام تصورات جديدة حول راهن المسجد ومستقبله وأن بدا للوهلة الاولى ان الاحتلال قد قارب تحقيق مآربه في ظل ما سردت آنفا وفي ظل الايديولوجيات العلمانية الفاجرة التي تحكم واقعنا العربي من محيطه الى خليجه فالمسجد الاقصى قضية ذات بعد عقائدي والتعاطي معها على هذه الارضية واجب هذه المرحلة ويجب ان يتم في سياقات ايديولوجية ولا بأس ان نتعلم من غلاة اليهود كيف يأدلجون قضية المسجد الاقصى وكيف تغلغلوا في شرايين الاحزاب على اختلاف مشاربهم بعد أن نجحوا في جعل هذه القضية فوق حزبية ومحل اجماع قومي ووطني، وهذه هي مهمة العلماء والمفكرين والادباء والساسة ، مهمتهم اليوم أدلجة قضية المسجد الاقصى المبارك فكما ان الاحتلال يؤدلجها فأن المقابل يجب ان يكون على نفس المستوى ويزيد فيها فضلا ، وبما أنه بات واضحا ان العلمانية العربية الاقصائية تعمل جاهدة على استغلال الوضع العربي الراهن لابعاد الدين عن جادة الحياة اذ الحرب اليوم ليست مع الحركات الاسلامية ولا مع المشاريع الاسلامية بل مع الاسلام ذاتا وموضوعا فأنه لا يرجى من هؤلاء قط أمل في الوقوف الجاد لجانب قضية االمسجد الاقصى اللهم الا ضريبة الكلام المتعلقة بالحريات العامة والحريات الشخصية والحريات الدينية والتي تفسر على اكثر من وجه وجهة . في هذا الخضم فأن مثلنا الشعبي هو الرائد في هذه الحالة ” ما حاك جلدك الاظفرك” والمسجد الاقصى وشعبنا الفلسطيني في كل اماكن تواجده بأمكانه وقف هذه المهزلة وهذا الغي والفجور الاحتلالي ولنا في التاريخ المثال والعبرة والحكاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى