أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لعبة الكنيست ومناصرة عايدة توما للشذوذ الجنسي

هذا المقال الذي نشرته صحيفة المدينة المتمثلة برئيس تحريرها الصحافي عبد الإله وليد المعلواني في عددها الصادر اليوم الجمعة (16/8/2019) والذي على إثره أثيرت ضجة إعلامية مما دفع الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة بإصدار بيان يدينان في “الهجمة المنفلتة على الرفيقة النائب عايدة توما سليمان” بحسب وصفهم.

صحيفة المدينة
“عايدة توما سليمان” عضو كنيست عن “القائمة المشتركة” وليست عضوا عن “الجبهة”. فهي وإن كانت تنتمي إلى “الجبهة” التي تمثل قناعاتها السياسية، إلا أنها تنتمي إلى “القائمة المشتركة” في حيازتها على منصب عضو “كنيست”، وفي نشاطها الكنيستي المربوط بهذه القائمة، سواء كان النشاط الكنيستي داخل مبنى الكنيست أو خارجه. و”عايدة توما سليمان” لم تتقلد منصب “عضو كنيست” باسم الجبهة بل باسم القائمة المشتركة، وهذا يقول لكل عاقل إنها تقلدت هذا المنصب بفضل أصوات جماهيرنا المنهكة في الداخل الفلسطيني، وليس بفضل جهد “توما” الشخصي. ولذلك فإن بعض من دعمها بصوته هن نساء محجبات لا زلن يحافظن على صلاة الفجر يوميا، وعلى سائر الصلوات كل يوم منذ سنين طويلة!! وإن بعض من دعمها بصوته رجال ملتحون لا يزالون يصلون ويصومون ويحجون ويزكون منذ سنين طويلة!! ولا يزال هؤلاء الرجال والنساء يرتلون القرآن الكريم منذ سنين طويلة، ولا يزالون يقفون في القرآن الكريم على آيات قرآنية تحرم الشذوذ الجنسي، وتلعن مرتكبيه؛ سواء كانوا رجالا أو نساء، وتتوعدهم بعذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة. ولا يزال هؤلاء الرجال والنساء الذين دعموا بصوتهم “توما” يقرأون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يزالون يقفون عند عشرات الأحاديث النبوية منها التي تستقبح الشذوذ الجنسي والتي تأمر بنبذه والإنكار على فاعليه، ومعاقبتهم سواء كانوا رجالا أو نساء!! وإلى جانب ذلك فإن هناك رجالا ونساء من الأهل المسيحيين قد دعموا بأصواتهم “توما”، ولا يزالون كلما قرأوا العهد القديم – أي توراة اليوم والعهد الجديد -أي إنجيل اليوم – يقفون على نصوص صريحة تحرم الشذوذ الجنسي وتدعو إلى معاقبة فاعليه؛ سواء كانوا رجالا أو نساء!! وإلى جانب ذلك فإن هناك رجالا ونساء من جماهيرنا المنهكة الكادحة في الداخل الفلسطيني قد دعموا بأصواتهم “توما”، وهم ليسوا من المتواصلين مع القرآن والأحاديث النبوية، أو مع العهدين القديم والجديد، ولكنهم محافظون ويتمسكون بقيمنا وثوابتنا العروبية الفلسطينية، ويجدون أنها كانت ولا تزال تنبذ الشذوذ الجنسي منذ العصر الجاهلي، ولا تزال تعلن عليه حربا لا هوادة فيها، ولا تزال هذه القيم والثوابت العروبية الفلسطينية تحمل المبدأ القائل: “تموت الحرة ولا تأكل بثديها” تأكيدا منها على نبذ الزنا، ومن باب أولى نبذ الشذوذ الجنسي!! ولا تزال المرأة المتمسكة بهذه القيم والثوابت تتساءل بصيغة الاستنكار والتعجب أوَتزني الحرة؟! ولا يزال الرجل المتمسك بهذه القيم والثوابت يقول بلغة المصدوم والمستنكر للشذوذ الجنسي: ما كنا نعلم أن هناك من ارتكب الشذوذ الجنسي في الأرض حتى أخبرنا عن ذلك القرآن الكريم!! ولعل الكثير من هؤلاء المحافظين -رجالا ونساء من أعضاء “الجبهة” أو أنصارها. ولكن “عايدة توما سليمان” تجاهلت كل هؤلاء، وتجاهلت الأصوات التي دعموها بها، والتي بفضلها تقلدت منصب “عضو كنيست”، وداست على قيمهم وثوابتهم الإسلامية العروبية الفلسطينية!! والعجب كل العجب أن “توما“لم تكتف بتصدر مظاهرة في حيفا تناصر الشذوذ الجنسي، أي تعلن حربا على قيمنا وثوابتنا الإسلامية والعروبية الفلسطينية، بل إن “توما” راحت بعد تلك المظاهرة تفلسف الشذوذ الجنسي عن سبق إصرار!! وتنشر عن وجوده عن سبق إصرار في مجتمعنا المنكوب، على حساب استئصال جانب من قيمنا وثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، وراحت تتهم في تصريحاتها الاستغفالية الشاذة أن من يدعو إلى محاربة الشذوذ الجنسي فهو يدعو إلى الكراهية والعنف والإكراه!! فهل معنى ذلك أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية والعهدين القديم والجديد تدعو إلى الكراهية والعنف والإكراه؟! وهل معنى ذلك أن قيمنا وثوابتنا الإسلامية والعروبية والفلسطينية تدعو إلى العنف والكراهية والإكراه؟! لا بل إن “توما” لم تتردد أن تقول ضمن مقابلة لها في صحيفة “كل العرب “بتاريخ 9/8/2019: (مشاركتي في المظاهرة الاحتجاجية ضد العنف تجاه المثليين/ات -أي الشواذ جنسيا – والمتحولين/ات جنسيا -أي الشواذ جنسيا-هو الخطوة الطبيعية والمطلوبة ضمن قناعاتي ونضالي الأساسي ضد جميع أشكال العنف) !! وهذا يقول إن توما تعتبر كل مجتمعنا الكادح والمنكوب في الداخل الفلسطيني هو مجتمع عنيف، إلا مِن “توما“ومن يناصرون الشذوذ الجنسي. وهذا يقول إن “توما” يوم أن تصدرت تلك المظاهرة في حيفا التي دعت إلى مناصرة الشذوذ الجنسي، فإن ذلك لم يكن مجرد خطوة عابرة في حسابات “توما”، بل هو “قناعات”، وهو “نضال أساسي“في حسابات” توما”. ولذلك ليعلم كل رجل وامرأة من مجتمعنا الكادح المنكوب أنه يوم أن يتوجه إلى صندوق لعبة الكنيست _ والعياذ بالله تعالى-بتاريخ 17-9-2019، ويوم أن يدلي بصوته لـ “توما” فهو لا يدلي بصوته لشخص “توما”، بل هو يدلي بصوته -سواء قصد أم لم يقصد-لقناعات “توما” ونضالها السياسي الذي يناصر الشذوذ الجنسي!! بل هو لا يدلي بصوته للجبهة كمركب من” القائمة المشتركة“، بل هو يدلي بصوته للجبهة التي صادق أعضاؤها في دورة لعبة الكنيست العشرين على سن قانون كنيستي لحماية الشذوذ الجنسي باسم أصوات جماهيرنا المنهكة في الداخل الفلسطيني!! وهو أبشع مما فعلته توما في مظاهرة حيفا!! بل هو لا يدلي بصوته للقائمة المشتركة كإرادة شعب؛ كما يدَّعون، بل هو يدلي بصوته لسائر مركبات القائمة المشتركة: (الجنوبية والتجمع والطيبي) التي امتنعت عن معارضة سن ذاك القانون الكنيستي الذي يدعو لحماية الشذوذ الجنسي. وبذلك ساهمت بطريق غير مباشر بإقرار ذاك القانون الكنيستي، لأنها لو عارضته لسقط ذاك القانون، ولكنها امتنعت عن معارضته باسم أصوات جماهيرنا المنهكة بعامة في الداخل الفلسطيني، وباسم الأخوات المحجبات والإخوة الملتزمين الذين نحبهم، ولكنهم استُدرِجوا إلى لعبة الكنيست، واستُدرِجوا لوضع أصواتهم في صناديق لعبة الكنيست!! ثم باسم الأهل المسيحين المتمسكين بالعهدين الجديد والقديم!!
لذلك نقولها بكل أسى: هذا بعض ما جنت علينا لعبة الكنيست من مآس معيبة!! وآن الأوان أن تطلِّقوها ثلاثا، طلاقا أبديا لا رجعة فيه!! وآن الأوان أن نشمر عن سواعد الجد لتنظيم مقاطعة الكنيست، وانتخاب لجنة المتابعة انتخابات مباشرة، وبناء مسيرتنا بناء عصاميا معرفيا وواعيا وراشدا يليق بمجتمعنا في الداخل الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى