أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

ما بعد مرسي: أنموذج الإخوان المسلمين في مصر تطور الفكر السياسي عند الاخوان في مصر (5)

صالح لطفي-باحث ومحلل سياسي
كنت قد تناولت في المقالات السابقة تطور الفكر السياسي عند جماعة الإخوان المسلمين من خلال عملية تحقيب زماني قدمته في مقالتي الصادرة في 12/7/2019، وأشرت فيها الى أن المرحلة الثالثة من تطور الفكر السياسي للجماعة مع بدايات سبعينات القرن الماضي حين كان المرشد الثاني للجماعة فضيلة الإمام حسن الهضيبي رحمه الله تعالى (تولى منصب المرشد العام لمدة ستة شهور عام 1949 ثم انتخب من قبل الاخوان جميعا عام 1951 لهذا المنصب وبقي فيه يقود الجماعة حتى توفاه الله عام 1973) حيث أعاد ترتيب صفوف الجماعة من جهة، وتعضيد وضعياتها الفكرية والتربوية والسياسية من جهة أخرى، وكان الإمام قد استشعر ومعظم القيادة انتهاء عصر الناصرية بعد هزيمته الكبرى مع إسرائيل، ووضع لبنات تأسيسية ساهمت في تطوير الفكر السياسي للإخوان بعد الفتنة، حين عصمها من فتنة تكفير الأعيان وبسط كتابه “دعاة لا قضاة” بين الاخوان، وبدأت معالم تطور هذا الفكر السياسي الذي اعتمد فقه وأساس المشاركة.
قبيل الثورة المصرية عام 1952 كانت مصر تمور مورا، ففي تلكم السنوات-ما بين سنوات العشرين وحتى قيام الثورة عام 1952-كانت هي الوجه الطلائعي والقائد للتحولات الجارية في المنطقة، فهي تمور في الأحزاب والافكار والطروحات، وفي تلكم الفترة كانت مصر وجهَةُ الافكار اليسارية والشيوعية والوجودية والليبرالية والإسلامية، ورفع فيها عاليا مشروع القومية والوحدة العربية. كانت آمال العرب معقودة نحو مصر لتخرجهم من تيه الاستعمارين الفرنسي والبريطاني وأسموها الشقيقة الكبرى، راودتهم أحلام الوحدة العربية، وكثرت الاجتهادات لتحقيق هذه الحُلم وكان من بين هذه الاجتهادات ما طرحه الاخوان المسلمون من تصورات وطروحات تتعلق بقضايا الوحدة والسياسة والفكر السياسي، وما طرحه عبد الناصر الذي نجح في استغلال اللحظة التاريخية والاشواق للحرية والاستقلال والكرامة. في هذا الصدد من الأهمية بمكان أنْ يعلم القارئ الكريم والقارئة الكريمة، أنَّ ملامح تطور الفكر السياسي لم تتوقف للحظة في مسيرة هذه الجماعة ذلك أنها جماعة تعاطت مع الواقع على أساس من فهمها للإسلام باعتباره ناظم للحياتين السياسية والاجتماعية.
تشير الأحداث التاريخية التي وثّق تفاصيلها الدقيقة جمع كبير من الاخوان أنَّ الأمام الهضيبي رحمه الله، كان من الرافضين مطلقا لقرار منع الاحزاب والتعددية السياسية الحزبية وحرية الصحافة، وصادم من أجلها مجلس قيادة الثورة بقيادة عبد الناصر واستمر على نفس السياسة ومضى بها قُدُما المرشد الثالث عمر التلمساني.
إعادة البناء الإخواني
بين سنوات 1970-1984 تمَّ إعادة البناء الاخواني الذي هَدمَ كثيرا من أركانه النظام الناصري وقبضته الاستبدادية، وخلال هذه السنوات تم تَشَكُل الفكر السياسي والثقافي للإخوان المسلمين وللجماعات الإسلامية، عموما، وكان للجماعة الاسلامية في الجامعات الفضل الأكبر في اعادة البناء الاخواني وهذا الجيل كما وصفه حسام تمام “فإذا كان الجيل الاول بنّاويا خالصا ( نسبة للإمام البنا) فقد حمل جيل الستينات وربما الخمسينات أيضا تأثيرات قطبية (نسبة للأستاذ سيد قطب) جعلته مختلفا عن سابقه، بينما انفتح جيل السبعينات على مؤثرات ومدارس فكرية وشرعية، فكان أبعدها عن الفكرة الاخوانية النمطية، لقد عرف هذا الجيل المعارك بل الحروب الايديولوجية والسياسية وشهد أكبر الاستقطابات وأشدها سخونة، لكنه ظل قادرا على العمل المشترك وتجاوز التمترسات في الخنادق التنظيمية والايديولوجية”.
كان للطلاب الدور الاساس في إعادة الحالة السياسية للمجتمع المصري وتعتبر مظاهرات الطلاب المصريين عام 1968، والتي طالبت بمحاسبة المتسببين بالهزيمة نقطة فاصلة في تلكم الحقبة، وكان لهذه الطليعة الطلابية الدور الأساس في الاحيائية الدينية والسياسية المصرية، فقد توافق آنذاك الشرط التاريخي المؤسس للعملية الاحيائية، المتمثل آنذاك بوصول المشروع الناصري الى باب مسدود وفشله فشلا مدويا، مما أعاد جموع الناس الى الدين وإلى المشروع الاسلامي الذي تنادت به وإليه جماعة الاخوان المسلمين.
يعتبر الباحثون في تاريخ الجماعة أن سنة 1984 سنة فارقة في تاريخها إذ كشفت عن عمق التحولات التي أحدثتها الحركة الطلابية الاسلامية وذلك بحسم الاخوان خيارهم في العمل السياسي المُشَارِكْ، ونجم عن ذلك تحالفا مع حزب الوفد في ذلك العام لخوض انتخابات البرلمان المصري، والتحالف مع حزبي العمال والاحرار عام 1987 وهو ما شكل انفتاحا على الآخر سياسيا ورعاه المرشد الثالث بنفسه، وكنت قد أشرت في مقالة سابقة إلى أنَّ هذه المرحلة امتازت بالحفاظ على الموروث السياسي الاخواني بشقيه المنسوب للشهيدين سيد قطب وحسن البنا، وفي الوقت ذاته غلَّبت الجماعة ابتداء من المرشد التلمساني ومن جاء بعده فكر المشاركة السياسية والتعاون مع كافة الكتل السياسية للخروج بمصر من النفق الذي أدخلها إياه عبد الناصر بعد أن حلَّ الاحزاب وأممَّ الدولة، والحقيقة التي يجب أن تقال في هذا المقام أنَّ عبد الناصر ومعه قيادة الثورة لم يكونوا مباشرة وراء الردة عن التعددية السياسية وقيام الاحزاب وإن كانوا يطمعون بذلك كما تكشفت الامور بعد ذلك، وإلغاء الاحكام العرفية وإقامة نظام دستوري التي اعلنوها في الخامس من مارس من عام 1954، وإنما كان خلفها جموع غافلة أو مستغفلة وفي مقدمتها الطبقة الوسطى التي تحسبت من عودة الباشوات للحكم والسيطرة على مقاليد البلاد وبدأت آنذاك موجات من الاضرابات والاحتجاجات شملت تقريبا كافة مرافق الحياة، تطالب بعودة مجلس قيادة الثورة، ولقد نجم عن هذه العودة التي شكلت تفويضا جماهيريا لمجلس القيادة التكأة التي على أساسها حكم عبد الناصر البلاد بالحديد والنار.
من الضرورة بمكان أن نتطرق الى السنوات التي حكم فيها عبد الناصر بين سنوات 1952-1970 وهي السنوات التي تركت بصماتها ولا تزال الى هذه اللحظات في حياة الامة العربية والشعب المصري بشكل أساس باعتبارها بلورت الواقع السياسي المصري والعربي وشكلت الاساس للخارطة الذهنية السياسة الاخوانية، إذ كانت العقلية السياسية الاخوانية في عصر الامام البنا أي ايام الحكم الملكي على غيرها ايام الحكم الاستبدادي الناصري كما بينت في مقالاتي السابقة، وإن تواصلت من حيث النسيج الفكري على اعتبار وحدانية المنبع ممثلا بالكتاب والسنة، وقد تركت هذه السنوات القليلة جروحا غائرة في الجسد الاخواني والعقلية الاخوانية والاسلامية عموما، وأسست لمدارس فكرية اسلامية ناوأت الاخوان بل ومع تطوراتها وصيروراتها كفرتهم، سواء تعلق الامر مباشرة بسبل تعامل الجماعة مع ذلك النظام ورفضها مبدأ تكفير الاعيان رغم حجم الجرائم التي ارتكبها بحقهم ومن جاء بعده أو بسبب ما لحق من تطور طبيعي في الفكر السياسي الاخواني من مشاركته في الانتخابات للبرلمان وتحالفاته السياسية مع كتل غير إسلامية، وهو ما رفضته تلكم الجماعات وشغبت عليه، بل واعتبرت مجرد المشاركة في الانتخابات حالة كفرية، ومعلوم أن الاخوان بعد خروجهم من محنة السجون والمعتقلات بعد الانقلاب الذي قام به السادات على الاتحاد الاشتراكي ورموز المرحلة الناصرية وميثاقها الاشتراكي، توسل الجماعات الاسلامية لمواجهة التيار الاشتراكي الذي تغلغل في شرايين الحياة السياسية والمجتمعية المصرية، وقد استثمر الاخوان بفضل حنكتهم وتجاربهم ووجود قيادات راشدة فيما بينهم تلكم السنوات لتحقيق انطلاقات ثلاثة كان لها كبير الاثر الايجابي على الامتين العربية والاسلامية، إعادة بناء الاخوان في مصر وإعادة العلاقات الاخوانية العالمية وتوسل السياسة والعمل السياسي لدخول معتركات الحياة.
المراحل الاربعة في العهد الناصري
تميزت مرحلته التي استمرت ثمانية عشرة عاما من الناحية السياسية بعدة ميزات ليس أخطرها صلته المباشرة وغير المباشرة بالاستخبارات الامريكية، واعتقد أن اهتمام المخابرات الأمريكية مبكرا بهذا الرجل جاء على خلفية تعرفه على الاخوان بل واعتباره نفسه واحدا منهم، وعبد الناصر لم يتعرف فقط على الاخوان بل وخبر نظامها الخاص وعرف موقف الجماعة عمليا من الحركة الصهيونية ومن إسرائيل، وهو كما يشير بعض الباحثين في سيرته الذاتية جمع حين توليه الحكم بين أشواقه لتحقيق الوحدة العربية وشهوته الاستبدادية وبين برجماتية سياسية في الحكم من حيث علاقاته مع المعسكرات والكتل الكبرى التي تحكمت في العالم آنذاك، ولذلك ثمة زعم أن الولايات المتحدة كان يهمها تعزيز الحالة الاستبدادية عنده وكان لهم دور أساس في مساعدته لتحقيق هذه النزعة الاستبدادية ومشروعه القومي غير المكتمل الأركان ( انظر كتاب لعبة الامم صفحة 82 ودوهم في تحويل مصر الى دائرة تجسس كبرى) للحيلولة دون تأسيس وحدة عربية جامعة تقودها مصر “الشقيقة الكبرى” على أساس من الاسلام كدين ناظم للحياة يمكن للعرب إن استندوا إليه أن يمثلوا تحديا حضاريا يقابل الرأسمالية الليبرالية التي قادتها آنذاك الولايات المتحدة والاشتراكية الماركسية التي قادها الاتحاد السوفياتي وتشكلت حولهما معسكرات عابرة للقارات.
تميزت فترة حكمه التي أسست فيما بعد للحالة المصرية على مدار ستة عقود بأربعة مميزات الخصها تلخيصا غير مخل: بين سنوات 1952 وحتى سنوات 1956 تم انهاء مكونات النظام الملكي السابق وبدايات تأسيس نظام مصري كانت بداية تجلياته بمواقفه المناهضة للغرب عموما ولبريطانيا خصوصا، ونجح في إنهاء الوجود الاستعمار البريطاني الذي ربض على أرض مصر 74 عاما وذلك بعد تأميمه قناة السويس في 26 يوليو من عام1956، ودخوله حربا ثلاثية مع اسرائيل وبريطانيا وفرنسا، حيث جوبهت هذه الحرب برفض مطلق من قبل الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، واعتبرت اتفاقية الجلاء مع الاحتلال البريطاني في الثامن عشر من يونيو من نفس العام انتصارا خالصا للثورة، رفع عبد الناصر في عيون المصريين والعرب مكانا عليا، وجعلته شخصية استثنائية في النفسيتين العربية والمصرية، وقام بتأميم الأراضي الزراعية من كبار الملاكين واعاد توزيعها وحدد كمية الاراضي التي يمكنهم حيازتها بمئتي فدان، وخمسون فدان لكل من الولد الاول والثاني، بيدَّ أن الرجل استثمر هذا كله لتحقيق مكسب شخصي إذ حيَّد من قيادات الثورة من كان يمكن أن يقف في طريقه، واعتقل قيادات الاحزاب والعمل السياسي والغى دستور عام 1923 وضرب بعنف شديد الاخوان المسلمين، وأعدم قياداتهم الذين لولاهم لما قامت الثورة، وكان قد اختلف مع الاخوان في اربعة قضايا أساسية تركت آثارها الى هذه اللحظات على مجمل الحياتين المصرية والعربية، وإن كان الشأن مصريا خالصا والقضايا كما ذكرها مؤرخ الجماعة الشيخ محمود عبد الحليم في كتابه الموسوعي عن تاريخ الاخوان في المجلد الثالث من أحداث صنعت التاريخ، أن الخلاف وقع حول تحكيم الشريعة وسبل تحكيمها، والحكم الدستوري وارتباطات الامر بتحجيم صلاحيات الرئيس بناء على ذلك وحرية العمل السياسي، والاصلاح الزراعي، والمدى الذي يجب أن يصل إليه، وعودة الجيش الى الثكنات العسكرية ومن ارتضى منهم البقاء فعليه التخلي عن بزته العسكرية والانخراط مطلقا بالعمل السياسي. ولكنَّ هذه المطالب رفضها عبد الناصر تحديدا واستغل الامر للفتك بالجماعة وقام بتفكيكها وضربها وإعدام كوكبة من قياداتها في مقدمتهم العلامة عبد القادر عودة وشكل ضربه للإخوان المسلمين عمليا بدايات تجل نظامه الاستبدادي وقد عزز هذا النظام بشبكة من الجواسيس وأوكل الى زكريا محيي الدين مهمة العمل المخابراتي والتجسس على المؤسسات المدنية والعسكرية والخاصة، ونمت شبكة من الجواسيس كان من اعضائها ماسحي الاحذية في الشوارع وعمال الفنادق وخدم المنازل والنوادي وسائقي السيارات وأصحاب المحال التجارية والدكاكين وممثلين وممثلات، باختصار أحال عبد الناصر مصر الى محبس كبير على طول الارض المصرية، وجعلها دائرة تجسس كبرى لحماية سلطته وجبروته، وهو ما خلق حالة من الخوف والهلع الشديدين بين الخاصة والعامة، وبين سنوات 1956-1961 تقدم عبد الناصر عربيا وفتح افاقا واسعة اقليمية ودولية، تجلت في تأسيس حركة دول عدم الانحياز عام 1955 على اثر مؤتمر باندونغ بالاشتراك مع رئيس الوزراء الهندي جواهر نهرو والرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو والذي عقد مؤتمره الاول عام 1961 في العاصمة اليوغسلافية آنذاك بلغراد، واقام الوحدة مع سوريا عام 1958 والتي استمرت حتى عام 1961 وخلال هذه المرحلة، شرعت مصر بتنفيذ مشاريع داخل مصر طالت كافة شؤون الحياة المصرية ولامست الانسان المصري واعتمد عبد الناصر الاشتراكية اساسا لحل كافة مشاكل الشعب المصري من مثل الرعاية الصحية والتعليم المجاني وتحديد أجور معقولة للعمال والاسكان بأسعار معقولة وتعليم المرأة والحد من الفقر في المناطق الريفية وتفعيل وكفالة قانون الاصلاح الزراعي، وقابل هذه السياسات التي ارتضاها الشعب المصري خاصة البسطاء وعامة الناس، سياسات بطش وتنكيل بالأحزاب السياسية فسجن الآلاف من الاخوان المسلمين والعشرات من ضباط الجيش، وشرع بتحويل النظام الى نمط سوفيتي رفضه بعض قادة الثورة مثل عبد اللطيف البغدادي وحسين الشافعي، ولقد استغل عبد الناصر هذه المشاريع لتعميق سيطرته السياسية والمجتمعية وشرعَ برصد كافة تحركات ابناء مصر وعظَمَّ من مخابراته وبسبب سياساته الاستبدادية فشلت الوحدة مع سوريا عام 1961، وخلال فترة حكمه ومن خلال طرحه للميثاق ولفلسفة الثورة فقد سعى ابتداء لدمج الفكرتين الاسلامية والاشتراكية ، وكان أن بادر الى عملية تحديث شاملة في الازهر ووضع اليد بالمطلق على كافة الاوقاف الازهرية التي كانت تموله وتجعله بمنأى عن تسول السلطات الرسمية واستعمل الازهر كأداة مواجهة مباشرة للإخوان المسلمين ويمكن تلمس هذه السياسات منذ عام 1953-1954، وأجبر الازهر على الاعتراف بالعلويين والدروز والشيعة كطوائف من المسلمين أي ليسوا مرتدين او خارجين عن الملة، وذلك ضمن سياساته الرامية لتحقيق وحدة عربية شاملة. والفترة الثالثة امتدت بين سنوات 1962-1966 وتميزت باستمراره في تعميق المشاريع داخل مصر على اسس من فهمه للاشتراكية دون التنازل عن البعد العربي القومي الناصري، وتورط في حرب اليمن التي انهكت الجيش المصري وكانت من الاسباب الاساس في هزيمته عام 1967، وخلال هذه السنوات استمر في قبضته الحديدية داخل مصر واستمر في ملاحقة الاخوان المسلمين وقام بحملته الاوسع في اعتقالات الاخوان واعدم كوكبة من العلماء كما فعل عام 1956 وخلال هذه السنوات تم التجريف النهائي للحياة السياسية المصرية وربطها بالمطلق بما سمي آنداك الاتحاد الاشتراكي.
فيما تميزت سنوات 1966-1970 بانكفاء عبد الناصر خاصة بعد هزيمته النكراء عام 1967 وتخفيف قبضته الحديدية واعتبرت مظاهرات الطلاب عام 1968 انهاء حقيقي للسيطرة الناصرية التي فشلت في كل شيء وأدخلت البلاد في نفق من الإحباط الكبير، فيما كانت لدروس وخطب الشيخ محمد الغزالي وللجمعية الشرعية ولسيد سابق، دور كبير في إعادة الوعي الديني والتأكد من صوابية المشروع الاسلامي الذي نادى به الاخوان المسلمون.
سياسيا خرج الاخوان من سجون ناصر مثقلين بعدة هموم في مقدمتها حال الشعب المصري وأوضاعه عموما والاستبداد السياسي الذي استمر عليه السادات، وظهور جماعات اسلامية تكفر النظام والمجتمع الذي يقبل به وتداعيات النكسة مصريا وعربيا وفلسطينيا، وهو ما استوجب منهم تقديم إجابات على تداعيات المرحلة الناصرية وسبل علاجها والخروج من مأزقها.
يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى