أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

ماذا وراء تجدد قصف طيران حفتر لـ”مصراتة”؟

أثار قصف القوات التابعة للواء الليبي، خليفة حفتر لمقر الكلية الجوية في مدينة “مصراتة”، ردود فعل وتساؤلات حول أهداف العملية في هذا التوقيت وما إذا كانت هناك خلايا نائمة في المدينة تؤيد عدوان “حفتر” على طرابلس.

وقصف الطيران التابع لـ”حفتر” مهبط الطائرات في الكلية الجوية في مدينة مصراتة بغرب ليبيا مخلفة خسائر في طائرة شحن كانت تتواجد أثناء القصف الذي لم يخلف خسائر بشرية، وسط مزاعم من قوات “حفتر” بأنها دمرت طائرة أوكرانية أيضا.

“تصعيد وتغطية”

وجاءت هذه الخطوة التصعيدية بعد يوم واحد من قصف قوات “حفتر” لمدينة مرزق في الجنوب الليبي وقتل أكثر من 40 شخصا، وسط إدانات دولية ومحلية ومطالبة من الحكومة بإجراء تحقيق دولي عاجل للوقوف على الجريمة ومعاقبة “حفتر” وقادته.

ورأى مراقبون أن “القصف ربما يستهدف رفع معنويات قوات “حفتر” بعد خسائرها المتتالية كونه استهدف المدينة الأقوى في غرب البلاد، وأنه يريد توجيه ضربات قوية للحكومة باستهداف قاعدة هامة لها كانت تعتمد عليها كثيرا في الطلعات الجوية، وربما أراد قطع العلاقة نهائيا مع “مصراتة”.

وطرح القصف الذي تكرر مرتين في أقل من شهر عدة تساؤلات من قبيل: ما رسائل وأهداف “حفتر” من وراء القصف؟ وهل توجد بالفعل خلايا نائمة تابعة له في الغرب الليبي؟

“أحداث مفصلية”

المتحدث الرسمي باسم قوات “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق، مصطفى المجعي أكد أن “أهداف حفتر تغيرت بعد كل هذه الأشهر دون نصر أو حتى المحافظة على مواقعه، وبخصوص القصف يجب أن نشير إلى أربعة أحداث مفصلية: خسارته غريان، ضرب قواعده الخلفية في الجفرة وبالتالي قطع خد إمداده الرئيسي”.

وأضاف في تصريحات صحفية: “كذلك هروب أحد طياريه إلى تونس ورفضه لأوامر قصف طرابلس، وأخيرا إسقاط طيرانه المسيّر فوق منطقة “أبوقرين”، فكل هذه الأحداث دفعت الداعمين لحفتر لإعادة حساباتهم، وقد يأخذون خطوة للخلف في استمرار دعمه ما دفعه لقصف كلية مصراتة”، حسب تقديره.

وحول الأهداف من القصف قال: “يريد إثبات أنه لازال موجودا وقويا، وكذلك رفع معنويات أتباعه المنهارة، لكن الحقيقة كلها أن الأمر لم يتعد مجرد ضربة جوية لم تحقق أي أهداف استراتيجية أو عسكرية”، كما قال.

“صراع قوتين”

لكن الناشط والمحلل السياسي من الغرب الليبي، علي فيدان أوضح أن “حفتر تجنّب الاصطدام بمصراتة للولوج في مرحلة تفاوضية تتم بموجبها الموافقة عليه حاكما لليبيا في مقابل الامتيازات الكبرى لمصراتة، وهو ما رفضته المدينة”.

وتابع: “فترة السماح لمصراتة لدى حفتر انتهت بعد تحرير “غريان” وضرب قاعدة الجفرة، وهنا تيقن الأخير بأن الاتفاق مع المدينة هو ضرب من المستحيل، فكان القصف على المطار والكلية الجوية فيها”، كما صرح.

وأضاف في حديث صحفي: “البعض يطرح نظرية التقاء القوتيْن: القوة الأكبر في الغرب (مصراتة) والقوة الأكبر في الشرق (قوات حفتر) حيث أن البعض عوّل على هذا الحل في الملتقى الجامع الذي كان سيُعقد في منتصف أبريل الماضي، لكن اليوم أبعد ما يكون عن ذلك”.

وبخصوص ما أثير حول وجود خلايا نائمة في المدينة، قال: “لا أعتقد بوجود خلايا نائمة لحفتر في مصراتة لكن يوجد عدد قليل جدا من المناصرين لكن ليسوا مؤثرين أو صنّاع قرار في المدينة”، حسب رأيه.

“إنهاك”

في حين رأى المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش أن “قصف “مصراتة” للمرة الثانية الآن من قبل “حفتر” وقصف “الجفرة” من قبل الوفاق كله يصب في إطار توسع رقعة الحرب إلى خارج نطاق “طرابلس”، وأن هذا القصف المتبادل يزيد في استمرار تخندق الأطراف وراء مواقفها المتشددة ورفض الجلوس معا حاليا”.

وأوضح في تصريح له أن “هذا التخندق والتشدد لن يساعد في الوصول إلى تطبيق الهدنة التي طالب بها المبعوث الأممي ودعمه مجلس الأمن، والواضح أن الدول الكبرى ليست جادة في وقف الحرب حاليا وتسعى إلى انتصار طرف على آخر وهذا شبه مستحيل أو أنها تسعى لإنهاك الطرفين للوصول لمرحلة الرضوخ للحل السياسي والمفاوضات وهذا هو المرجح”، كما قال.

“تفاوض وضرب “سرت”

الباحث السياسي من مدينة “مصراتة”، علي أبو زيد قال بدوره إن “تكثيف استهداف “حفتر” لمصراتة له هدفان: ترضية جبهته الداخلية المشحونة ضد مصراتة، واعتقاده أنه باستهدافه للمدينة حدوث زعزعة في الصف الداخلي هناك مما يتيح لبعض الشخصيات القريبة منه أن تنادي بالتفاوض معه”.

وأوضح في تصريحات صحفية أن “الجنرال المتقاعد ربما يصعد أكثر في سبيل تحقيق الهدفين ومن ذلك تنفيذ ضربة ضد مدينة “سرت” أو مهاجمتها معتمدا على تيار “المداخلة” في سرت ومصراتة لمحاولة احتواء الوضع”، وفق أقواله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى